إنّ نبيّ الله يوسف -عليه السلام- هو أوّل من تمنّى وسأل الله الموت كما روى ابن عباس، وذلك عندما تكاملت عليه النعم، وجمع الله له أباه وإخوته، وأصبح ملكاً على مصر، فاشتاق للقاء لله ولقاء آبائه الصالحين، وقيل إنّه لم يتمنَّ الموت، وإنّما سأل الله الموت على الإسلام، أي إذا جاء أجلي توفّني مسلماً، كما قال جمهور العلماء؛ لأنّ النبيّ نهى عن تمنّي الموت، فجاء في الحديث الذي رواه مسلم: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدُكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به، فإنْ كانَ لا بُدَّ مُتَمَنِّياً فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أحْيِنِي ما كانَتِ الحَياةُ خَيْرًا لِي، وتَوَفَّنِي إذا كانَتِ الوَفاةُ خَيْراً لِي) فلا يجوز تمنّي الموت إلّا في حالة الخوف من الفتن، والخوف من ذهاب الدين، وأمّا عن تمنّي يوسف -عليه السلام- الموت، فيُحتمل أنّه كان جائزاً في شرعه
اتّصف يوسف -عليه السلام- بالعفّة، وضرب أعظم الأمثلة في ذلك، وذلك عندما أخبر الله عن عشق امرأة الملك ليوسف، ومراودتها له، فأبى وصبر وابتعد عن الفاحشة، رغم أنّه كان شاباً غير متزوّجٍ غريباً عن بلده، وكانت امرأة الملك ذات منصبٍ وجمالٍ، وتوعدّته بالسجن إن لم يفعل.حلّى يوسف -عليه السلام- بالكثير من الصفات التي أهّلتهُ ليكون حاكماً، منها: