تعد المياه من أكثر الموارد الطبيعية أهمية، فالماء أحد المقومات الأساسية لحياة الإنسان والحيوان والنبات، وتعد مصادر المياه من أهم العوامل المحددة لمعدل النمو الحضري والصناعي بل أهمها جميعًا، فالحضارات عبر التاريخ، تركزت حول مصادر المياه أينما وجدت، وهذا العنصر المهم يتحكم في أنشطة الإنسان ومختلف أنشطة مجالات الحياة، فكثير من الدول تنعم بتوافر هذا المصدر الحيوي - المهم الذي لا وجود للحياة من دونه - من مصادر متعددة، وهناك مجتمعات تعاني ندرةً وشحًا في مصادر المياه؛ ما جعلها تتخذ عددًا من التدابير لتوفير هذا المصدر الحيوي، فالمملكة إحدى هذه الدول التي تتميز بمناخ صحراوي جاف في معظم أجزائها، فهي تفتقر إلى المسطحات المائية كالأنهار والبحيرات وتمتاز بقلة سقوط الأمطار السنوية وتفاوت معدلاتها، مما جعلها تواجه تحديًا كبيرًا في سبيل الحصول على الماء بصورة كافية، وأمام هذا التحدي سخرت الطاقات البشرية والمادية لإيجاد عدد من المصادر لتوفير المياه للسكان في أي مكان من أجزاء المملكة، وقد تحقق كثير من الإنجازات الكبيرة في قطاع المياه، فتم بناء السدود لحجز مياه السيول والاستفادة منها لأغراض الشرب أو الري أو التغذية الجوفية بالمياه، وتنفيذ عدد كبير من مشروعات المياه في المدن والقرى والهجر، والتوسع في إنتاج مياه التحلية وإنجاز مشروعات لإعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة لأغراض الري الزراعي، بالإضافة إلى الجهود المبذولة في توعية المواطنين لترشيد استخدام المياه والمحافظة عليها. وتعد المملكة أكبر دولة في العالم في مجال تحلية المياه حيث تشكل المياه المحلاة المصدر الأساس لمياه الشرب.

 

أ - المياه:

 

تمثل موارد المياه في منطقة الباحة إحدى المشكلات التي تواجه النمو السكاني والاقتصادي نظرًا إلى محدودية المياه من ناحية، والطبيعة الجغرافية من ناحية أخرى، ولتوفير خدمات المياه في المنطقة تقوم وزارة المياه والكهرباء، ممثلة في المديرية العامة للمياه بمنطقة الباحة بتنفيذ مشروعات المياه في المدن والقرى والهجر تبعًا لموقع المدينة أو القرية أو الهجرة الجغرافي والجيولوجي، بتوفير مصادر المياه لكل الأغراض، وقد أجريت الدراسات الهيدرولوجية لمصادر المياه في المنطقة حيث تم تنفيذ عدد من المشروعات المائية المتكاملة من آبار ووحدات ضخ وخطوط نقل وخزانات تجميع ومحطات تنقية وشبكات ومناهل مياه، كما تم إنشاء عدد من السدود بأحجام مختلفة لحجز مياه السيول للاستفادة منها لأغراض الشرب أو لتغذية الطبقات الجوفية بالمياه، فالمنطقة بصفة عامة تعتمد في سد احتياجاتها من مياه الشرب على الآبار الحكومية والسدود والآبار الأهلية.

 

ولتوفير خدمات المياه للسكان في المدن والقرى والهجر ومواجهة شحها وندرتها في بعض الأمكنة، قامت المديرية العامة للمياه بمنطقة الباحة بتنفيذ مجموعة من المشروعات المختلفة وهي كالآتي:

 

1 - مشروع نقل المياه من آبار وسد وادي العقيق: 

 

يهدف المشروع إلى إمداد مدينة الباحة وبني كبير وبني سعيد وبلجرشي بمياه صالحة للشرب من وادي العقيق الذي يبعد عن مدينة الباحة بمسافة 45كم، وذلك بعد تنقيتها في محطة التنقية بوادي اللحيان، ويشتمل المشروع على حقل آبار يحتوي على 10 آبار يدوية على طول الوادي، كما أقيمت 4 خزانات للتجميع على خط نقل رئيس بطول 90كم، وبقطر 300مم إلى مدينة الباحة وقراها، مرورًا بمحطات الضخ ومناهل المياه في اللحيان ومزرع وبشير وبني كبير وبني سعيد وبلجرشي، إضافة إلى مواقع الأشياب (مناهل) المياه، كما أقيمت محطة لتنقية المياه من سد وادي العقيق بطاقة 15000م  يوميًا لدعم مصادر المياه لهذا المشروع.

 

2 - مشروع نقل المياه من وادي عردة إلى الباحة:

 

يهدف هذا المشروع إلى إمداد الباحة بالمياه الصالحة للشرب، وهو يشتمل على حقل آبار يضم 20 بئرًا وخطًا رئيسًا لنقل المياه بطول 100كم من حقل الآبار إلى خزان الشهباء بوسط مدينة الباحة بالإضافة إلى 5 محطات ضخ رئيسة على امتداد خط النقل الرئيس تشتمل كل محطة على خزان مياه أرضي، ومبنى ومضخات، ومبنى لمولدات الكهرباء، ومبنى كلور، وغرفة حارس، ووحدات تعبئة مياه عن طريق ناقلات المياه، وقد بلغت تكاليف تنفيذ هذا المشروع 325 مليون ريال  

 

3 - مشروعات المياه المصغرة:

 

تقوم وزارة المياه والكهرباء ممثلة في المديرية العامة للمياه بمنطقة الباحة بتأمين مياه الشرب للأهالي في المحافظات والمراكز عن طريق تنفيذ 90 مشروع مياه مصغرًا مكونًا من بئر وخزان علوي وشيب (منهل) للتعبئة ومناهل لتعبئة الصهاريج الخاصة بنقل المياه وشبكة مياه مصغرة وذلك في حالة توفر مصدر مائي بنوعية وكمية جيدتين.

 

4 - مشروع السقيا:

 

يقوم مشروع السقيا في المواقع التي لا تتوافر بها مياه صالحة للشرب في المنطقة بتأمين المياه الصالحة للشرب عن طريق متعهدي السقيا بوساطة الصهاريج، حيث يتم تأمين 3500 صهريج من المياه بسعة ثلاثة آلاف جالون من المياه شهريًا للقرى والهجر.

 

5 - مشروع بناء السدود:

 

تم تنفيذ 26 سدًا في المنطقة بطاقة تخزينية قدرها 29559000م  بهدف توفير مياه الشرب لبعض المدن والقرى والهجر وكذلك تغذية الطبقات الجوفية بالمياه وتوفير مياه الري لبعض المناطق الزراعية، ومن أهم هذه السدود سد وادي العقيق الذي يمد مدينة الباحة والتجمعات السكانية المجاورة بطاقة تخزينية قدرها 22500.000م  

 

وقد تم تنفيذ عدد من المشروعات المائية في عدد من الأمكنة في المنطقة لتلبية احتياجات السكان من المياه وهي على النحو الآتي: سد ثراد بتكلفة بلغت 20000000 ريال، وسد وادي عردة، وهو أحد المشروعات الكبيرة، وقد بلغت تكلفة المشروع 136 مليون ريال، ومشروعات مياه مصغرة في كل من الليف، وثراد، ودوقة آل عبدالمجيد، وآل موسى، وهذه المشروعات شملت حفر آبار وبناء خزانات علوية وبئرًا للتعبئة بتكلفة بلغت 2500000 ريال، ومشروعات شبكة المياه في الباحة، والمندق، وقلوة وبلجرشي.

 

6 - تحلية المياه:

 

وافق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على تزويد المنطقة من مشروع الشعيبة لتحلية المياه المالحة في المرحلة الثالثة بما يعادل 30000م يوميًا  

 

ب - الكهرباء:

 

يؤدي قطاع الكهرباء في منطقة الباحة دورًا رئيسًا في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتتولى وزارة الكهرباء والمياه إدارة هذا القطاع وتنظيمه، وترجع البدايات الأولى لدخول الكهرباء إلى منطقة الباحة - كما يرويها بعض كبار السن من أبناء المنطقة - إلى عام 1375هـ/1956م وذلك عن طريق الجهود الفردية والجمعيات الأهلية التعاونية التي أسهمت في إيصال التيار الكهربائي إلى عدد محدود من المنازل ثم أخذت في الانتشار التدريجي لتغطي عددًا كبيرًا من التجمعات السكانية في البلدات والقرى، يستفاد منها ليلاً ولساعات قصيرة، وفي عام 1397هـ/1977م تم اعتماد مشروع الباحة المركزي من قبل المؤسسة العامة للكهربــاء (سابقًا) بتكلفة تزيد على 539 مليون ريال، وكان المشروع يتكون من: بناء محطة توليد بسعة 60 ميجاوات وتتكون من 7 وحدات ديزل، وبناء 10 محطات تحويل جهد 33/13.8 ك. ف، وإنشاء خطوط نقل بطول 112.58كم، وإنشاء خطوط توزيع بطول 1263كم، وإمداد 460 مدينة وقرية بالكهرباء، وتركيب 21550 جهاز عداد.

 

وفي شهر محرم عام 1400هـ/1980م تم إطلاق التيار الكهربائي في قسم كبير من المنطقة، وفي عام 1405هـ/1985م تم ربط محافظة العقيق بمحطة بني سار بخط نقل بسعة 132 ك.ف، وبطول 86.3كم دائري، ويعمل الآن بجهد 33 ك.ف. وقد تواصلت الجهود لتوصيل خدمات الكهرباء وتطويرها إلى القطاع التهامي في المنطقة، حيث تم إيصال التيار الكهربائي إلى1800 مشترك في محافظة المخواة عام 1406هـ/1986م عند بداية تشغيل مشروع تهامة المركزي، كما تم إمداد محافظة قلوة بالكهرباء عام 1412هـ/1991م بعد إنشاء محطة قلوة الفرعية وخط نقل 132 ك.ف من نمرة إلى قلوة، وبلغ عدد المستفيدين 4000 مشترك، كما تم أيضًا ربط منطقة الباحة مع منطقتي بيشة وتهامة بخطوط نقل ذات جهد 132 ك.ف لتكون المناطق الثلاث نظامًا كهربائيًا متكاملاً بقوة إجمالية 618م، وقد ساعد هذا النظام على الاستقرار في النظام الكهربائي ومواجهة نمو الأحمال المستمرة نتيجة التوسع العمراني وإتمام إمكانية تبادل الطاقة نظرًا إلى اختلاف أحمال الذروة بين هذه المناطق، ولمواجهة زيادة الطلب على الطاقة أنشئت محطة الباحة الفرعية بجهد 132/33 ك.ف ومحطة بني سار الفرعية بجهد 132/33 ك.ف، بالإضافة إلى توسعات محطة التوليد بالقنفذة وبيشة التي منها منطقة الباحة بنقل الطاقة من هذه المحطات.

 

وفي عام 1422هـ/2001م افتتح مشروع الحجرة والجرداء الذي يخدم 349 قرية وبعدد 3062 مشتركًا، وتوضح البيانات في (جدول 11) النمو المطرد في مؤشرات الخدمة الكهربائية في منطقة الباحة نتيجة للنمو السكاني والعمراني في المنطقة:

 

1 - تطور الأحمال:

 

بدأت القدرات الكهربائية في المنطقة بقدرات توليد قوامها 60م.و، ونظرًا إلى تطور قدرة الأحمال أضيفت 30م.و، عام 1403هـ/1983م، ونتيجة لتزايد نمو الأحمال تم ربط كل من الباحة وبيشة وتهامة لتكون النظام الكهربائي المترابط والمسمى بـ (BBT) ويبلغ معدل النمو السنوي في الأحمال نحو 7%.

 

2 - قدرات التوليد:

 

تتغذى منطقة الباحة عن طريق محطة توليد كهربائية  سعتها الحالية 90م.و، كما يتم تبادل الطاقة مع كل من: محطة توليد تهامة ومحطة توليد بيشة، وذلك حسب توفر الطاقة واقتصاديات التشغيل، حيث أنشئت محطة التوليد الأساسية في الباحة عام 1400هـ/1980م وتم تعزيزها في عام 1403هـ/1983م بثلاث وحدات غازية ذات قدرة بلغت 30 ميجاوات، وفي عام 1412هـ/1991م تم ربط المنطقة بخطوط نقل مع محطة توليد تهامة بسعة 606م.و، ومحطة توليد بيشة بسعة 210م.و.

 

3 - قدرات النقل:

 

تشتمل خطوط الطاقة الكهربائية على جهد 132ك.ف، و 33ك.ف، وكذلك محطات التحويل على جهد 132/33 ك.ف، وهذه القدرات تتكون عن طريق: ربط محطة بلجرشي بمحطة سبت العلايا الفرعية المرتبطة أساسًا مع محطة توليد بيشة بخط نقل جهد 132ك.ف، وبطول 134.2كم دائري، وربط محطة نمرة بتهامة (التابعة لإمارة مكة المكرمة) بمحطة بلجرشي الفرعية بخط نقل وجهد 132ك.ف، وبطول 72كم دائري، وربط محطة بلجرشي الفرعية بمحطة الباحة الفرعية بخط نقل جهد 132ك.ف وبطول 49كم دائري.

 

بالإضافة إلى ما سبق هناك خطوط نقل  ثانوية بطول 243.31كم دائري تغذي 10 محطات تحويل بجهد يصل إلى 33/13.8ك.ف، كما بلغت سعة محطات التحويل بالمنطقة 147.5م.ف.أ.

 

4 - تطور الخدمات للمشتركين:

 

حرصًا من الشركة على تقديم خدماتها للمشتركين بصورة مُرضية وسريعة، فقد عمدت إلى تنفيذ توصيلات المشتركين، بالإضافة إلى القيام بأعمال الصيانة العامة لخطوط النقل والتوزيع والمحطات والمحولات، ووجود مكاتب طوارئ تعمل على مدار الساعة لتلقي بلاغات الأعطال وإصلاحها، ومن الإجراءات التي اتخذتها الشركة لتطوير خدمات المشتركين ما يأتي: تطبيق القراءة الشهرية للاستهلاك الكهربائي في المدن باستخدام الأجهزة الإلكترونية، وتسهيل تسديد الفواتير عن طريق الصراف الآلي، وتحسين مباني خدمات المشتركين وتجهيزها، وتزويد مكاتب الشركة بأجهزة الحاسب الآلي والتقنيات الحديثة.

 

- إنجاز المرحلة الأولى من تحويل شبكات التوزيع الهوائية إلى أرضية داخل المدن.

 

كما نفذت الشركة عددًا من المشروعات الحيوية ومنها مجموعة من المشروعات في أجزاء مختلفة من المنطقة؛ ففي مدينة الباحة تمت توسعة محطة الباحة الفرعية بجهد يصل إلى 132/13.8ك.ف، وبقدرة 120م.ف.أ، وكذلك توسعة محطة بني سار الفرعية بجهد يصل إلى 132/33 ك.ف، وذلك عن طريق إضافة خليتين بجهد يصل إلى 132ك.ف، وبلغت التكلفة الإجمالية لهذين المشروعين 35 مليون ريال، وبدأ التشغيل في 1426هـ/2005م. وعلى طريق العقيق شرق مدينة الباحة تم إنشاء محطة فرعية بجهد يصل إلى 132/33/13.8ك.ف، وبقدرة تبلغ 266م.ف.أ، وبلغت تكلفة إنشائها 25 مليون ريال، وبدأ التشغيل بهذه المحطة في عام 1426هـ/2005م. وفي محافظة العقيق، تم إنشاء محطة العقيق الفرعية بجهد يصل إلى 132/33 ك.ف، وقدرة تبلغ 166م.ف.أ، وبدأ التشغيل في 1426هـ/2005م، وبلغت تكلفة هذا المشروع 20.5 مليون ريال. وفي محافظة بيشة تمت توسعة محطة التوليد بطاقة 148م.و، وبتكلفة مالية بلغت 282.5 مليون ريال، وبدأ التشغيل في 1426هـ/ 2005م