تُعرّف الرياضات القتالية (بالإنجليزية: Fighting sport) بأنها عبارة عن رياضات اتصالٍ وقتالٍ مُباشر مع المُنافس؛ حيث يتواجه بها لاعبٌ ضد لاعب آخر وفقاً لشروط مُحددة وقواعد مُعينة من الاشتباك المُباشر وبهدف حصول كل منهما على نقاطٍ تُمكِّنه من الفوز بالمباراة التي تجمعهما في تلك الرياضة، وتنطوي الرياضات القتالية على العديد من الرياضات المُختلفة التي تختلف في أساليبها؛ حيث يُعدُّ بعضٌ منها رياضاتٍ شهيرة ومُتجذرة في التاريخ بينما يُعدُّ بعضها الآخر أكثر حداثةً، وعلى الرغم من أن هنالك تشابهاً كبيراً وتداخلاً عميقاً فيما بين حركات وأنماط معظم الرياضات القتالية؛ إلا أن لكلٍّ منها طريقته الخاصة في القتال.

تندرج معظم الرياضات القتالية على وجه العموم تحت ثلاثة أساليب وأنماط مُختلفة عن بعضها؛ أولها أساليب الدفاع عن النفس والضرب من خلال الوقوف؛ كرياضة المُلاكمة، والكاراتيه وغيرها، والنوع الثاني من الرياضات القتالية هو النوع القائم على التصارُع أو القتال الأرضي؛ كالمُصارعة ورياضة السومو، أما الأسلوب الثالث من الرياضات القتالية يتمثل برمي المُنافس وإسقاطه أرضاً كرياضة الجودو.

يبين الآتي أكثر أنواع الرياضات القتالية شعبيةً وانتشاراً في العالم:

تُعتبر رياضة الكاراتيه (بالإنجليزية: Karate) الرياضة القتالية الأكثر شعبيةً في العالم،وهي إحدى الرياضات القتالية التي تندرج ضمن فئة الدفاع عن النفس بدون استخدام أية أسلحة، وتتمثل هذه الرياضة باستخدام أعضاء الجسم كاملةً لتنفيذ تقنياتٍ حركية تتنوع بين الدفاع والهجوم لتحقيق أقصى استفادةٍ مُمكنة أثناء المُنافسة، ويتم تعليم المُتدرب لرياضة الكاراتيه المبادئ والتقنيات الأساسية لهذه الرياضة ليُصبح في مرحلةٍ مُتقدمة من اللعبة سريعاً، وذو قدرة كبيرة على التحمل، وقادراً على التنسيق بين أجزاء جسمه المُختلفة، وتجدر الإشارة إلى أن الكاراتيه تحسِّن من القدرة البدينة لممارسها، بالإضافة إلى أنها تحسِّن من قدرته العقلية وتزيد من قدرته على التنسيق بين الجسد والعقل، ولا تُعتبر الكاراتيه من الرياضات التي قد يتوقف اللاعب عن مُمارستها عند التقدُم في السن.

تُعرّف الفنون القتالية المختلطة (بالإنجليزية: Mixed Martial Arts) بأنها رياضةٌ تمزج بين أشكال رياضات القتال المُختلفة؛ حيث يجمع هذا النوع من الرياضات بين الملاكمة، والمصارعة، والجودو، والكاراتيه، وغيرها من أنواع الرياضات القتالية المُختلفة، وتُعتبر واحدةً من أكثر الرياضات التي لاقت شعبيةً كبيرة في أوائل القرن الحادي والعشرين، ويتمثل مبدأ هذه الرياضة بمواجهة اللاعبين المُتنافسين لبعضهم البعض على حلبةٍ مُحاطةٍ بسياج ومُقاتلة بعضهم من خلال ارتداءهم لقفازات خاصة مثل تلك الخاصة برياضة الملاكمة وبدون ارتداء أحذية أو أغطية للرأس.

يُسمح للاعبين أثناء المُباراة باستخدام أشكالٍ مُختلفة من القتال؛ كالضرب، والركل، والتصارُع، ويحظر عليهم استخدام أنواعٍ مُحددة من الضربات؛ كالضربات الموجهة إلى العمود الفقري أو الضرب باستخدام الكوع، وتُلعب هذه الرياضة وفقاً لأوزان اللاعبين،ولهذه الرياضة أفضليةٌ في تمكين الشخص المُمارس لها من الدفاع عن نفسه إذا اقتضت الحاجة لذلك، بالإضافة إلى تحسين اللياقة العامة لجسد اللاعب وجعله ذو انضباطٍ ذاتي في مختلف نواحي حياته.

تعدُّ رياضة الكونغ فو (بالإنجليزية: Kung fu) إحدى رياضات الفنون القتالية الصينية التي تشتمل على تقنياتٍ مُتنوعة من القتال، كالركل، والضرب باستخدام الأيدي المفتوحة والمغلقة، بالإضافة إلى الإقفال على الخصم أو حتى اسقاطه أرضاً، وتتنوع أساليب الكونغ فو بين استخدام الأساليب القوية القاسية والأساليب الناعمة التي ترتكز على استغلال قوة المُنافس لصالح اللاعب، وقد تأسس هذا الفن في الصين بهدف الحماية من الأعداء وزيادة القدرة على الصيد، وقد أصبح في العصر الحالي أحد أكثر الأساليب الفعالة في الدفاع عن النفس، وتبرز فعالية هذا الأسلوب القتالي في تعطيل ضربات الخصوم ومهاجمتهم بشكلٍ سريعٍ وقوي، ولهذه الرياضة القتالية أساليب مُتعددة أهمها: أسلوب مخلب النسر، وأسلوب الشاولين، وغيرها من الأساليب المختلفة.

تُترجم كلمة الجودو (بالإنجليزية: Judo) بأنها الطريقة اللينة أو اللطيفة؛ إذ إنها رياضةٌ ترتكز على عدم استخدام القوة المُفرطة ضد الخصم والتركيز على استخدام التوازن والحركة الفعّالة في تطبيق حركاتها بدلاً عن ذلك، ويتم تعليم المتدربين لهذه الرياضة على كيفية ردّ الخصم ومنعه أكثر من توجيه الضربات إليه، وتوفر هذه اللعبة لممارسها لياقةً بدنيةً عالية وصلابةً ذهنيةً كبيرة بالإضافة إلى تدريبه على الانضباط العالي كما أنها تحسن لديه الحركة والقدرة على التوازن، ويتم التجهيز لمُباريات هذه الرياضة من خلال ارتداء كِلا اللاعبين المُتنافسين لسترةٍ وبنطالٍ فضفاضين وحزامٍ يتم ربطه حول خصر اللاعب، وتُلعب المُباراة على بساطٍ خاص يُدعى تاتامي.

تعدُّ رياضة التايكواندو (بالإنجليزية: Taekwondo) إحدى أكثر الفنون القتالية الكورية رواجاً وشعبيةً حول العالم، ويُمكن فهم المبادئ العامة لهذه الرياضة القتالية من خلال ترجمة اسمها الذي يتكون من ثلاثة مقاطع أو كلمات: (Tae) وتعني القدم، وكلمة (Kwon) وتعني اليد أو القبضة، بالإضافة إلى كلمة (Do) والتي تعني فن أو طريقة، ويتضح من ذلك أن فن التايكواندو فنٌ قتالي يركز على استخدام القدمين واليدين بشكلٍ أساسي، بالإضافة إلى استخدام أجزاء الجسم المُختلفة على أن يتم استخدامها بشكلٍ صحيح.

تمتاز التايكواندو بالحركات النشطة والسريعة التي ينفِّذها اللاعب والتي تشتمل على كمٍّ كبيرٍ من الحركات والمهارات المُعتمدة على القدمين بالإضافة إلى حركات جسدية أساسية أخرى، وتتطلب كل حركات هذا الفن القتالي تنسيقاً جيداً بين الجسد والعقل، ويتضمن التايكواندو في حركاته العديد من حركات الرياضات القتالية الخاصة بالدفاع عن النفس والتي منها رياضة الكاراتيه؛ حيث تتطلب كلتا الرياضتين تحقيق الانسجام بين عقل اللاعب وأعضاء جسمه، ويجدر بالذكر أن هذا الفن القتالي ظهر كرياضةٍ أولمبية لأول مرةٍ في عام 1988م.

تُعتبر رياضة المُلاكمة (بالإنجليزية: Boxing) واحدةً من أكثر الرياضات شعبيةً في العالم؛ حيث يتم مُمارستها كرياضةٍ تنافسية أو ترفيهية من قِبل العديد من الأشخاص، وتنطوي اللعبة على استخدام اللاعب لقبضات ذراعيه لمُمارسة وضعيات الهجوم والدفاع ضد لاعب آخر، بحيث يقوم كلا اللاعبين بتوجيه اللكمات القوية إلى بعضهما البعض عبر استخدام قبضات أيديهم بالإضافة إلى مُحاولة كل لاعب تجنُب لكمات اللاعب المُنافس، وتنص القواعد الخاصة بالجزء التنافسي من هذه الرياضة على أن يتواجه اللاعبين من الاوزان المتماثلة معاً، ويفوز اللاعب بالمُباراة عند تمكنه من إحراز أكبر عددٍ من النقاط على حساب مُنافسه أو عبر جعله غير قادرٍ على مُتابعة اللعب.

يُعتبر تحديد أفضل الرياضات القتالية أمراً يصعب الاتفاق عليه؛ إلا من قبل الشخص الذي يرغب في مُمارسة إحدى هذه الأنواع للرياضات القتالية؛ حيث أن الهدف من تعلُم إحدى هذه الرياضات هو الذي يجعل من المُمكن تحديد أياً منها هي الأنسب والأفضل؛ حيث يمكن أن تكون رياضة مُعينة أفضل من أخرى إذا كانت الدوافع من وراء مُمارستها تعلُم كيفية الدفاع عن النفس، أما إذا كان الدافع من وراء هذا الأمر هو مُمارسة تمارين القوة واللياقة البدنية فقد يكون بعضها الآخر أفضل من غيره، وهكذا يختلف تحديد أفضل رياضة قتالية تبعاً للهدف المرجو من تعلمها.