تعاقبت على أرض مصر الكثير من الحضارات البشريّة، وأشهرها الحضارة الفرعونيّة، التي ما زالت آثارها القديمة تشهد على ذلك، وخلال الفتوحات الإسلاميّة لإفريقيا كانت مصر أيضاً هي البوابة الرئيسيّة لتلك الفتوحات، ومن بين المحافظات المصرية التي شهدت عصر الحضارات هي محافظة الجيزة المشهورة، التي تحتضن أشهر عجائب الدنيا السبع وهي الإهرامات وأبو الهول، وسنلسط الضوء في هذا المقال على محافظة الجيزة.
الجيزة هي محافظة مصريّة تقع على نهر النيل مباشرة، أي تتبع إدارياً لمحافظة القاهرة الكبرى، والجيزة تحدّها من الشّمال حدود محافظة البحيرة، ومحافظة بني سويف من الجنوب، ومن الغرب محافظة المنوفيّة، ومن الشّرق محافظة القاهرة، ويُذكر أنّ الفراعنة أقاموا في الجيزة حضارتهم، وتتميز الجيزة بالمناظر الطبيعية الخلابة حيث تضم الجبال والواحات، وتتميّز بمناخ معتدل ووفرة عيون الماء الباردة والحارة المعدنيّة؛ ونتيجة لهذه المقومات فهي تعدّ محافظة سياحيّة في المقام الأول، ولها نشاط صناعي فهي تحتضن منطقة صناعية على مساحة كبيرة وتضم كبرى الشّركات الصّناعية الضّخمة.
وهي معلم أثري وسياحي من الطراز الأول، وتقع هذه الأهرامات على هضبة على ضفة غرب نهر النيل، وهي عبارة عن ثلاثة أهرامات كمقابر ملكية لملوك الفراعنة قديماً ويعود تاريخها إلى ألفين وخمسمئة وخمسين سنة قبل الميلاد، وما زالت تحتفظ بحالتها جيداً، فكل هرم هو مقبرة لملك بناه ودُفن فيه، وأشهرها هرم خوفو وخفرع ومنقرع.
وهو تمثال منحوت من الصخر الجيري الملوّن يقع مقابل هرم خفرع، فالتمثال مكون من رأس إنسان يُقال هو وجه الملك خوفو والد الملك خفرع والجسم هو جسم أسد رمزاً للقوة، وهناك أقاويل كثيرة في الغاية من بناء هذا التمثال، فالبعض اعتبره بمثابة إله يعبدونه ويقرّبون إليه القرابين، وما زال الهدف من بنائه قيد الدراسة والبحث.
وهي عاصمة محافظة الجيزة ويعود تاريخ نشأتها إلى عهد الفتوحات الإسلاميّة عام واحد وعشرين للهجرة، فمدينة الجيزة منطقة مهمّة قريبة للعواصم المصرية كمدينة الفسطاط والقطائع والقاهرة، وتحتضن أكبر الجامعات المصرية وهي جامعة القاهرة.
تضم محافظة الجيزة عشرة مراكز إدارية ومنها أوسيم، ومنشأة القناطر، وكرداسة، وأبو النمرس، والحومدية، والبدرشين، والعياط، والصف، وأطفيح، والواحات البحرية، وهي تنقسم ما بين شمال وجنوب المحافظة، وكل مركز يتميز بنشاط اقتصادي وسياحي واستثماري متميز.
محافظة الجيزة محافظة متكاملة في مجال الزراعة، وإنتاج الثروة الحيوانيّة، وكذلك النشاط الصناعيّ فهي تضم كبرى المناطق الصّناعيّة نذكر منها، المنطقة الصناعية بطهما وتوجد في العياط وتختص بالصناعات الصغيرة والمتوسّطة، والمنطقة الصناعيّة بالصف وتنتج الحراريات بأصنافها، وكذلك في برقاش وتتمثل بالصّناعات الغذائية، والمنطقة الصناعية بالكريمات وتوجد في إطفيح التي تختص بصناعة الرّخام والطّوب.