استطاعت شخصية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم اجتذاب أنظار الناس إليها؛ بألقها، وعظمتها، وروعتها، وسماتها الفريدة، وصفاتها الحسان، ولعلَّ أبرز سمات هذه الشخصية العظيمة؛ التوازن، إذ يعتبر التوازن في شخصية رسول الله صلى عليه وسلم من أبرز ما يدلّ على أنّه صلى الله عليه وسلم رسول آخر الزمان، وخاتم الأنبياء، والمرسلين، وفيما يلي تبيان لأبرز مظاهر التوازن في هذه شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يعتبر التوازن السلوكيّ في شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد أبرز الأسباب التي جعلت منه قدوة للمسلمين، وحتى لغير المسلمين، الذي يبحثون عن الشخص المثالي، ليستضيئوا بنوره، وهديه خلال حياتهم. إلى جانب ذلك، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، مُتعدِّد الأدوار؛ فهو الرسول، والعابد، ورئيس الدولة، والقائد العسكري، والأب، والزوج، والجد، والصاحب، مما جعل الجميع قادرين على إيجاد الطرق الرشيدة التي تُمكِّنهم من التعامل مع سائر أنواع المواقف التي قد يتعرَّضون لها في حياتهم.
من جانب آخر، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحزن كما يحزن سائر الناس، ويبكي كما يبكون، ولم يكن بكاؤه مرتفع الصوت، وكان يبكي دائماً من خشية الله تعالى، وخوفاً على أمته، وحزناً على فقدان حبيب من أحبته، وما أكثر من فقدهم صلى الله عليه وسلم في حياته.