يمكن ملاحظة الخواص المعمارية للعمارة المسيحية في الأبنية التي أُنشئت من القرن الرابع إلى القرن السابع، كذلك في مباني القرن الثاني عشر، حيث يضيف كل عصر من عصور التطوّر عنصر إلى الفن الذي يعيش فيه، ويحاول فنانون العصر أن يطورو الفنون التي سبقتهم لكي يجعلوها تُلائم العصر الذي يعيشو فيه، هذا الحال نفسه في الهندسة المعمارية، ينبعث من الطراز السابق طراز آخر.
أما بالنسبة للعمارة في فجر المسيحية، كانت الإمكانيات المادية غير متوافرة، فقد استعملت المواد الإنشائية المطلوبة في بناء المباني الجديدة من المعابد الرومانية القديمة، التي تدمّرت وأصبحت خرائب، لهذا السبب اضطر الحرفيون الرومان إلى توحيد ارتفاع الكنائس؛ ليسهل استخدام الأعمدة التي يحصلون عليها من البازليك الروماني، من الممكن ملاحظة أن البازليك الروماني في عهد المسيحية كانت أعمدتها متقاربة، تحمل تكنات أعلاها أو متباعدة وتحمل عقود نصف دائرية.
ويعتبر أهم الخواص المعمارية للكنائس البازلكية أن مظهرها الخارجي، يوحي بالعظمة والوقار، أما داخلها يوحي بهذا التأثير الناتج من تكرار الأعمدة، والتي منها يمتد البصر إلى المحراب، وكذلك عدم المبالغة في ارتفاع الأسقف.
كانت المساقط الأفقية في فجر المسيحية تسير على نهج المساقط الأفقية للكنائس البازيلكية، واستعملت كثير من المباني الرومانية الحمامات، الصالات الكبرى، القاعات العامة والمساكن كأماكن للعبادة، وظهرت في تلك الفترة أبراج أجراس الكنائس ومبنى التعميد، وهو عبارة عن مبنى دائري الشكل مستقل ومتصل بالكنيسة.
بُنيت الحوائط على نفس الطريقة الرومانية باستعمال الدبش أو الخرسانة، وكانت تُغطّى بالحجر أو البياض أو الطوب، من الداخل كان يتم عمل زخرفة الموازيك، وأحياناً كان يتم عمل زخرفة من الخارج للحائط الغربي، ولم يكن المظهر الخارجي مهماً بالنسبة لهم.
استخدم العقد النصف الدائري في تعقيب الشبابيك والأبواب، كانت عقود البواكي تركّز مباشرة على تيجان الأعمدة، ولا يوجد تكنة في هذه الحلالات، وفي بعض الحلالات كان يستعمل العقب المستقيم للشبابيك والأبواب، وإضافة الحليات الرقيقة من الرخام حول الفتحات.
تم استخدام الأسقف الخشبية لتغطية صحن الكنيسة، ذلك باستخدام الطرق الإنشائية البسيطة، مثل سقف الجمالون الخشبي ذو القائم الواحد أو ذو القائمين، كان سقف جوانب الكنيسة يبنى بطريقة القبو والقبة، لسقف المحراب وتغطيتها بالموزاوييك الزجاجي الجميل.
أعمدة الكنائس كانت تختلف من حيث الطول والقطر، ذلك لاستعمال الأعمدة القديمة التي تم أخذها من خرائب الأبنية الرومانية القديمة، ومن الطبيعي سوف تكون طرق الإنشاء والزخارف ومواد البناء الرومانية هي السائدة المستعملة في ذلك العصر، بالأخص أعمدة الدوركي والأيوني.