ويعرف الفقهاء البغاة: بأنهم الذين يخرجون على الإمام، ويخالفون الجماعة، وينفردون بمذهبٍ يبتدعونهُ؛ وذلك يكون بتأويلٍ سائغ مع وجود المتعة والشوكة لهم.
لقد وردت نصوص كثيرة في القرآن والسنة تتحدث فيها عن البغاة وسنذكر دليل من القرآن ودليل من السنة على ذلك: أما من القرآن فقال تعالى:”وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ” الحجرات:9.
أما من السنة:عن أنس وأبي سعيد، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سيكون في أمتي اختلافٌ وفرقة يوم يحسنون القول، ويسيئون العمل، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، لا يرجعون حتى يرتد على فوقه، هم شرُ الخلق والخليقة، طوبى لمن قتلهم أو قتلوه، يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء، من قَتلهم كان أولى بالله منهم. ولم يختلف الصحابة رضي الله عنهم في قتال الفئة الباغية بالسيف إذا لم يردعها غيره فقد رأو جميعاً قتال الخوارج.
إذا لم يخرجوا باعتقادهم عن المظاهرة بطاعة الإمام، ولم يتحيزُوا بمكانٍ يعتزلون فيه، وكانوا أفراداً تنالهم القدرة، وتحيط بهم يد الإمام، فإنهم يتركون دون حرب تجرى عليهم أحكام أهل العدل في الحقوق والحدود. وإن أظهروا اعتقادهم، مع بقائهم على اختلاطهم بأهل العدل، فإن الإمام يوضح لهم فسادِ ما اعتقدوه حتى يرجعوا إلى حظيرة الجماعة، واعتقاد ما هو الحق، ويجوز له في هذه الحالة إن أصروا على عنادهم، أن يُعزرهم بالعقوبة التي يراها مناسبة.