اللي انت محتاجه في امريكا ، هو التالي:
1- تشغل خط موبايلك جوال.
2- تكون قافش كام كلمة إنجليزي يمشوك لو متعرفش لغة.
3- تكون حاجز موتيل بيكون رخيص عن الهوتيل شوية، وأنضف من الخمس نجوم عندنا، يعني واي فاي، وحمام سباحة، وروقان.
4- تكون حاطط خطة بالوقت للفسحة عشان وقتك ميضيعش.
5- تكون عامل رخصة قيادة دولية لو بتعرف تسوق، عشان تأجر عربية وانت في المطار، تفضل معاك طول رحلتك، اليوم بيبدأ من 10 دولار، حسب الموديل، ولو حجزتها مع طيران وفندق بتكون أرخص.
6- الجي بي إس مهم جدا جدا.
نرجع بقى لـ رحلتي الى امريكا .. طول ما انت راكب علي مصر للطيران مفيش مشكلة، انت في مصر، يعني هتسمع اللي بيتخانق علي القعدة جنب الشباك، واللي عاوز وجبه سمك مش فراخ، واللي عاوز كركديه، حاجه جميله كده.
وطبعا مضيفات كلهم فوق سن الأربعين.. بالمختصر انت في مرفق وسط الدلتا، طبعا ده مش عيب الموظفين لكن طيران مصر للطيران من وجه نظري أقوى وأمهر طيارين وأوحش طيارات.
المهم أنا طبعا فضلت نايم من ساعة ماطلعت، وحاولت ماشربش مياه كتير علشان الحمام صغير أووووووي، كنت خايف اتحشر فيه زي محمد هنيدي ، بس عدت بسلام.
أول ما وصلت الطيارة مطار كيندي ، بقى فيها صمت رهيب، الرضيع اللي كان بيعيط طول السكه ومطلع عين أهلي سكت. البلد دخلتها كده ليها مهابة، أنا قعدت في مكاني لحد ما المعجنة بتاع اللي عايزين ينزلوا الأول خلصت، يمكن لأني مكنتش رايح اتفسح ممكن.
يمكن لأني خايف من المجهول في رحلتي الى امريكا جايز، كانت رجلي مش عاوزه تخرج من آخر اتصال ليا بمصر وهي طيارة مصر للطيران ، فوقني صوت ووجه بيضحك بيقول: أهلًا بك علي الأراضي الأمريكية. مين دول بقي؟، دول اللي شغالين في المطار عسلات عسليات حلويات حاجه كده مابتتوصفش.
أول ما توصل مطار نيويورك تبدأ رحلة الانبهار، كل الناس بتبتسم، وده بيخلي ابتسامتك واصلة لحد ودانك. بتمشي في مسارات داخل المطار، مسارات للسياح، وأخرى للمواطنين، وثالثة لذوي الاحتياجات الخاصة أو اللي معاهم أطفال، ودي أول حاجة احترمتها في البلد.
المواطن هنا مبياخدش قدام ضابط الجوازات أكثر من دقيقة، بعكس السياح اللي بيتأخروا شوية عشان في تصوير وبصمة، عكسنا خالص في مصر. اللي عكسنا كمان إن مفيش ضابط جوازات تحس انه متخانق قبل ما ينزل الشغل، ولا النجم اللي بيشوف الباسبور بعد ما بتعدي من الجوازات عندنا، عندهم ضابط راجل أو ست، مبتسمين، وبيتكلموا بالراحة، ولما بيخلص بيقولك: أهلًا بيك في أمريكا.. إنجوي.
المهم، استلمت ورقه بيسألوني معايا أكل ولا لا، معايا فلوس أكتر من ٣٠٠٠ دولار، كده، طبعا عملت غلط على كله، المهم رحت علي سير الشنط، أخدت شنطتي وأنا ماشي لحد التفتيش، منبهم من الإعلانات، اللي فيها فكرة، ومن الدعاية اللي معمولة لأماكن بينصحوك بزيارتها.
توصل للتفتيش تلاقي نفس الكلام والابتسامة والوش البشوش، بتفتيش شنطتي وجدوا الآتي:
الراجل اتخض، قالي: إيه ده؟.. قلتله: بص أنا سومو ريسلر، وكل دي مشروبات وأكلات روحانية. الراجل ضحك واتصور معايا هو وزمايله ووصلوني لخارج المطار.
حاجه لفتت نظري قوي في رحلتي الى امريكا عندهم في المطار، إن في مكان واضح، جميع شركات المحمول والفنادق وإيجار العربيات واخدين مكاتب فيه لخدمه السياح، وده جميل لأنك بتتعامل بعيد عن السماسرة والاستغلال اللي عندنا وفي نفس الوقت بتسوق لنفسك، وبتلاقي خرائط وكتب تقريبا في كل ركن من المطار بكل تفاصيل الأماكن السياحية من العنوان للسعر لوقت الفتح والإغلاق زي عندنا بالظبط!.
تخرج تلاقي كل المواصلات متاحه من أول المترو وصولا للتاكسي وأوبر والأتوبيس. لازم تعرف وانت مسافر أمريكا درجة الحرارة كام علشان ماتتعبش ده لو في الشتا في الصيف عادي. في مدينه نيويورك، مبدئيًا كده ماتحاولش تشتم بالعربي لأن العرب والمصريين بالأخص في نيويورك كتير قوي، يعني تبقي ماشي وتسمع صوت أغاني شفيقة أو آه لو لعبت يازهر.. ماتتخضش انت في أمريكا أيوه.
ده عادي لأن تقريبا كل اللي بيبيعوا ساندوتشات في الشارع هوت أو حلال فود مصريين، شباب زي الورد منهم اللي كان مدير في مصلحه حكومية واللي كانوا في وظائف مرموقه في مصر، فانت بتتعامل مع حد بيبيع أكل من درجه الصفوة في مصر.
لو هاتاكل حلال فود عندك اختيارين يا تطلب ميكس مع رز أو فراخ بس أو لحم خرفان بس ودي أكله هاتعجبك لازم تجربوها. وانت ماشي في نيورك لازم تروح ميدان التايم أو التايم سكوير، هتلاقي كل الماركات وكل الحاجات الجميلة في السنتر بتاع نيويورك منهاتن، وطبعًا لو صادف رأس السنة أو عيد الحب في المكان ده هتتبسط قوي.
طبعا من المواقف الجميلة في رحلتي الى امريكا اني قابلت مذيعة مصرية حبت تتصور معايا بس مكنتش أعرف إن الصوره هتبان كده، عجبتني فحبيت أشاركها معاكم مع احترامي للمذيعة طبعًا.. المهم تابعونا.
في بداية رحلتي الى امريكا كنت واخد فكرة إنهم ناس وحشة، وبيكرهوا المسلمين والعرب وكده، الفكرة دي بدأت تتلاشي خالص، لأنك وانت ماشي وبتبص علي ناطحات السحاب وعمال تقع في الناس لأنك مشغول بالبص علي الأبراج ازاي عملوها، ومعموله من سنة كام، تقول دول من الفضاء، وانت منبهر بكده، تبص تلاقي حد يهودي من اللي بيلبسوا برنيطة وبضفاير، بياكل في محل واحد فلسطيني.
وتلاقي واحد أسود مصاحب واحدة بيضاء والعكس، وتلاقي واحد بتاع حلال بيصلي في الشارع ومحدش بيعترضه، والأجمل من ده كله، كنت ماشي في الشارع لقيت عربية حلال فود مشغلة قرآن للشيخ محمد سعيد وملعلع في الشارع ومشغل على الآخر، والناس بتشتري منه عادي خالص، ودي كانت أول حاجه طلعت غلط عن أمريكا.
الحاجه التانيه الغلط، اللي اكتشفتها في رحلتي الى امريكا مش علشان مصري البنات هتجري وراك، إنساها دي خالص وركز في الاستمتاع بالبلد.
من المواقف الجميلة اللي حصلت لي في رحلتي الى امريكا ، أول ما نزلت اشتريت موبايل، لأن تليفوني كان سامسونج ومبيشغلش غير 3G والبلد هنا كلها 4G فاشتريت موبيل htc حاجه كده من اللي كنت نفسي اشتريها، المهم طلع التليفون فيه مشكلة، رحت المحل اللي أنا اشتريت منه أصلحه أو أرجعه بعد مرور شهرين تقريباً، الراجل حاول يصلحه معرفش، راح مزعق وقالي مش هرجعه.
رحت مكلم البوليس، في أقل من ثواني كان قدامي عربيتين شرطة، ونازلين جري زي عندنا بالظبط. المهم قلت لهم اللي حصل، دخلوا معايا المحل وحاولنا نصلح التليفون منفعش راحوا مغيرين لي التليفون بتليفون آيفون وبدون فرق، وكمان وصلوني للبيت.
كان هيجيلي شلل من اللي بيحصل، انتم بشر بجد ولا أنا بحلم، وطول ما أنا ماشي بزيد انبهار بجد، من الشرطه ومن البشر، فيه سلوكيات هنا في أمريكا مش مكتوبة في الكتب المدرسية عندنا في مصر أصلاً، أول حاجه الالتزام بالمواعيد، تاني حاجه الابتسام في وجه اللي مقابلك مهما كنت قرفان تعبان مش ذنبه توريه وشك العكر والتكشيرة.
ثالث حاجة عرفتها في رحلتي الى امريكا قوانين الإنسانية، أو الأولوية، أولاً الطفل أو “مستقبل أمريكا”، زي ما بيقولوا، ثانيًا كبار السن، ثالثا البنات والسيدات، وبعدين الحيوان، والآخر الشباب. أي اعتداء علي حق الدولة تضيع ورا الشمس، إزاي؟!، أقولك ازاي، ممنوع تهرب من دفع رسوم أو تذكره مترو أو باص أو قطار، لو اتمسكت غرامه ومشكلة، أو الاعتداء على ممتلكات الدولة مشكلة.
وفي الموضوع ده حصل موقف جميل قوي، كنت مسافر في قطار من نيويورك لبلد كده بتاع ساعتين، المهم رحت المحطه بتاع القطار، أحسن من مطار القاهرة، وتقريبا في حجمه، المهم أخدت التذاكر ورحت ركبت لقيت القطار فاضي خالص، افتكرت إني راكب قطار غلط فسألت طلع فعلا القطار صح.
المهم بقيت محتار أقعد فين، قعدت، حسيت إني مش مرتاح، مفيش حد قاعد علي الرف بيشممني شرابه، ولا فيه حد ساند علي كتفي ومريح، حاجات كده مفتقدها من القطارات في مصر. المهم لفت نظري إن المساند جلد ومش متقطعه ولا مكتوب عليها للذكرى الهباب ولا الكلام ده، فقلت انا هقوم أتفرج على القطار.
لقيت فيه حمام، آه والله، بس مش بيبص على الأرض وتبقي شايف الظلط بتاع شريط القطر من تحت، لا ده حمام نظيف جدًا، لدرجه إني كنت لازم أحط التاتش بتاعي، قعدت أرش ميه بالشطاف والقطر ماشي علي الناس من شباك الحمام. ????
خرجت من الحمام بحاول أصدق لقيت صدمة أقوى، لقيت كمساري القطر واحده ست، تلقائي جه في بالي الكمساري بتاعنا، الله يعينه، الجاكت المهرول الأزرق، وجيوبه اللي مليانه فضة، والتذاكر اللي في أيده، ودقنه الشقيانه وملامح وشه المرهقة، كنت هعيط والله.
فوقني صوت المضيفة، مينفعش أقول عليها غير كده، لابسه بنطلون كحلي، قميص أبيض، الهدوم مرسومة عليها، لابسه برنيطة عليها شعار السكك الحديد، الأدوات اللي معاها كلها متعلقة بشياكة في جرابات زي الموبايل علي الوسط، ريحتها حلوة، مبتسمة، وطبعا لأن التذاكر هنا أغلبها أون لاين، فكانت تذكرتي علي الموبايل.
وريتها الموبايل، عملت سكان للتذكرة وحطت ورقه بلون زهري علي الكرسي بتاعي، سألتها ليه لوني مختلف؟، قالت لي كل محطة بلون، قلت لها: دي علشان المفتش؟!، مفهمتش. فضلت أشرح لها إن فيه مفتش بيطلع يقطع التذكرة وكده، قالت لي لا احنا بنحاول نديك الخصوصية بتاعك، يعني انت بتشوفني مرتين بس، مرة دلوقتي ومرة وأنا بقول لحضرتك، اجهز انت المحطة اللي جايه.. أكاد أبكي ياجدعان.