أول سفيرٍ في الإسلام هم الصحابي مصعب بن عمير بن هشام البدري القرشي العبدري، أسلم في السنوات الثلاث الأولى من الدعوة، وكان اعتناقه الإسلام بعد أن علم بدعوة الرسول -عليه الصلاة والسلام- في دار الأرقم بن أبي الأرقم، فدخل عليه وصدّق به، إلّا أنّه أخفى إسلامه عن أمه وقومه، وكان يذهب إلى الرسول -عليه الصلاة والسلام- سرّاً، ورغم ذلك إلّا أنّ المشركين عَلِموا وأخبروا أمه، وغضبوا عليه فأوثقوه وحبسوه، حتى هاجر إلى الحبشة، وعندما أراد النبي -عليه الصلاة والسلام- الهجرة إلى المدينة المنورة أراد أن يمهّد الطريق والسبيل لذلك، فأرسل مصعب بن عمير إلى المدينة المنورة في الهجرة الثانية له، فكان أول سفيرٍ في الإسلام.
كان مصعب بن عمير -رضي الله عنه- أول من جمع الناس يوم الجمعة في المدينة المنورة، سمّاه الرسول -عليه الصلاة والسلام- مصعب الخير، كما كان مصعب -رضي الله عنه- سبباً في إسلام عددٍ كبيرٍ من الصحابة -رضي الله عنهم- من أهل المدينة المنورة، منهم: أسيد بن حضير، وسعد بن عبادة، وغيرهم من كبار الصحابة، وبإعلان مصعب بن عمير إسلامه قدّم الحياة الآخرة على الحياة الدنيا، وآثر النعيم المقيم على النعيم الزائل.
عُرف مصعب بن عمير -رضي الله عنه- بحكمته ورجاحة عقله، وحُسْن فقهه، وهمّه في نشر رسالة الإسلام، شهد غزوة بدر وأحد، وكان حامل لواء المسلمين في كلتا الغزوتين، واستشهد يوم أحد وكان يومها حاملاً الراية فخلفه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فكان مصعب بن عمير من الذين صدقوا الله ما عاهدوا الله عليه، وشهد له الصحابة -رضي الله عنهم- بالفضل والخيرية.
موسوعة موضوع
العربية
