السائل النخاعي (CSF) هو سائل مائي صافٍ يتدفق حول المخ والحبل الشوكي ويحيطه ويحميه، تحليل CSF هو مجموعة من الفحوصات التي تقيم المواد في CSF من أجل تشخيص الحالات التي تؤثر على الدماغ والحبل الشوكي (الجهاز العصبي المركزي).
يتم تشكيل وإفراز CSF بواسطة الضفيرة المشيمية، وهي نسيج خاص به العديد من الأوعية الدموية ويصطف في تجويفات صغيرة في الدماغ، يتم إنتاجها بإستمرار وتداولها ثم إمتصاصها في الدم، يتم إنتاج حوالي 500 مل كل يوم.
يفصل حاجز الدم الدماغي الواقي الدماغ عن مجرى الدم وينظم توزيع المواد بين الدم و CSF، فهو يساعد على إبقاء الجزيئات الكبيرة والسموم ومعظم خلايا الدم بعيداً عن الدماغ، قد تؤدي أي حالة تؤدي إلى تعطيل هذا الحاجز الوقائي إلى تغيير في المستوى الطبيعي أو نوع المكونات المكونة لـ CSF، نظرًا لأن CSF يحيط بالدماغ والنخاع الشوكي فإن فحص عينة من CSF قد يكون ذا قيمة كبيرة في تشخيص مجموعة متنوعة من الحالات التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي.
على الرغم من أن الحصول على عينة من CSF قد يكون أكثر صعوبة من البول أو الدم، على سبيل المثال قد تكشف النتائج بشكل مباشر عن سبب حالات الجهاز العصبي المركزي.
يمكن للإلتهابات والإلتهابات في السحايا، وهي طبقات الأنسجة التي تحيط بالنخاع الشوكي والدماغ، أن تعطل حاجز الدم في الدماغ وتسمح لخلايا الدم البيضاء وخلايا الدم الحمراء (RBCs) وزيادة كميات البروتين في السائل النخاعي، إلتهاب السحايا وإلتهاب الدماغ، إلتهاب في الدماغ، يمكن أن يؤدي أيضا إلى إنتاج الأجسام المضادة، والتي يمكن إكتشافها في CSF.
يمكن لأمراض المناعة الذاتية التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي، مثل متلازمة غيلان باري والتصلب المتعدد، أن تنتج أيضًا أجساماً مضادة يمكن العثور عليها في CSF.
يمكن أن تؤدي السرطانات مثل سرطان الدم، إلى زيادة خلايا الدم البيضاء في سرطان النخاع الشوكي، ويمكن أن تؤدي الأورام السرطانية إلى وجود خلايا غير طبيعية.
مرض الزهايمر هو شكل لا رجعة فيه من الخرف، قد يساعد قياس أميلويد بيتا 42 وبروتين تاو في CSF في إنشاء تشخيص لهذا المرض.
هذه التغييرات من مكونات CSF الطبيعية تجعل فحص السائل النخاعي قيمة كأداة تشخيص.
يمكن استخدام فحص السائل النخاعي (CSF) للمساعدة في تشخيص مجموعة واسعة من الأمراض والظروف التي تصيب الدماغ والنخاع الشوكي (الجهاز العصبي المركزي)، يمكن تقسيمها إلى أربع فئات رئيسية:
يتضمن فحص CSF عادةً مجموعة أولية أساسية من الفحوصات التي يتم إجراؤها عند طلب تحليل CSF:
يمكن طلب مجموعة واسعة من الفحوصات الأُخرى كمتابعة بناءً على نتائج المجموعة الأولى من الفحوصات، قد تعتمد الفحوصات المحددة التي يتم طلبها أيضاً على العلامات والأعراض التي يصاب بها الشخص والمرض الذي قد يكون الطبيب المشتبه به هو السبب فيه، يمكن تصنيف كل فحص من هذه الفحوصات وفقًا لنوع الفحص الذي يتم إجراؤه:
قد يتم طلب فحص CSF عندما يشك الطبيب في أن الشخص مصاب بحالة أو مرض ينطوي على نظامه العصبي المركزي، التاريخ الطبي للشخص قد يطالبك بفحص CSF، قد يتم الأمر عندما يعاني شخص ما من صدمة في الدماغ أو الحبل الشوكي، أو تم تشخيصه بالسرطان الذي قد ينتشر في الجهاز العصبي المركزي، أو لديه علامات أو أعراض توحي بتورط الجهاز العصبي المركزي.
يمكن أن تختلف علامات وأعراض حالات الجهاز العصبي المركزي بشكل كبير ويتداخل العديد منها مع مجموعة متنوعة من الأمراض والإضطرابات، قد يكون لديهم بداية مفاجئة، ممّا يشير إلى حالة حادة مثل نزيف الجهاز العصبي المركزي أو العدوى، أو قد تكون بطيئة في التطور، مما يشير إلى مرض مزمن مثل مرض التصلب المتعدد أو مرض الزهايمر.
بناءً على تاريخ الشخص قد يطلب مقدم الطبيب تحليل الحالة النفسية عندما تظهر مجموعة من العلامات والأعراض التالية، خاصةً عندما تكون مصحوبة بأعراض تشبه أعراض الإنفلونزا والتي تكثف على مدار بضع ساعات إلى بضعة أيام والحمى:
يحتوي CSF عادة على كمية صغيرة من البروتين والجلوكوز وقد يحتوي على عدد قليل من خلايا الدم البيضاء.
أي حالة تؤدي إلى تعطيل الضغط الطبيعي أو تدفق السائل النخاعي أو القدرة الوقائية لجدار الدم/ الدماغ يمكن أن تؤدي إلى نتائج غير طبيعية لفحص CSF، للحصول على توضيحات مفصلة لما قد تعنيه نتائج الفحص المختلفة، يجب النظر إلى:
التهاب السحايا الجرثومي والطفيلي (مثل الأميبي) حالات طوارئ طبية، يجب أن يميز الطبيب بسرعة بين هذه الحالات، وإلتهاب السحايا الفيروسي، الذي يكون عادة أكثر اعتدالاً، والحالات الأخرى التي لها أعراض مماثلة، نظرًا لأن العلاج الفوري أمر بالغ الأهمية، فقد يبدأ الطبيب بتزويد الشخص المصاب بمضادات حيوية قبل أن يتم تحديد التشخيص بالتأكيد.
للمساعدة في تشخيص المرض العصبي المركزي المرتبط بالنظام، قد يرغب الطبيب في معرفة التطعيمات الأخيرة والمرض والإتصال بمرضى آخرين، والأماكن التي سافر إليها الشخص وما هي الأعراض التي يعاني منها الشخص.