تكمُن أهمية جبل عرفاتٍ؛ في أنّ الوقوف به في يوم عرفة ركنٌ من أركان الحج، وهو كلّ الحج وأهمّ أركانه، فقد ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال:(الحجُّ عرفةَ...)، فعلى هذه البقعة من الأرض يجتمع حجّاج بيت الله الحرام في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، ويقع جبل عرفاتٍ على بُعد واحدٍ وعشرين كيلو مترٍ تقريباً من مكة المكرمة، بمساحةٍ إجماليةٍ؛ تُقارب عشرة كيلو مترٍ ونصف مربع، وله حدود واضحةٌ.
لا يوجد فرقٌ كبيرٌ بين عرفة وعرفاتٍ؛ فالمقصود بهما بشكلٍ عامٍ موقف الحجاج في التاسع من ذي الحجة، في بقعةٍ معروفةٍ من الوجوب الوقوف بها، إلّا أنّ هناك بعض الأقوال الأخرى، بَيد أنّ جميعها لا تجعل بينهما فروق كبيرةً؛ حيث يرى البعض أنّ عرفات اسم الجبل وبقعة الأرض المعلومة، في حين أنّ عرفة هو يوم الوقوف بهذه البقعة، فيما قال آخرون أنّ عرفات هو الجمع ومفردها عرفةٌ، فكلّ قطعةٍ هي عرفةٌ، ومجموع هذه القطع هو عرفاتٌ، وتجدر الإشارة إلى سبب التسمية؛ حيث رأى البعض أنّ اسم عرفةٌ يعود إلى أنّ جبريل -عليه السلام- كان يقول لنبي الله إبراهيم هذا موضع كذا، هل عرفت في بيان مناسك الحج، فيردّ إبراهيم: "عرفت"، أمّا أقوالٌ أخرى؛ فترى أنّ اسمه يعود لتعارف الناس فيه، أو لاجتماع آدم وحواء لأول مرةٍ فيه بعد النزول من الجنة؛ فهو يوم تعارفهما.
قد يكون يوم عرفة يشابه إلى حدٍ كبيرٍ يوم الحشر في انتظار الحساب؛ فالجميع مجرّدٌ من كلّ شيءٍ، ويقف كا واحدٍ راجياً رحمة خالق الكون -جلّ وعلا-، ففي هذا اليوم كلّ الناس متساوون لا فرق بينهم، فلا يوجد دعاء أفضل وأكثر خير من فضل الدعاء في يوم عرفة، ووردت فيه العديد من الفضائل، منها:
موسوعة موضوع