السعال أو الكحّة هو طريقة الجسم في الاستجابة عندرتهيّج الحلق أو الشعب الهوائية، حيث يحفّز مهيّج الأعصاب التي تُرسل رسالة إلى الدماغ، ثم يرسل الدماغ أمرًا للعضلات الموجودة في الصدر والبطن بإخراج الهواء من الرئتين من أجل التخلّص من المادة المهيّجة، ويعدّ السعال العرضي طبيعي وصحي، ولكن قد يشير السعال الذي يستمر لعدّة أسابيع أو الذي يسبب بلغمًا مشوّهًا أو دمويًا إلى حالة تحتاج إلى عناية طبية، وتكثر حالات الكحة والبلغم في فصل الربيع حيث تكثر المهيّجات ومسبّبات الحساسية فيه، ويكون السعال مرافقًا للأعراض الأخرى للحساسية الموسمية أو حمى القش، وسيتحدث هذا المقال عن علاج الكحّة والبلغم في الربيع.
يحدث سعال حمى القش وأعراض الحساسية الأخرى بسرعة إلى حدٍّ ما بعد التعرّض لمسبّبات الحساسية كغبار الطّلع والّلواقح والغبار وأوبار القطط والكلاب التي تزعج الجسم، وعندما يتم تجنّب مسببات الحساسية عادةً ما تزول الأعراض والكحّة أيضًا، حيث تتسبب هذه المواد المثيرة للحساسية في حدوث سلسلة من ردود الفعل بعد دخولها إلى الجسم، وسعال حمّى القش هو أحد الآثار المترتبة على سيلان الأنف، حيث يحدث سيلان الأنف بعد أن يهيج أجد مسببات الحساسية بطانة الأنف، فيتم إنتاج مادة مخاطية تحمل الأوساخ والخلايا الميتة لخارج الجسم، ولكن عند حدوث الحساسية يصبح المخاط مائيًا غير المخاط الّلزج الذي ينتج في الأوقات الطبيعية، يخرج هذا المخاط المائي وينزل إلى الحنجرة، والذي بدوره يدغدغ الحنجرة ويسبّب كحّة حمّى القش، وعادة ما يكون هذا السعال مع شعور دغدغة مستمر في الحلق، وإذا كان الشخص يتعرّض لمسببات الحساسية عندما يكون في الخارج، فمن المرجّح أن تكون الكحّة والبلغم أكثر تكرارًا في النهار، ومع ذلك فإنّ الكحة عادة ما تكون أسوأ في الليل، ويعود هذا التأثير إلى الجاذبية، فأثناء النهار يقف الشخص ويجلس أكثر من الليل، كما لا يمكن للمخاط أن يستنزف يخرج أثناء الليل في حال الاستلقاء، كما يعدّ الربو سببًا شائعًا آخر للسعال، فعندما يتعرّض الشخص المصاب بالربو لمسببات الحساسية يمكن أن تتشنج الشعب الهوائية، مما يسبب كحّة وبلغم، وتشمل أعراض الربو ضيق التنفس وضيق الصدر والسعال.
إنّ علاج الكحّة والبلغم يتفاوت بتفاوت شدّة المرض والتعرّض لمسببات الحساسية، حيث أنّه يمكن استخدام العلاجات الدوائية كمضادات الهيستامين ومضادات الاحتقان ومثبطات السعال ومسكّنات السعال المركزية، كما يمكن علاج الكحّة والبلغم من خلال اّتباع بعض التدابير والإجراءات المنزلية كالتدابير الآتية: