معلومات عن روبرت جونسون استطاع تحويل 15 ألف دولار إلى امبراطورية إعلامية
“كنا نعيش حياة متواضعة، ونمضي أيام الشهر في انتظار موعد تسلم الراتب الشهري، شأننا في ذلك شأن العديد من أسر الأمريكيين من أصول إفريقية”، هكذا كانت حياة مؤسس شبكة “بلاك انترتينمنت” التلفزيونية روبرت جونسون خلال طفولته، لكن بداياته المتواضعة لم تمنعه من اعتلاء قمة النجاح كأول ملياردير عصامي من أصول إفريقية على مستوى العالم.
وعلى الرغم من انه لم تكن لديه خبرة سابقة في مجال الإعلام، إلا أنه تمكن من تحويل 15 ألف دولار الى امبراطورية إعلامية ضخمة تدخل اليوم خدماتها الى أكثر من 80% من البيوت في الولايات المتحدة.
روبرت جونسون استطاع تحويل 15 ألف دولار إلى امبراطورية إعلامية - Robert Johnson
روبرت جونسون استطاع تحويل 15 ألف دولار إلى امبراطورية إعلامية – Robert Johnson
ولد جونسون يوم 18 ابريل/ نيسان من عام 1946 في مدينة هيكورب بولاية ميسيسيبي، وكان الابن التاسع بين 10 أطفال رزق بهم ايدنا وأرشي جونسون، ويقول جونسون “لم نكن بحاجة الى الإعانة الاجتماعية، ولكن دخلنا كان محدوداً، بحيث كان يؤمن لنا احتياجات معيشتنا اليومية الأساسية بالكاد، ولم يكن أحدنا يطمح بالتالي إلى شراء دراجة هوائية أو أن يتمكن والدانا من توفير نفقات إلحاقه بالجامعة”.
وخلال طفولته انتقلت الأسرة الى فريبورت بإلينوي ليتمكن والده العامل في مصنع بطاريات من إيجاد فرص عمل أفضل لإعالة أسرته. وفي المدينة الجديدة تمكن جونسون نفسه من إيجاد فرصة عمل في توزيع الصحف اليومية على المنازل، وكان عمره وقتها لا يزيد على 10 سنوات، لكنه لم يستمر في عمله طويلاً لعجزه عن الاستيقاظ مبكراً.
ويقول جونسون ان العيش وسط أسرة كبيرة علمه الكثير من الأمور، ومنها ضرورة اتخاذ القرارات السريعة، وأهمية أن يرسم المرء لحياته مسارها الخاص، لكي يثبت تميزه ويؤكد وجوده وسط هذه الأسرة الكبيرة.
وبعد إنهاء دراسته الثانوية عام 1964 تمكن جونسون من الالتحاق بالجامعة دوناً عن بقية اخوته، وتخصص في دراسة العلوم الاجتماعية. وواصل الدراسة حتى حصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة برينستون عام 1972.
وانتقل جونسون بعد ذلك الى واشنطن العاصمة حاملاً معه أحلام الانخراط في العمل الحكومي، وحصل على فرصة العمل كمساعد إعلامي لوالتر فاونتري ممثل الكونجرس عن مقاطعة كولومبيا، بيد أن خططه المهنية تغيرت بعد أن عينه اتحاد الاتصالات الوطني متحدثاً رسمياً باسم القطاع، حديث الولادة.
وخلال الفترة من عام 1976 وحتى عام ،1979 عمل جونسون نائباً لرئيس قسم العلاقات الحكومية للاتحاد، وفي تلك المرحلة التقى مع رجل أعمال يخطط لإطلاق قناة مخصصة لكبار السن، الأمر الذي أثار اهتمامه وجعله يفكر بدوره في إطلاق قناة خاصة للأمريكيين من أصل إفريقي.
واختمرت الفكرة في ذهنه بشكل أكبر وأكبر حتى بدأ فعلا في وضع خطة لإطلاق محطته الجديدة، ووظف مدخراته التي وصلت وقتها الى 15 ألف دولار لإنجاز حلمه، وتمكن كذلك من إقناع جون مالون رئيس شركة “تي سي آي” للاتصالات باستثمار نصف مليون دولار في الشركة الجديدة.
ويقول جونسون “ربما لم يكن المبلغ بالضخم فعلا وقتها، إلا أنه بدا لي كذلك بالنظر لنشأتي المتواضعة، ففي ذلك الوقت لم يكن إجمالي المجتمع الأمريكي من أصل افريقي يحوز مثل هذه الثروة”.
وبعدها التقى جونسون مع بوب روزينكرانس رئيس شركة “يوايه – كولومبيا كيبلفيجن” الذي وافق على منحه حقوق أوقات بث يملكها على شبكة الكابل. وأطلق جونسون على شركته الجديدة اسم “بلاك انترتينمنت” التلفزيونية (بي إي تي). وتم بالفعل اطلاق القناة الجديدة وبدأ البث لأول مرة يوم 8 يناير/كانون الثاني من عام 1980.
وكانت شركة “بي إي تي” أول شركة بث تلفزيوني يملكها شخص من أصول إفريقية في تاريخ صناعة تلفزيون الكابل، غير أن البداية لم تواز طموحات جونسون من حيث مستوى البرامج، حيث بدأت بعرض افلام قديمة لمدة ساعتين كل جمعة. وتكبدت الشركة الخسائر خلال أول 5 سنوات من إطلاقها، لكنها بعد ذلك واصلت التوسع وتحسن مستوى أدائها لتجتذب المزيد من المشاهدين وشركات تشغيل الكابل.
وبعد مرور 11 عاماً على انطلاقتها اصبحت “بي إي تي” أول شركة يملكها امريكي من أصل إفريقي يتم إدراج أسهمها في بورصة نيويورك.
وتملك الشركة اليوم 3 قنوات، وهي ايضا اكبر شركة شبكة تلفاز خاصة يملكها امريكي من اصول افريقية على الاطلاق.
وقام جونسون بشراء أسهم شركته مجدداً بعد طرحها للاكتتاب العام بسبعة أعوام مقابل مليار دولار، ومن ثم قام ببيعها لشركة الإعلام العملاقة “فياكوم” بعد سنتين مقابل 3 مليارات دولار.
وواصل جونسون الاشراف على أداء الشركة حتى تقاعده عام 2005. وهو اليوم يركز على شركته الجديدة “آر إل جيه ديفلبمنت” والتي تضم مجموعة فندقية ضخمة. وفي عام 2006 أسس جونسون شركة “أورستوريز” الشركة المختصة في إنتاج أفلام تعالج قضايا المجتمع الأمريكي من أصل إفريقي.