يُطلق على الخط والكيفيّة التي رسمت بها كلمات المصحف الشريف اسم الرسم العثماني، وهي الطريقة التي خُطّ بها المصحف الشريف -المصاحف الستة- منذ عهد عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وقد اتفق جمهور العلماء على وجوب كتابة المصاحف بالرسم العثماني، وتحريم كتابتها بخلاف ذلك، لما في ذلك من استدلالٍ على القراءات المختلفة للمصحف الشريف، ويتميز الرسم العثماني عن باقي الخطوط العربية بالعديد من المميزات التي يشمل بعضها طرقًا مختلفة ومغايرة للقواعد العامة للكتابة العربية، بالإضافة لاستخدامه بعضًا من الرموز المتفرّدة كالتي يُطلق عليها علامات الوقف في القرآن الكريم، لذا في هذا المقال سيتم تقديم شرحًا مفصّلًا عن علامات الوقف في القرآن الكريم بالإضافة لمصطلحات الضبط فيه.
الأصل في لغة العرب أن يوافق المكتوبُ المنطوقَ، دون زيادةٍ ولا نقصان، ولا حذفٍ ولا تبديل ولا تغيير، ولكن في خط المصحف -الخط العثماني- مخالفة لبعضٍ من القواعد العربية كما تمت الإشارة مُسبقًا، وهذه المخالفة مُعلّلة بالأثر الذي نُقل به القرآن متواترًا ووجوب الالتزام به دون إخضاعه لأي تغيير أو تحريف أو تبديل مهما كان هيّنًا، وينبثق عن الرسم العثماني للمصحف ست قواعد هي:
وممّا يتبع التفّرد الذي امتاز به الرسم العثمانيّ للمصحف الشريف هو موضوع علامات الوقف في القرآن الكريم، والتي يحمل كلّ واحدٍ منها رسمًا خاصًا، وموضعًا معيّنًا يحمل معنىً ما يتطلّب بالضرورة إرشاد قارئ القرآن لآلية وقفه أو وصله للآية التي يقرأ وعلى أساسه وتوضع علامة الوقف المناسبة، وعلامات الوقف في القرآن الكريم هي ست، تُذكر على النحو الآتي: