تُعد دودة الأسكارس، أو داء الأسكارس، أو الأسكاريّة (بالإنجليزية: Ascariasis) نوعًا من الديدان الأسطوانية (بالإنجليزية: Roundworm) وهي من الطفيليات المعوية التي يمكن أن تعيش في أمعاء الانسان، وتعد العدوى بدودة الأسكارس أكثر عدوى دودية شيوعًا لدى الانسان، ومن الجدير بالذكر أن اليرقات (بالإنجليزية: Larvae) والديدان البالغة تعيش في الأمعاء الدقيقة للإنسان ومن الممكن أن تسبب للإنسان بعض الأمراض والمشاكل المعوية، وفي الواقع يمكن أن تحدث عدوى الإصابة بدودة الأسكارس في جميع أنحاء العالم خصوصًا في المناطق التي يكون فيها المناخ حارًّا ورطبًا، كما من الممكن أن تحدث العدوى في المناطق ذات المناخ المعتدل خلال الأشهر الدافئة، وكذلك قد تحدث العدوى في الأماكن التي تكون المرافق الصحية فيها سيئة بحيث لا يوجد اهتمام بالنظافة والتعقيم، إذ قد تحدث العدوى عندما يدخل التراب الملوث بالبراز البشري إلى الفم، أو يمكن أن يحدث ذلك عند تناول الخضار أو الفاكهة التي لم يتم غسلها أو طبخها جيدًا.
ولمعرفة المزيد عن دودة الأسكارس يمكن قراءة المقال الآتي: (بحث عن دودة الأسكارس).
يعد الأطفال أكثر عرضة من البالغين للشعور بالأعراض المرافقة لعدوى دودة الأسكارس المتعلقة بالجهاز الهضمي، وذلك بسبب صغر حجم أمعاء الأطفال مقارنة بأمعاء البالغين؛ لذا فهي معرّضة بشكل أكبر لخطر الانسداد، وتبدأ العدوى في الأطفال عندما يقوم الطفل ببلع بيوض الدودة مما يؤدي إلى انتقالها إلى الأمعاء ومن ثمّ يتبع ذلك نضوج هذه البيوض وتشكل ديدان صغيرة تسمى اليرقات، ومن الجدير بالذكر أن هذه اليرقات لها القدرة على الانتقال عبر جدار الأمعاء إلى مجرى الدم، وبالتالي يمكن أن تنتقل عبر الرئتين إلى الحلق مما يؤدي إلى إعادة ابتلاعها مرة أخرى لتعود إلى الأمعاء الدقيقة مرة ثانية، حيث يمكن أن تنمو هناك وتتطور إلى ديدان بالغة، وتجدر بنا الإشارة إلى أنه من الممكن ألّا تظهر أي أعراض على البالغين والأطفال الأكبر سنًا؛ إذ إنّ بعض الأشخاص يكونون حساسين بشكل خاص لتأثير العدوى بالديدان الأسطوانية بينما معظم الأشخاص لا يشعرون بأي أعراض في حال إصابتهم بالعدوى، ويعتبر هذا الاختلاف غير معروف السبب إلى الآن، ولكن إحدى النظريات التي تفسر ذلك أنّ معظم الأشخاص لديهم مناعة طبيعية ضد الديدان الأسطوانية مما يمنعها من التكاثر والتحرك في الجسم، وفي الواقع في حال ظهور الأعراض فإنّها عادة ما تمر بمرحلتين، تحدث أعراض المرحلة المبكرة بسبب انتقال اليرقات من الأمعاء الدقيقة إلى الرئتين ويؤدي ذلك إلى حدوث أعراض مبكرة، بينما تحدث أعراض المرحلة المتأخرة بسبب انتقال اليرقات إلى الأمعاء الدقيقة حيث تبدأ بالتكاثر هناك.
تجدر الإشارة إلى أنّ الأعراض و العلامات المبكّرة تؤثر فقط في عدد قليل من الناس، كما تبدأ هذه الأعراض بالظهور لدى الشخص المصاب بعد ابتلاع البيوض بأربعة أيام إلى ستة عشر يومًا و قد تستمر حتى ثلاثة أسابيع، وقد تتضمن الأعراض -التي قد تشبه أعراض الربو أو الالتهاب الرئوي- ما يأتي:
في الأمعاء الدقيقة، تنضج اليرقات وتصبح ديدانًا بالغة، كما تعيش تلك الديدان البالغة عادة في الأمعاء إلى أن تموت، وفي العادة عندما تكون الديدان البالغة موجودة بأعداد قليلة فإنها لا تتسبب بحدوث أعراض الجهاز الهضمي، على الرغم من ان مرور هذه الديدان البالغة عن طريق الفم أو المستقيم قد يتسبب بطلب المريض للرعاية الصحية حتى دون ظهور الأعراض عليه، وفي حال كانت الإصابة بداء الأسكارس بسيطة أو معتدلة، فإنه من الممكن أن تتسبب الإصابة المعوية بمعاناة المصاب مما يأتي:
أما في حال ظهور عدد كبير من الديدان في الأمعاء لدى الشخص المصاب بداء الأسكارس، فمن الممكن أن يتسبب ذلك بحدوث انسداد في الأمعاء لديه، وعادة ما يكون ذلك الانسداد المعوي أكثر شيوعًا لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين سنة إلى خمسة سنوات، حيث يمثل الأطفال في هذه الفئة العمرية معظم حالات الانسداد المعوي، وذلك بسبب صغر حجم الأمعاء لديهم فيكون خطر حدوث الانسداد مرتفعًا، وتتضمن أعراض الانسداد المعوي ما يأتي:
من الممكن أن تتسبب الديدان البالغة بحدوث انسداد في الفتحة الموجودة في الزائدة الدودية (بالإنجليزية: Appendix)، أو في القنوات الصفراوية (بالإنجليزية: Bile duct)، أو في القناة البنكرياسية (بالإنجليزية: Pancreatic duct)، مما قد يتسبب بحدوث ألم شديد في البطن لدى الشخص المصاب، كما من الممكن أن يعاني الأطفال المصابون بداء الأسكارس من حدوث نقص التغذية، وبالنسبة للأطفال المصابين بعدوى شديدة من المرض فقد لا يكون النمو أو اكتساب الوزن لديهم بشكل طبيعي.
يجب على المريض المسارعة في طلب الرعاية الصحية في حال ظهور أعراض داء الأسكارس لديه، خاصة إذا كان المريض قد سافر إلى منطقة يكون فيها هذا الداء شائعًا، كما يجب طلب المشورة الطبية في العديد من الحالات الأخرى ليتم إرسال عينات البراز إلى المختبر لفحصها، وذلك للتحقق من وجود الديدان و البيض لتأكيد تشخيص الإصابة بالمرض، ويمكن بيان هذه الحالات في ما يأتي:في الحالات التالية: