مرض الذئبة الحمراء

الكاتب: وسام ونوس -
مرض الذئبة الحمراء

 

 

مرض الذئبة الحمراء

 

يُعتبر مرض الذئبة الحمراء، أو الذئبة، أو الذئبة الحمامية المجموعية، أو مرض اللوبس، أو الذئبة الحمامية الجهازية (بالإنجليزية: Systemic lupus erythematosus أو Lupus)، من الأمراض المُزمنة التي تُسبّب حدوث الالتهابات في أجهزة الجسم المُختلفة، وبالتالي تؤثّر في مُختلف الأعضاء، مثل: الجلد، والمفاصل، والكلى، وغشاء الجنب (بالإنجليزية: Pleura) المُبطّن للرئتين، وغشاء التامور (بالإنجليزية: Pericardium) المُحيط بالقلب، والدماغ، كما يُصاحب الإصابة بمرض الذئبة الحمراء ظهور مجموعة من الأعراض، مثل: التعب، وفقدان الوزن، والحُمّى، ومن الجدير بالذكر أنّ مرض الذئبة الحمراء يظهر بشكلٍ مُختلف على المُصابين به، أي أنّه يؤثّر في كلّ مُصاب بطريقةٍ مُختلفة عن المُصابين الآخرين، كما أنّ شدّة المرض تتراوح بين الخفيفة والشديدة، أي أنّها لا تبقى على نسق واحد، وبشكلٍ عامّ يمر المُصاب بهذا المرض بمرحلة نشاط للمرض أو ما يُعرف بالنوبات (بالإنجليزية: Flares up)، تتبعها مرحلة خمول للمرض أو ما يُسمّى بمرحلة الهدأة (بالإنجليزية: Remission)، ويتكرر حدوث هاتين المرحلتين خلال فترة حياة الشخص، وفي الحقيقة، لا يُمكن تحقيق التّعافي التام من المرض، ويُمكن تحقيق السّيطرة على أعراضه عن طريق المتابعة مع مقدّم الرعاية الصحية واتباع إرشاداته والأدوية التي يصِفها، مع الحرص على اتباع نظام حياة صحي، وأخذ قسط كافٍ من النوم كل ليلة، أي ما يُعادل 8-10 ساعات، وأخذ اللقاحات (بالإنجليزية: Vaccines) الضرورية.

 

أسباب مرض الذئبة الحمراء

تركّز العديد من الأبحاث جهودها نحو معرفة الأسباب المؤدّية للإصابة بمرض الذئبة الحمراء، إذ يُعتبر السبب الرئيسي لحدوث الذئبة غير معروفٍ إلى الآن،إلا أنّه يُمكن القول أنّ مرض الذئبة الحمراء يُعتبر من أمراض المناعة الذاتية (بالإنجليزية: Autoimmune diseases)، أي أنّه يظهر نتيجةً لوجود مشاكل في الجهاز المناعي، فمن المعروف أنّ وظيفة الجهاز المناعي الطبيعية تدور حول الدفاع عن الجسم ضد الأمراض والعدوى، فبمجرد استشعاره دخول مسبّبات العدوى؛ كالبكتيريا والفيروسات، فإنّه يقوم بمهاجمتها عن طريق إرسال خلايا الدم البيضاء والأجسام المضادة، ولكن، في حالات الإصابة بمرض الذئبة الحمراء؛ يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة خلايا الجسم الصحية، وأنسجته، وأعضائه، وقد أشار العديد من الباحثين إلى أنّ مرض الذئبة ناجم عن تأثير عدّة عوامل، بحيث تزداد احتمالية إصابة الشخص بهذا المرض في حال وجود عوامل أو طفرات جينية (بالإنجليزية: Genetic mutations) مُعينة إلى جانب واحد على الأقل من العوامل البيئية التي تُحفّز الإصابة بمرض الذئبة، وفي سياق الحديث عن العوامل الجينية يُشار إلى أنّ بعض الطفرات الجينية الخاصّة بمرض الذئبة تُحمل على الكروموسوم إكس (بالإنجليزية: X chromosome)، ومن الجدير ذكره أنّ الكروموسوم يُمثل مجموعة كبيرة من المعلومات الوراثية، إذ تمتلك الأنثى زوجًا من كروموسوم إكس، بينما يحمل الذكر عادةً كروموسوم إكس واحد، وكروموسوم واي (بالإنجليزية: Y chromosome) واحد، وتجدر الإشارة إلى أنّ الطفرات الجينية تحدث بسبب اختلاط التعليمات الطبيعية المحمولة على جينات معينة، ممّا يحول دون قدرة الجسم على أداء وظائف مُعينة، وفي حالات الذئبة فغالبًا ما تحدث هذه الطفرات على الجينات المرتبطة بتنظيم وظائف الجهاز المناعي، ممّا قد يُفسّر سبب اضطراب الجهاز المناعي لدى المُصابين بمرض الذئبة الحمراء.

 

عوامل خطر الإصابة بمرض الذئبة الحمراء

هُناك مجموعة من العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض الذئبة الحمراء، نذكر أبرزها فيما يأتي:

  • العمر: يتمّ تشخيص الذئبة الحمراء وظهور أعراضها عادةً خلال الفترة العمرية التي تتراوح ما بين 15-45 سنة، والتي يُشار إليها بسنوات الإنجاب لدى الإناث.
  • الجنس: حيث وجدت معاهد الصحة الوطنية الأمريكية (بالإنجليزية: United States National Institute of Health) أنّ الإناث أكثر عرضةً لخطر الإصابة بمرض الذئبة الحمراء مقارنةً بالذكور،وقد يعود السبب في ذلك إلى دور الهرمونات الأنثوية في تطوّر المرض، وتحديدًا خلال فترة سنوات الإنجاب، وهي الفترة التي تصِل فيها مستويات هذه الهرمونات إلى أعلى ما يُمكن.
  • العِرق: حيث وُجد أنّ نسبة الإصابة بالذئبة الحمراء لدى النساء الأمريكيات من أصل افريقي تكون أعلى مقارنةً بالقوقازيات، وأيضًا يكون خطر الإصابة أعلى لدى النّساء اللاتي ينتمين إلى الأعراق التالية: الإسباني، والآسيوي، والأمريكان الأصليون، أمّا بما يتعلّق بارتباط العرق بشدة المرض؛ فقد وُجد أنّ النساء الأمريكيات من أصل افريقي والإسبانيات هُنّ الأكثر عرضةً للإصابة بالشكل الشديد من المرض.
  • التاريخ الصحي للعائلة: حيث يرتفع خطر الإصابة بمرض الذئبة الحمراء لدى الأشخاص الذين يمتلكون أقارب مصابين به.

 

محفزات الإصابة بمرض الذئبة الحمراء

ذكرنا سابقًا دور بعض العوامل الجينية في تطوّر مرض الذئبة الحمراء، وأنّ هُناك مجموعة من العوامل البيئية التي قد تؤدّي إلى تحفيز ظهور أعراض المرض أو زيادة شدتها سوءًا، وسوف نذكر فيما يأتي بعض هذه العوامل:

  • التعرض للأشعة فوق البنفسجية: وقد تصدر هذه الأشعة عن مصابيح الفلورسنت أو الشمس، وبشكلٍ عامّ قد يؤدي التعرّض للشمس إلى ظهور الآفات الجلدية لمرض الذئبة الحمراء (بالإنجليزية: Lupus skin lesions)، وقد يتسبّب في بعض الأحيان بتحفيز استجابة داخلية لدى الأشخاص المُعرّضين لذلك.
  • الأدوية: حيث إنّ تناول أنواع مُعينة من الأدوية قد يؤدّي إلى تحفيز ظهور أعراض مرض الذئبة الحمراء، وعادةً ما يؤدّي إيقاف استخدام هذه الأدوية إلى تحسّن حالة المُصاب، ولكن؛ قد تستمر ظهور أعراض المرض في بعض الحالات النادرة حتى بعد إيقاف الأدوية، ومن الأمثلة على الأدوية التي قد تتسبّب بتحفيز أعراض الذئبة: بعض أنواع خافضات ضغط الدم، ومضادات التشنّجات (بالإنجليزية: Anti-seizure medications)، والمضادات الحيوية (بالإنجليزية: Antibiotics)؛ ومن الأمثلة على المضادات الحيوية التي قد تتسبّب بذلك البنسلين (بالإنجليزية: Penicillin)، والأموكسيسيلين (بالإنجليزية: Amoxicillin)، والأمبيسيلين (بالإنجليزية: Ampicillin)، والكلوكساسيلين (بالإنجليزية: Cloxacillin)، ومن الجدير بالذكر أنّ هُناك أنواع مُعينة من الأدوية قد تؤدي إلى زيادة الحساسية تجاه أشعة الشمس، مما قد يُحفّز الذئبة الحمراء، ومنها أدوية التيتراسايكلن (بالإنجليزية: Tetracycline)؛ ومثالُها المينوسيكلين (بالإنجليزية: Minocycline)، وأيضًا عقاقير السلفا (بالإنجليزية: Sulfa drugs)؛ ومثالُها تريميثوبريم-سلفاميثوكسازول (بالإنجليزية: Trimethoprim-sulfamethoxazole)، والسلفافورازول (بالإنجليزية: Sulfisoxazole)، والتولبوتاميد (بالإنجليزية: Tolbutamide)، والسلفاسالازين (بالإنجليزية: Sulfasalazine).
  • العدوى: حيث إنّ التعرض للعدوى قد يؤدّي إلى بدء ظهور أعراض الذئبة الحمراء أو إعادة تحفيزها لدى بعض الأشخاص، ونقصد بالعدوى هنا نزلات البرد (بالإنجليزية: Cold)‏ أو الأمراض الفيروسية بشكلٍ عام.
  • الإصابات: تحديدًا الإصابات الرضحية (بالإنجليزية: Traumatic injury).
  • التوتر العاطفي: حيث إنّ التعرّض لبعض الحوادث العاطفية ومشاكل الحياة بشكلٍ عام قد يؤدّي إلى تحفيز الذئبة الحمراء، مثل؛ الطلاق، والإصابة بالأمراض، ووفاة أحد افراد العائلة، وغيرها من الظروف الأهرى.
  • الضغط النفسي: والذي قد يُصاحب الخضوع لعملية جراحية معينة، أو التعرّض لإيذاء جسدي، أو الحمل، أو الولادة.
  • التعرض لظروف مُعينة: كالتعرّض لإنهاك وتعب شديدين.
  • التدخين:فقد أشارت بعض الدراسات أنّ ارتفاع نسب المُصابين بالذئبة الحمراء خلال العقود الأخيرة قد يكون مرتبطًا بزيادة التعرّض للتبغ (بالإنجليزية: Tobacco).
شارك المقالة:
181 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook