فرض الله صيام شهر رمضان على المسليمن، وسجّل هذه الفرضيّة في القرآن الكريم، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، وهو فرضٌ على كُلّ مسلمٍ بالغٍ عاقلٍ مُطيقٍ للصوم، والصوم في اللغة الإمساك، وشرعاً إمساك المسلم البالغ العاقل عن المُفطرات جميعها ابتداءاً من طلوع الفجر الصادق حتى غروب الشمس، على أن يكون مقروناً بالنيّة من الليل، ويجب أن يكون خالياً من الموانع الشرعيّة، كأن تكون المرأة حائضاً أو نفساء وغير ذلك من الموانع.
شروط صحّة الصيام ستّةٌ، وهي: الإسلام، والعقل، والتمييز، وتبييت النيّة من الليل، وانقطاع الدم لدى الحائض والنفساء، أمّا مستحبّات الصيام فسبعةٌ؛ وهي: تناول السحور، وتأخيره ما لم يُخشَ طلوع الفجر، وتعجيل الفطر إن تحقّق غروب الشمس، والإفطار على الرطب، أو على تمرٍ إن لم يجد، أو على ماءٍ إن لم يجد، وإكثار العبادات؛ كقراءة القرآن، والذكر، وقيام الليل، والصدقة، والسنن الرواتب، ومن المُستحبّات حفظ اللسان عن اللغو، وعن الغيبة والنميمة، والفحش، والكذب، والشتم، ومنها الدعاء عند الفطر، فللصائم دعوةٌ لا تُردّ.
المفطرات التي بيّنها الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- سبعةٌ؛ وهي: الأكل والشرب، والجِماع، والاستمناء، وما يكون بمعنى الأكل والشرب، والقيء عمداً، وإخراج الدم من الجسم بالحجامة ونحوها، وخروج الدم من المرأة بالحيض والنفاس، ويُعتبر الجماع أكبر المفطرات وأعظمها إثماً.
للصيام فوائد روحيّةٌ تتمثّل في تقوية الإرادة، وتعويد المسلم على الصبر، وتخلّي القلب عن المشتّتات فيمنع الغفلة، فيكثر الصائم من ذكره وفكره، وينشر بين المسلمين العدل والمساواة، وينمّي سلوكهم الحسن، ويقوّي الصلات بين أفراد المجتمع، ويُعرّف أغنياءهم قدر نعم الله، ومن فوائده الصحيّة أنّه يُطهّر الأمعاء، ويُصلّح المعدة، ويُنظّف البدن.
موسوعة موضوع