يختلف الوقت المُفضَّل للحِفظ من شخصٍ إلى آخر؛ فليس هُناك وقتٌ يُناسب الجميع، إذ يختار الشخص الوقت الذي يجد فيه نفسه مُتفرِّغاً، ومُستحضِراً قلبه للحِفظ، وقد يكون ذلك الوقت بعد الفجر، أو أثناء الليل، وعلى الرغم من ذلك، إلّا أنّ هُناك بعض الأوقات التي تُعَدّ أفضل الأوقات للحِفظ، كوقت السَّحَر، أو بعد صلاة الفجر، بحيث يبقى الشخص بعد أدائه الصلاةَ جالساً في المسجد حتى طُلوع الشمس؛ يحفظ من كتاب الله -تعالى-، وإن كان هناك من يحفظ معه فذلك أفضل، ويجعل المسلم لنفسه وِرداً يوميّاً من الحِفظ والمُراجعة، والأهمّ أن يظهرَ هذا الحفظ في سُلوكه، وأقواله، وتصرُّفاته، كما أنّ بداية النهار التي تكون بعد صلاة الفجر هي من أفضل الأوقات لقراءة القرآن، وحِفظه.
حَثّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- على تعاهُد القُرآن، والمُداومة على حِفظه، ومُراجعته، وذلك بقوله: (تَعاهَدُوا هذا القُرْآنَ، فَوالذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ لَهو أشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الإبِلِ في عُقُلِها)، وقد جاء عن شيخ القُرّاء في المسجد النبويّ الشيخ إبراهيم الأخضر أنّ مُراجعة القُرآن للحافظ تكون على ثلاثة مراحل، وبيانها فيما يأتي:
ويُشار إلى أنّ الإنسان تُواجهه العديد من المشاكل في حِفظه للقرآن الكريم، كالنسيان السريع للصفحات التي يحفظها، ويكمن حَلُّ ذلك في أن يجعل إلى جانب برنامجه المُخصَّص للحِفظ برنامجاً آخر للمُراجَعة، وأفضل طريقة هي المُراجعة بشكل يوميّ يتناسب مع مقدار الأجزاء التي يحفظها؛ فمثلاً إذا كان يحفظ جُزءاً واحداً، فعليه مُراجعة صفحة واحدة بشكل يوميّ حتى ينتهي من خَتْم الجُزء في عشرين يوماً، أمّا إذا كان يحفظ جُزأين، فعليه مُراجعة صفحتَين بشكل يوميّ، وهكذا بحسب الأجزاء المحفوظة، وتُساند ذلك مُراجعة القرآن التي تكون في الصلوات؛ سواء في الفَرض، أو في النَّفْل، والأفضل أن يكون البرنامج مكتوباً، ومُفصَّلاً؛ ليسير الحافظ على نورٍ وبصيرة في حِفظه.
ومراجعة القُرآن الكريم تكون على مرحلتَين؛ الأولى: مُراجعة الحِفظ القديم، والثانية: مُراجعة الأجزاء التي تُحفَظ حديثاً؛ فأمّا الحِفظ القديم، فتكون مُراجعته بشكل أُسبوعيّ، على شكل قراءة سريعة، وإن وَجَد الحافظ مَشقّة في المُراجعة الأُسبوعيّة، فيجعلها على مدار عشرة أيّام، أو أُسبوعَين كحَدٍّ أقصى، أمّا بالنسبة إلى الحِفظ الجديد، فيُراجع الحافظ ما أتمَّ حِفظه في الأمس قبل أن يبدأ بحِفظٍ جديد، كما أنّ هناك طريقة في الحِفظ تُسمّى بالطريقة التراكُميّة في المُراجعة؛ وذلك باعتماد الأُسبوع وحدة واحدة، فيُراجع في كلّ يوم ما أتمّ حِفظه في اليوم الذي قبله، ففي اليوم الثاني من الأسبوع يُراجع ما أتمّ حِفظه في اليوم الأوّل منه، وفي اليوم الثالث يُراجع ما أتمّ حفظه في اليوم الأوّل والثاني معاً، ويستمرّ على ذلك حتى ينتهي الأسبوع.
هناك العديد من النصائح، والأساليب التي تُساعد على ضَبط الحِفظ، وتساعد صاحبه على عدم نِسيانه، ومن ذلك ما يأتي:
موسوعة موضوع