يُعتبر الزهري (بالإنجليزية: Syphilis) أحد الأمراض المنقولة جنسياً (بالإنجليزية: (Sexually Transmitted Disease (STD)، والذي يحدث نتيجة انتقال العدوى البكتيرية التي تتسبب بها البكتيريا المعروفة باللولبية الشاحبة (باللاتينية: Treponema pallidum)، وغالباً ما تنتقل العدوى بسبب الأغشية المخاطية أو قروحات الجلد التي توجد في المهبل، وفتحة الشرج، والمستقيم، والفم، وعلى الشفتين، وذلك عن طريق ممارسة الجنس بأي شكل من أشكاله مع شخص مصاب، وكذلك يمكن للعدوى أن تنتقل من الأم إلى جنينها خلال الحمل أو عند الولادة، وتجدر الإشارة إلى أنّ الإصابة بالزهري في إحدى مراحل الحياة لا تمنع الإصابة به لاحقاً، وقد أشارت مراكز مكافحة الأمراض واتقائها (بالإنجليزية: Centers for Disease Control and Prevention) والمعروفة اختصاراً بـCDC أنّ أكثر من 88.000 حالة مصابة بالزهري قد تمّ تسجيلها في عام 2016، وأنّ ما يُقارب 60% من حالات الزهري كانت في الرجال الشواذ جنسياً.
تختلف الأعراض والعلامات التي تظهر على المصابين بمرض الزهري باختلاف مرحلة المرض، وفيما يأتي بيان ذلك:
لا يمكن البدء بعلاج الزهري إلا بعد إجراء الفحوصات اللازمة والتأكد من وجوده، وتحديد فترة الإصابة بالبكتيريا المسببة للعدوى، وغالباً ما يتم علاج داء الزهري عن طريق إعطاء المضاد الحيويّ المناسب الذي يحتاج وصفةً طبية لصرفه، وفي الحقيقة أبدى المضاد الحيوي المعروف بالبنسلين (بالإنجليزية: Penicillin) فعاليةً كبيرة في علاج الزهري، ويعتمد الأطباء إعطاء هذا المضاد لفترة تتناسب مع مدة إصابتهم؛ فمثلاً إذا مرّ أقلّ من عامين على الإصابة بالزهري فإنّ الطبيب المختص يقوم بحقن المريض بجرعة واحدة من البنسلين، وقد يستعيض عنه بمضاد حيويّ يُعطى عن طريق الفم لمدة 10-14 يوم في حال عدم قدرة المصاب على أخذ البنسلين، ولكن إذا مرّ أكثر من عامين على الإصابة بالزهري فإنّ الطبيب يقوم بإعطاء المصاب ثلاث حقن من البنسلين، حيث يُعطي جرعةً واحدة كل أسبوع، وإذا لم يكن أخذ البنسلين ممكناً فإنّ الطبيب يقوم بصرف مضاد حيوي مناسب لمدة تصل إلى 28 يوماً، وأمّا في الحالات الشديدة التي يكون فيها أثر الزهري قد وصل إلى الدماغ فإنّ الطبيب يقوم بإعطاء المريض حقنة من البنسلين يومياً لمدة أسبوعين.
قد يترتب على تناول الأدوية المستعملة في علاج الزهري بعض الآثار الجانبية مثل الأعراض والعلامات المشابة للإنفلونزا، والتي غالباً ما تتمثّل بالحمّى، والصداع، وآلام المفاصل والعضلات، وغالباً ما تستمر هذه الأعراض لمدة 24 ساعة ثم تختفي، وقد يحتاج المريض لتناول الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) لتخفيف هذه الأعراض، وقد يُعاني البعض من فرط التحسس للبنسلين، ولكن الطاقم الطبي قادر على حل هذه المشكلة واتخاذ الإجراءات المناسبة. ويجدر التنبيه إلى ضرورة الامتناع عن ممارسة الجنس بأشكاله حتى مرور أسبوعين على العلاج، ويُمنع كذلك التواصل الجلدي القريب مع الآخرين خلال هذه الفترة.