جاء في محكم التنزيل في سورة الفرقان قوله تعالى: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا)وقد بيَّن الإمام الطبري في تفسيره معنى الآية الكريمة حيث يقول النبي عليه الصلاة والسلام لربه جل وعلا: إنَّ قومه اتخذوا هذا القرآن مهجوراً، ومعنى ذلك أنَّهم كانوا يتعرضون لكتاب الله بالسيء من القول فتارةً يقولون عنه إنَّه سحر، وتارةً يقولون عنه شعراً، وذلك معنى اتخاذهم القرآن هجراً، وقال مجاهد في معنى اتخاذ القرآن مهجوراً: أنَّ المشركين كانوا يقولون فيه قولاً سيئاً غير الحق، وذلك كما قال الله في آية أخرى (مستكبرين به سامراً تهجرون)، أي مستكبرين في هذا البلد تسمرون في مجالسكم تهجرون، وقد ذكر آخرون معنى آخر للآية الكريمة وهي أنَّ المشركين قد هجروا كتاب الله حينما أعرضوا عن سماعه، وقد رجَّح الإمام الطبري في تفسيره هذا المعنى لأنَّ الله تعالى قد ذكر في آيات أخرى كيف ينهى المشركين عن القرآن وينأون عنه، كما ذكر دعوتهم لغيرهم أن يلغوا في هذا القرآن وأن يجتنبوا الاستماع إليه.
قد استدل العلماء بالآية الكريمة على كراهة هجر المسلم لكتاب الله تعالى، وبيَّنوا وجوب تعاهده بالقراءة، ولم يثبت عن علماء الأمة تحديد مدة معينة لاعتبار هجر القرآن، وإنما جلّ ما ورد عنهم يتعلق بمدة ختم كتاب الله فقيل إنَّ أقلَّ مدَّة أن يختمه المسلم مرتين في السنة، وروي الإمام أحمد كراهة أن يتأخر المسلم عن ختمه أكثر من أربعين يوما بدون عذر.
موسوعة موضوع