يعتبر الصيد من أحد أقدم الأنشطة التي لجأ إليها الإنسان لتأمين غذاءه، وقوت يومه، فقبل أن يكتشف هذا النشاط كان يعتمد على الجمع والالتقاط، والتي تشمل التقاط الفواكه والثمار، التي منحنا إيّاها الله، حيث لُجئ للصيد بعد مراقبة الحيوانات التي كانت تعتمد على القتل لتأكل، وتؤمن ما يضمن بقاءها على قيد الحياة، وبعد هذا شهد البشر حالة استقرار، وأصبحوا يؤمّنون غذاءهم عن طريق الزراعة والرعي، والأنشطة المرتبطة بالعمران ولم يقتصر الصيد على الحيوانات التي تعيش في البرّ بل أصبح هناك صيد في البحار والمحيطات.
هو من أوائل المهن التي ابتكرها الصيادون في اكتساب الرزق في العقود الماضية، فقد كان الصيادون يخرجون للصيد بحثاً عن قوتهم، أمّا فيما بعد فتطوّر بهم الأمر وأصبحوا يتاجرون بصيدهم، فدفع بهم الأمر لابتكار طرق ووسائل وأدوات جديدة تفي بالحاجة، وتتلائم مع الفريسة التي يريدون اصطيادها.
أمّا هذا النوع من الصيد فقد اعتاده سكّان الدول والمدن المشرفة على البحار، والأنهار، والمحيطات ، فلم يقتصر صيدهم على الحيوانات والفرائس، فتطرقوا أيضاً لاستغلال الموارد والثروات البحرية كاللؤلؤ، فعالم البحار عالم مليء بالكنوز، لهذا لم يكن باستطاعة أي شخص أن يخوض هذا العالم، فمن أراد الصيد كان يجب أن يكون على دراية، وعلم بعالم البحار، فكانوا يدرسون هذه المهنة جيداً قبل الخوض فيها.
تطوّرت مراحل الصيد، فلم تعد فقط وسيلة للحصول على الغذاء والقوت، بل أصبحت رياضة للترفيه والتسلية، من قبل النبلاء والسادة بشكل خاص، ففي العصور الوسطى درج الصيد بالحيوانات المفترسة كالكلاب والصقور، بالإضافة إلى القوس والنشّاب، ومن هنا بدأ الصيد بالكلاب على مدى أوسع، فأصبحوا يدربون كلاباً من فصائل معينة كالكلاب السلوقيّة، والتي كانت تدرّب على صيد الثعالب، والأرانب البريّة،ويكون ذلك عن طريق تتبعها، وكان الصيد بالكلاب يتم عن طريق خطة مرتبة ومنظمة، بحيث كان يتم تقسيم الكلاب إلى مجموعتين: تقوم المجموعة الأولى والتي تملك حاسة شم قوية بالوصول إلى أقرب مكان يمكن الصيّادون من اتّخاذ الوضعيّة المناسبة، والمكان الملائم لإطلاق القذائف، بحيث تصبح قادرة على إحضار الفريسة المصابة، أمّا عن مهمّة المجموعة الثانية فهي الكلاب العدّاءة والتي كانت تتبع الفرائس والطرائد وتسحبها جبراً للخروج من جحورها وأماكن ملاذها.
لم يأتِ الصيد عبثاً ولم يبق عبثاً، حتّى الإسلام نظّمه وجعل له أوقاتاً معينة، وبالرغم من الأشخاص الذين يحاولون العبث بنظام البيئة، إلّا أنّ هناك أيضاً محميّات ومنظمات تحاول محاربة الصيد الجائر وغير المنظم