يُعتبر مرض الذئبة الحمراء، أو الذئبة، أو الذئبة الحمامية المجموعية، أو مرض اللوبس، أو الذئبة الحمامية الجهازية (بالإنجليزية: Systemic lupus erythematosus أو Lupus)، من الأمراض المُزمنة التي تُسبّب حدوث الالتهابات في أجهزة الجسم المُختلفة، وبالتالي تؤثّر في مُختلف الأعضاء، مثل: الجلد، والمفاصل، والكلى، وغشاء الجنب (بالإنجليزية: Pleura) المُبطّن للرئتين، وغشاء التامور (بالإنجليزية: Pericardium) المُحيط بالقلب، والدماغ، كما يُصاحب الإصابة بمرض الذئبة الحمراء ظهور مجموعة من الأعراض، مثل: التعب، وفقدان الوزن، والحُمّى، ومن الجدير بالذكر أنّ مرض الذئبة الحمراء يظهر بشكلٍ مُختلف على المُصابين به، أي أنّه يؤثّر في كلّ مُصاب بطريقةٍ مُختلفة عن المُصابين الآخرين، كما أنّ شدّة المرض تتراوح بين الخفيفة والشديدة، أي أنّها لا تبقى على نسق واحد، وبشكلٍ عامّ يمر المُصاب بهذا المرض بمرحلة نشاط للمرض أو ما يُعرف بالنوبات (بالإنجليزية: Flares up)، تتبعها مرحلة خمول للمرض أو ما يُسمّى بمرحلة الهدأة (بالإنجليزية: Remission)، ويتكرر حدوث هاتين المرحلتين خلال فترة حياة الشخص، وفي الحقيقة، لا يُمكن تحقيق التّعافي التام من المرض، ويُمكن تحقيق السّيطرة على أعراضه عن طريق المتابعة مع مقدّم الرعاية الصحية واتباع إرشاداته والأدوية التي يصِفها، مع الحرص على اتباع نظام حياة صحي، وأخذ قسط كافٍ من النوم كل ليلة، أي ما يُعادل 8-10 ساعات، وأخذ اللقاحات (بالإنجليزية: Vaccines) الضرورية.
تركّز العديد من الأبحاث جهودها نحو معرفة الأسباب المؤدّية للإصابة بمرض الذئبة الحمراء، إذ يُعتبر السبب الرئيسي لحدوث الذئبة غير معروفٍ إلى الآن،إلا أنّه يُمكن القول أنّ مرض الذئبة الحمراء يُعتبر من أمراض المناعة الذاتية (بالإنجليزية: Autoimmune diseases)، أي أنّه يظهر نتيجةً لوجود مشاكل في الجهاز المناعي، فمن المعروف أنّ وظيفة الجهاز المناعي الطبيعية تدور حول الدفاع عن الجسم ضد الأمراض والعدوى، فبمجرد استشعاره دخول مسبّبات العدوى؛ كالبكتيريا والفيروسات، فإنّه يقوم بمهاجمتها عن طريق إرسال خلايا الدم البيضاء والأجسام المضادة، ولكن، في حالات الإصابة بمرض الذئبة الحمراء؛ يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة خلايا الجسم الصحية، وأنسجته، وأعضائه، وقد أشار العديد من الباحثين إلى أنّ مرض الذئبة ناجم عن تأثير عدّة عوامل، بحيث تزداد احتمالية إصابة الشخص بهذا المرض في حال وجود عوامل أو طفرات جينية (بالإنجليزية: Genetic mutations) مُعينة إلى جانب واحد على الأقل من العوامل البيئية التي تُحفّز الإصابة بمرض الذئبة، وفي سياق الحديث عن العوامل الجينية يُشار إلى أنّ بعض الطفرات الجينية الخاصّة بمرض الذئبة تُحمل على الكروموسوم إكس (بالإنجليزية: X chromosome)، ومن الجدير ذكره أنّ الكروموسوم يُمثل مجموعة كبيرة من المعلومات الوراثية، إذ تمتلك الأنثى زوجًا من كروموسوم إكس، بينما يحمل الذكر عادةً كروموسوم إكس واحد، وكروموسوم واي (بالإنجليزية: Y chromosome) واحد، وتجدر الإشارة إلى أنّ الطفرات الجينية تحدث بسبب اختلاط التعليمات الطبيعية المحمولة على جينات معينة، ممّا يحول دون قدرة الجسم على أداء وظائف مُعينة، وفي حالات الذئبة فغالبًا ما تحدث هذه الطفرات على الجينات المرتبطة بتنظيم وظائف الجهاز المناعي، ممّا قد يُفسّر سبب اضطراب الجهاز المناعي لدى المُصابين بمرض الذئبة الحمراء.
هُناك مجموعة من العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض الذئبة الحمراء، نذكر أبرزها فيما يأتي:
ذكرنا سابقًا دور بعض العوامل الجينية في تطوّر مرض الذئبة الحمراء، وأنّ هُناك مجموعة من العوامل البيئية التي قد تؤدّي إلى تحفيز ظهور أعراض المرض أو زيادة شدتها سوءًا، وسوف نذكر فيما يأتي بعض هذه العوامل: