في اللغة : السهولة، وعرفها البعض، بقوله: هي التسهيل للمسلم في فعله من اجل عذر، مع قيام المحرم، لولا العذر لثبتت الحرمة، فالرخصة: هي الأحكام التي شرعها الله، بناءً على أعذار المكلفين، ولولاها لبقي الحكم الأساسي، فهي حكم استثنائي من أصل كُلي، وسبب الاستثناء ملاحظة الضرورات والأعذار دفعاً للحرج عن المكلف، وهي في أكثر الأحوال تنقل الحكم الأصلي من مرتبة اللزوم إلى مرتبة الإباحة.
الأصل في الرخصة الإباحة، فهي ترسل الحكم السياسي من لازم إلى مخير بين الفعل والترك، لأنّ أساس الرخصة ملاحظة عذر المكلف، ورفع التعب عنه، ولا يتأتی تحصيل هذا المقصود إلا بإباحة فعل المحظور وترك المأمور به، ومثل: الفطر للمسافر والمريض، فلكل منهما الإفطار عملاً بالرخصة، والصيام عملاً بالعزيمة إذا لم يضرهما الصوم، وهذه هي رخصة الترفيه على اصطلاح الحنفية؛ لأنّ الحكم الأصلي باقي لم ينعدم، ولكن رخص للمكلف ترکه ترفيهاً وتخفيفاً عنه.