تعد عاصمة جمهورية النمسا الأوروبية فيينا (Vienna) أكتر مدن أوروبا زيارةً من قِبل السياح، ويعود ذلك لجمالها الخلاب وتاريخها وموقعها المميز على ضفاف نهر الدانوب، كانت فيينا كالنواة لإمبراطورية هابسبورغ (Habsburg Empire) قديماً، وشكلت مدخلاً بين غرب وشرق أوروبا على مدى قرونٍ عدّة، وما زالت حتى الوقت الحالي أهم مركز تجاري وثقافي في النمسا، وينجذب الزوار إليها لاحتواءها على العديد من المعالم التاريخية والمجموعات الفنية الأسطورية، بالإضافة إلى القصور الفخمة والتراث الموسيقى الفريد من نوعه الذي تمتلكه، وتمتاز فيينا بفن العمارة التراثي فيها، والمقاهي المميزة وأنواع الكعك والحلويات الخاصة بها.
يعتبر قصر هوفبورغ (The Hofburg) أهم القصور التاريخية في فيينا، وكان المقر الرسمي لكل حاكم نمساوي منذ عام 1275م، واستمر ذلك لأكثر من ستة قرون، ويتكون القصر من 18 مجموعة من المباني على مساحة 59 فدان، وتحتوي على 19 ساحة فناء و2600 غرفة، وتعكس المباني المختلفة في القصر فترات تاريخية مختلفة لاحتواءه على زخارف معمارية من العمارة القوطية، وعصر النهضة، والباروك، والروكوكو، أما أبرز مناطق الجذب السياحي في القصر فهي الشقق الإمبراطورية (Imperial Apartments)، ومتحف سيسي (Sisi Museum)، ومجموعة سيلفر (Silver Collection)، بالإضافة إلى خزنة هوفبورغ (Hofburg Treasury) والمجموعة الكبيرة من آثار الإمبراطورية الرومانية.
يوجد في حي المتاحف (Museum District) الثقافي العديد من المتاحف والمعارض الفنية الجاذبة للسياح، حيث يحتوي على متحف تاريخ الفنون (Kunsthistorisches) الذي يضم مجموعة من التحف الفنيّة الأثرية، بالإضافة إلى الساحات الإمبراطورية القديمة التي تحتوي على مجموعة المباني المعمارية الأثرية (MuseumsQuartier) والعديد من المقاهي والمطاعم والحانات وساحات الفنون، يوجد أيضاً المسرح الوطني النمساوي (Burgtheater) الذي بُنيَّ على طراز عصر النهضة؛ وفي هذا المسرح عرضت أعمال بيتهوفن وموتسارت لأول مرة، في غرب الحي تتواجد منطقة نوباو (Neubau) التي تعد حاضنة للتصميم والأزياء والفنون في فيينا.
تم إنشاء متحف ألبرتينا (Albertina Museum) في عام 1768م من قبل الدوق ألبرت (Duke Albert) من ولاية ساكس(Saxe) في تيشن (Teschen) الذي قام بجمع 200 ألف مطبوعة خلال حياته، بالإضافة إلى 14 ألف لوحة فنية، بما في ذلك أعمال لأشهر الفنانين مثل دورير (Dürer) وميكيلانجيلو (Michelangelo)، وتم إضافة رسومات ومطبوعات إلى مجموعة ألبرت، حتى أصبحت في الوقت الحالي 50 ألف رسمة، ومليون مطبوعة.
يشمل المتحف ثلاث مجموعات رئيسية تشمل الفن المعماري والتصوير الفوتوغرافي والفن التصويري، تضم المجموعة المعمارية ما يقارب 50 ألف مخطوطة ونموذجاً معمارياً، أما مجموعة الصور الفوتغرافية فتحتوي على عشرات الآلاف من الصور الفوتوغرافية التي يعود أقدمها إلى منتصف القرن التاسع عشر، أما مجموعة الفنون التصويرية والرسومات فهي الأكبر والأكثر أهمية في المتحف، ويتم عرضها في المتحف بترتيب يعرض التسلسل الزمني لها.
يعتبر تناول العكك جزء أساسي لأي رحلة إلى فيينا، بالعكك فيها لذيذ وذو طعم مميز لا يوجد في الأماكن الأخرى، ويمتد التنافس لإعداد أصناف الكعك الفييني إلى عقود عدّة، ويحرص سكان فيينا على زراعة المواد الرئيسية لإعداد الكعك لأهميته السياحية وللحفاظ عليه.
تعد فيينا الوجهة الأساسية لأي شخص لديه شغف بالأوبرا، حيث أن الأوبرا تمثل رمزاً هاماً للتراث الموسيقي المتميز في العاصمة النمساوية فيينا، يتم تقديم أروع العروض الموسيقى الكلاسيكية والأوبرا والباليه في العالم في مدينة فيينا، لذا لا بد من زيارة دار أوبرا والاستمتاع بالفنون الجميلة التي يتم تقديمها.
يستطيع السائح أن يستمتع بالمشاهد الخلابه والهندسة المعمارية الجميلة في فيينا من خلال القيام برحلة بحرية في نهر الدانوب، ويستطيع الشخص اختيار ما يناسبه من رحلات حيث يوجد رحلات لمدّة قصيرة وهنالك أخرى ليوم كامل للتجول في المدينة، ويفضل الكثير من السياح التوقف على ضفاف النهر للقيام بجولة سيراً على الأقدام في وادي النهر الذي يمتاز بطبيعة خلابة.
العربية
