قبل بيان معنى الآية الكريمة في قول الله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} سيتم بيان معنى النسخ في الشرع، فالنسخ عبارة عن رفع حكم شرعي سابق بخطابٍ شرعيٍّ لاحقٍ متراخٍ عنه، أمَّا المعنى الإجمالي للآية الكريمة السابقة أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- إن رفع حكمٍ شرعيِّ بإبطاله أو إنسائه من القلوب من خلال نسخ الآية التي جاء بها هذا الحكم، يأتِ بآية أخرى {نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا}، أفضل وأسهل وأنفع للمسلمين وأكثر أجرًا لهم، أو أنَّ الله يأتِ بمثلها {أَوْ مِثْلِهَا}، من حيث المنفعة والأجر، ثمَّ يختم الله -عزَّ وجلّ- هذه الآية ببيان قدرته على النسخ والتبديل، حيث يقول: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، ولا بأس في هذا المقام من ذكر أقوال العلماء في تفسير الآية كلٌ منهم على حدة، وفيما يأتي ذلك: