تظهر الكثير من المشاكل بين الآباء والأبناء، بحيث يسعى كل منهم للحصول على حقوقه، وممارسة سلطته دون الالتفات للآخر، فتظهر الكثير من المشاكل والاضطرابات العدوانية التي تأجج العلاقات فيما بينهم، وتؤدي إلى عدم استقرارها، لذك سوف أذكر في هذا المقال بعض مظاهر سوء التفاهم بينهم، وأسبابها، وبعض النصائح للتعامل الجيد مع الأبناء.
اتسعت الفجوة بين الآباء والأبناء في العصور الحديثة بشكلٍ كبير، وذلك لابتعادهم عن بعضهم، وانشغالهم في التكنولوجيا، فلا يستخدمون الحوار البنَّاء الذي يهدئ النفوس، ويوصل كل طرف فيه ما يريد، بل يلجأ الآباء لفرض سلطتهم على الأبناء بالقوة والعنف وأساليب الترهيب والخوف، وفي المقابل يلجأ الأبناء للتمرد على هذه السلطة، ومقاومتها، وعدم الرضوخ لها، فيشعرون بأنهم وصلوا للسن الذي يؤهلهم لتحمل المسؤولية، واتخاذ القرارات دون تدخل الوالدين.
يسعى كل طرف للوصول إلى حل، والعيش بسكينة وطمأنينة، إلا أنّ أساليبهم تكون مُستفزة وعنيفة، ولا يُتيحون لأنفسهم فرصة التفاهم والاتفاق، فيخشى الآباء هذا التمرد، ويمارسون كل قوة ممكنة لفرض أنفسهم وآرائهم، وتستمر الحياة في صراع دائم حتى يستطيع كل طرف فرض رأيه، ويقنع الطرف الآخر بأنه على خطأ، بحيث لا يكون لدى الآباء أدنى استعداد لفهم تصرفات أبنائهم، ومحاولة تصحيحها دون عنف وديكتاتورية، وفي المقابل لا يستطيع الأبناء فهم مدى خوف آبائهم عليهم، وعلى مستقبلهم.