يُعرّف مرض السكر، أو مرض السكري، أو داء السكري، أو السكري، أو البوال السكري (بالإنجليزيّة: Diabetes mellitus)، على أنّه أحد الأمراض المُزمنة التي تستمر طيلة فترة الحياة، ويتمثّل غالباً بارتفاع غير طبيعيّ في مستوى سُكّر الجلوكوز (بالإنجليزيّة: Glucose) في الدم، ويُعدّ سُكّر الجلوكوز من المواد الغذائيّة الضرورية للصحة، إذ إنه يُمثّل مصدر الوقود الرئيسيّ للدماغ، كما أنّه أحد مصادر الطاقة المهمّة لخلايا العضلات والأنسجة، ومن الجدير بالذكر أنّ هُناك نوعان رئيسيّان لداء السكريّ؛ هما: داء السكري من النوع الأول (بالإنجليزيّة: Type 1 diabetes)، وداء السكري من النوع الثاني (بالإنجليزيّة: Type 2 diabetes)، وتجدر الإشارة إلى أنّ داء السُكري من النوع الثاني يُعد أكثر شيوعاً من داء السكري من النوع الأول، وفي الحقيقة، تختلف أعراض داء السكريّ اعتمادًا على عواملٍ عدّة؛ من أهمّها مقدار ارتفاع مستوى السُكّر في الدم، ويُمكن أن تبدأ أعراض داء السكريّ من النوع الأول بالظهور خلال مرحلة الطفولة، أو المُراهقة، أو الشباب، ومع ذلك قد يحدث في أيّ مرحلةٍ عمريّة، وقد تكون الأعراض شديدة، وعادةً ما تتطوًر خلال عدة أسابيع أو أشهر، بخلاف السُكري من النوع الثاني الذي قد تتطوّر أعراضه على مدار عدّة سنوات، ويُمكن أن تستمر الإصابة لفترةٍ زمنيةٍ طويلةٍ دون أن تكون هُناك أعراض ملحوظة، وعادةً ما يُصيب داء السُكري من النوع الثاني الأشخاص البالغين بشكلٍ أكبر، وبالرغم من ذلك، يُمكن أن يُصيب فئات عُمريّة مُختلفة كالأطفال والمراهقون، ونظراً لصعوبة تحديد الأعراض في العديد من الحالات، فمن الضروريّ البحث عن عوامل الخطر لداء السكري من النوع الثاني، ومُراجعة الطبيب في حال امتلك الشخص أيًّا من هذه العوامل.
تتضمن أعراض داء السكري ما يأتي:
تُعد كثرة التبول (بالإنجليزيّة: Polyuria)، أحد الأعراض التي تُصاحب الإصابة بداء السكريّ، وهي حالة يتبول فيها الشخص بكمياتٍ وعدد مراتٍ أكثر من المُعتاد، بحيث قد يشعر بالحاجة إلى التبول بشكلٍ مُتكرر ومُفاجئ خاصّةً أثناء الليل، وقد يصِل الأمر إلى حدوث حالات تبولٍ لا إرادي عند الأطفال، وفي هذا السّياق يُشار إلى أنّ كمية البول التي يتمّ طرحها خارج جسم المُصاب بِداء السكري قد تصِل إلى أكثر من 3 لترات من البول في اليوم الواحد، مُقارنةً بالشخص السليم والذي تبلغ كمية البول المطروح لديه نحول لتر واحد إلى لترين من البول في اليوم الواحد، ويُعزى حدوث ذلك إلى مُحاولة تخلّص الكليتين من السُكّر الزائد في الدم من خلال التخلّص من كمياتٍ أكبر من الماء للحفاظ على التوازن، ممّا يؤدي إلى زيادة الحاجة للتبول، وقد يترتب على ذلك انخفاض مُستوى الرطوبة في الجسم، وبالتالي قد يُعاني المريض من الجفاف، والشعور بجفاف في الفم، ويُمكن أن يُسبّب جفاف الجلد الحكة.
يُعدّ العُطاش أو ما يُعرف بالعطش الشديد (بالإنجليزيّة: Polydipsia) من الأعراض الأولية لداء السكريّ؛ بغضّ النّظر عن نوعه، فكلا نوعيّ السّكري يُسبّبان ارتفاعًا في نسبة سكر الجلوكوز في الدم، وقد يؤثر هذا الارتفاع بشكلٍ غير مباشر على توازن السوائل في الجسم، فكما ذكرنا سابقاً يمكن أن يُعاني المريض من الجفاف بسبب زيادة كمية إفراز البول من الجسم، ممّا يُحفّز الجسم لإرسال إشاراتٍ عصبيةٍ للدماغ لتعويض السوائل المفقودة، بحيث تحدث استجابة من الدماغ كردّ فعل طبيعيّ للجفاف تُحفّز الحاجة لشرب الماء لدى المُصاب.
في الحقيقة، يُعد الجوع الشديد أو ما يُعرف بالنُّهام (بالإنجليزيّة: Polyphagia)، أحد أكثر أعراض داء السكري شيوعاً، وهناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى الجوع الشديد المُرتبط بالإصابة بداء السكري، والتي يمكن بيان أبرزها فيما يأتي:
كما ذُكر سابقاً يعمل الإنسولين على نقل الجلوكوز إلى داخل الخلايا في سبيل إنتاج الطاقة اللازمة للعمليات الحيويّة في الجسم، ومن الجدير بالذكر أنّه في حال عدم قدرة الجسم على إنتاج كميةٍ كافيةٍ من الإنسولين، أو إذا كان الشخص يُعاني من مقاومة الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin resistance)، فلن يستطيع الجلوكوز الوصول إلى داخل الخلايا، ممّا يعني فقدان الخلايا قدرتها على إنتاج الطاقة، وبالتالي سيُعاني المريض بشكلٍ عام من الشعور بالتعب والإرهاق (بالإنجليزيّة: Fatigue) والتوعك بصورةٍ أكثر من المُعتادة، وغالبًا ما يؤثر ذلك في قدرة الشخص على ممارسة أنشطته اليومية، وفي الحقيقة، يُمكن أن يرتبط الشعور بالتعب الناتج عن الإصابة بداء السكري بالعديد من العوامل الأخرى، بما في ذلك؛ الجفاف الناجم عن كثرة التبول وتلف الكلى (بالإنجليزيّة: Kidney damage).
في الحقيقة، يؤدي ارتفاع مستوى سكر الدم إلى تراكم السكر في عدسة العين مما يُسبّب سحب المزيد من الماء وتراكمه في العين، ونظراً لذلك قد يُعاني مريض السكري من تشويش وعدم وضوح الرؤية فيما يُعرف بزغللة العيون (بالإنجليزية: Blurred vision)، بحيث يتسبّب ذلك بفقدان حدة الرؤية وعدم القدرة على رؤية التفاصيل الدقيقة، وعليه فإنّ حدوث تغيّراتٍ في الرؤية، أو في وصفة النظارات الطبيّة قد يُشكّل علامةً على الإصابة بداء السّكري.
هناك العديد من الأعراض التي يُمكن مُلاحظتها عند الإصابة بمرض السكر من النوع الأول مُقارنةً بالأنواع الأخرى، والتي تتضمّن ما يأتي:
إنّ عدم حصول الخلايا على الطاقة اللازمة عن طريق الطّعام قد يؤدي إلى لجوء الجسم لاستخدام الدهون والعضلات للحصول على الطاقة كبديل لتعويض حاجته، ممّا قد يتسبّب بفقدان الوزن حتّى وإن لم يحدث تغيير على النّظام الغذائي، كما قد تتسبّب كَثرة التبول أيضًا بفقدان الوزن، نظرًا لفقدان الجسم العديد من السعرات الحرارية من خلال البول.
قد يؤدي الانخفاض الشديد في مستوى الإنسولين في مجرى الدم إلى حدوث ارتفاع مستوى السكر في الدم، وقد يترتب على ذلك ظهور العديد من المُضاعفات الخطيرة، والتي تتضمّن حدوث ارتفاع في مستويات أحماض الدم المعروفة باسم الكيتونات (بالإنجليزيّة: Ketones)، فيما يُعرف علميًا بالحُماض الكيتوني السكري (بالإنجليزيّة: Diabetic ketoacidosis)، والمعروف اختصاراً (DKA)، وفي الحقيقة، تُعد هذه الحالة من الحالات التي تُهدد الحياة، وفي بعض الأحيان، يُمكن أن يكون الحماض الكيتوني السكري علامة أولى على إصابة الشخص بداء السكري، ويحدث بشكلٍ شائع بين مرضى السكري من النوع الأول بصورةٍ أكبر مُقارنةً بحالات السكري من النوع الثاني، ومن الجدير ذكره أنّ الأعراض الأوليّة للحُماض الكيتوني السكري تتضمّن ما يأتي:
هناك العديد من الأعراض التي يُمكن مُلاحظتها عند الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني مُقارنةً بالأنواع الأخرى، والتي تتضمّن ما يأتي:
عندما يرتفع مستوى السكر في الدم يصعُب على الكليتين ترشيحه بالكامل، وبالتالي يتمّ تمرير السُكر إلى البول، وعليه فإنّ توفّر بيئة رطبة ودافئة تُساعد الكائنات الحيّة الدقيقة على النمو، ما يُعرّض المرضى وبخاصة النساء لالتهابات المسالك البوليّة (بالإنجليزيّة: Urinary tract infections)، وعدوى الخميرة المهبليّة (بالإنجليزية: Yeast infections)، إذ تميل عدوى الخميرة للتطوّر في المناطق الدافئة والرطبة من الجلد، مثل: الأعضاء التناسلية، والإبطين، والفم، وهناك العديد من الأعراض التي قد تظهر نتيجة الإصابة بهذه العدوى؛ وتتضمّن: الشعور بالألم في المنطقة المُصابة، والحكة، والحرقة، والاحمرار.
في الحقيقة، قد يرتبط ظهور بُقع داكنة على طيّات الجلد؛ مثل: المغبن (بالإنجليزية: Groin)، أو الإبط، أو الرقبة، بارتفاع خطر الإصابة بداء السكري وتُعرف هذه الحالة طبيّاً باسم الشواك الأسود (بالإنجليزيّة: Acanthosis nigricans)، وغالباً ما يكون الجلد المُتأثر ذو ملمسٍ ناعم ومخملي.
يمكن أن يؤثر ارتفاع مستوى سكر الدم في حالات الإصابة بالنوع الثاني من السّكري في الدورة الدموية، وقد يسبّب ذلك تلف الأعصاب في الأنحاء المُختلفة من الجسم، وتُعرف هذه الحالة باسم الاعتلال العصبي (بالإنجليزيّة: Neuropathy)، وتتراوح الأعراض ما بين الشعور بألم، أو تنميل اليدين والقدمين أو خدرانها، ويجدر التنويه إلى أنّ عدم الحصول على العلاج المُناسب واستمرار ارتفاع مستويات السكر من شأنها التسبّب بحدوث مُضاعفاتٍ أكثر خطورة ويُمكن أن تسوء الأعراض مع مرور الوقت.
يمكن أن يتسبّب داء السكري بمنع وصول الأكسجين الكافي للأنسجة؛ الأمر الذي يؤدي إلى بطء التئام الجروح، بالإضافة إلى ذلك فإنّ ارتفاع مستوى سكر الدم قد يُلحق الضرر بالأعصاب ويؤدي إلى تلفها كما تمّت الإشارة سابقًا، وبالتالي تقل قُدرة المريض على الشعور بالألم في حال تعرّضه للجروح، ومع فقدان الإحساس بالألم، قد لا يشعر المريض بحدوث التغييرات التي قد تطرأ على الجروح، أو تطوّر البثور، أو العدوى، ممّا قد يؤدي إلى مضاعفاتٍ خطيرة، ومن الجدير ذكره أنّ مرضى السكري هم أكثر عُرضةً لجفاف الجلد وتشقّقه، وتشوهات القدم، والتهاب أظافر القدم، وقلّة التعرق، ممّا يزيد من خطر الإصابة بالعدوى البكتيريّة.
في الحقيقة هناك العديد من الأعراض التي قد يُعاني منها الرجال على وجه الخصوص والتي قد تكون مرتبطةً بالإصابة بداء السكري، وغالباً ما تتعلّق بالصحة الجنسيّة، والتي تتضمن: القذف المُرتجع (بالإنجليزيّة: Retrograde ejaculation)، وضعف الانتصاب (بالإنجليزيّة: Erectile dysfunction) الذي قد يحدث في وقتٍ مُبكر بين الرجال المصابين بداء السكري مُقارنةً مع غير المُصابين به، وقد يُعاني الرجال أيضًا من انخفاض هرمون التستوستيرون (بالإنجليزيّة: Testosterone) الذي قد يُسبّب ظهور أعراضٍ أُخرى؛ مثل: انخفاض كُتلة العضلات، والاكتئاب، وانخفاض الطاقة، وضُعف الرغبة الجنسيّة.
قد تُعاني النساء المُصابات بداء السكري بشكلٍ خاص من ظهور العديد من الأعراض والعلامات، ويعود ذلك إلى زيادة احتمالية الإصابة بفطريّات الخميرة المهبلية والتي يُشار إليها أيضاً بإسم داء المبيضات المِهبلي (بالإنجليزيّة: Vaginal Candidiasis)، وتتمثّل الأعراض بالشعور بالألم، وعدم الراحة، وحكة في المِهبل، وزيادة الإفرازات المهبلية، إضافةً إلى عدم الشعور بالراحة أثناء مُمارسة العلاقة الجنسيّة، ومن الجدير ذكره أنّ تلف الأعصاب أو مشاكل تدفق الدم الناجمة عن داء السُكري من شأنها التسبّب بظهور أعراضٍ أخرى؛ مثل: جفاف المهبل أو تهيّجه، والفتور الجنسيّ، وتدني الإحساس، ومشاكل في الوصول إلى النشوة الجنسيّة.
يُعدّ هبوط السكر في الدم (بالإنجليزية: Hypoglycemia) إحدى الحالات الطبيّة التي تتمثّل بحدوث انخفاضٍ شديد في مستوى سكر الدم، وقد ترتبط هذه الحالة بتناول جرعاتٍ أعلى من اللازمة من الأدوية المُخفضة للسّكر، أو قد ترتبط بالنظام الغذائي ولكن بصورةٍ أقل، ويمكن بيان أبرز أعراض هبوط سكر الدم فيما يأتي:
غالباً ما يتم علاج حالات هبوط السكر بشكلٍ فوري عن طريق تناول أو شرب شيء يحتوي على الكربوهيدرات، حيث يُمكن أن تُساعد الكربوهيدرات على رفع مستوى السكر في الدم.
ينبغي على الأشخاص مُراجعة الطبيب على الفور في حال ظهور أحد الأعراض أو الحالات التاليّة: