يتوجب على قارئ القرآن الكريم العناية بقراءته، وأنّ يقرأ بخشوعٍ وتدبرٍ وطمأنينة، وأن يقرأ ويفهم ما يقرأه بأن يتقصد معرفة معاني الكلمات والآيات وأسباب النزول وغيرها، فقد قال -تعالى- في محكم كتابه {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} فليست القراءة وحدها هي ما تتوجب على المسلمين بل العمل بآيات القرآن الكريم واتباع تعاليم الدين الإسلاميّ من أوامر ونواهي، وجاء عن النبيّ الكريم أنّه قال: " خَيْرُكُمْ مَن تَعَلَّمَ القُرْآنَ وعَلَّمَهُ، فقد اعتبر أنّ التفاضل بين الناس يكون بتعلّم القرآن وتعليمه، وتختلف التلاوة من حيث مراتبها من قارئ لقارئ أو حتى بحسب حالة القارئ نفسه، وسيتطرق هذا المقال إلى ذكر مراتب التلاوة بالتفصيل
بما أنّ الإسلام دين يُسرٍ لا دين عسر سمح لقارئ القرآن الكريم بأن ينوع في أسلوب قراءته مع وجود التفاضل بين التلاوات، واعتبر أنّ تلاوة القرآن الكريم التي تلتزم بأركان التلاوة تُعتبر صحيحةً مهما كانت مرتبتها، لذا وقبل التعرف على مراتب التلاوة لابدّ من ذكر أركان التلاوة والتي تتمثّل بأنّه يجب على القارئ التأكّد من صحة سند التلاوة التي اختارها وبأنّه عائدٌ في أصله إلى الرسول الكريم وصحابته، كم عليه أن يقرأ بلهجة توافق لهجات العرب وأن يكون المصحف الذي يقرأ منه مكتوبًا على طريقة المصحف العثماني وبالخط العثماني، فإذا تحققت كلّ هذه الأركان كانت تلاوته صحيحةً