من المعروف أنّ يثرب هو الاسم القديم للمدينة المنوّرة، وقد أُطلق هذا الاسم على المدينة عندما وصلها النبي -صلى الله عليه وسلم- مهاجراً من مكّة، وأمّا أهل المدينة فقد أُطلق عليهم اسم الأنصار؛ وذلك لأنّهم استقبلوا النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، وأحسنوا استقبالهم ونصروهم وآووهم، وقسموا بينهم أموالهم وأملاكهم، ولم يبخلوا عليهم بشيءٍ من ذلك، ثمّ جاهدوا في سبيل الله -تعالى- مع النبي والمهاجرين
أظهر النبي -صلى الله عليه وسلم- وفاءه العظيم للأنصار، وبادلهم هذا الحبّ والفضل، فذكر في أكثر من موقفٍ حبّه للأنصار، وذكر أنّهم أقرب الناس إليه، ودعا لهم بالفضل في الآخرة؛ لرغبته أن يجازيهم فضلهم حتّى بعد نهاية الدنيا، فدعا أن يلقوه على حوضه صلى الله عليه وسلم، ليُعوّضهم بدل ما أنفقوا في سبيل الله من الإكرام والإطعام والسقاية، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- في مرضه الأخير وقبل وفاته بوقتٍ قصيرٍ قد انتهز الوقت ليُوصي أصحابه وصايا أخيرةٍ، كان من بينها توصيتهم بالأنصار خيراً.