من علامات الساعة “ضياع الأمانة ورفعها من القلوب

الكاتب: علا حسن -
من علامات الساعة “ضياع الأمانة ورفعها من القلوب”.

من علامات الساعة “ضياع الأمانة ورفعها من القلوب”.

 

ضياع الأمانة ورفعها من القلوب:
 

إن وضع الرجل المناسب في المكان المناسب هو عمادُ بقاء الأمةِ وصلاحُ البلادِ والعبادِ ونهضتُ الحضارة، فإذا ضاعت الأمانةُ انقلبت الموازينُ، وفسدت سرائرُ الناس، وتولي مقاليد الامورِ غير الأكفاء في سادة الفوضى، وهذا ما أخبر عن وقوعه النبي محمد صلّى الله عليه وسلم، وسببُ ضياع الأمانة فسادُ سرائر الناس.


قال حذيفة رضي الله عنه، قال النبي عليه الصلاة والسلام: “إن الأمانة نزلت في جذرِ قلوب الرجال، ثم نزل القرآن، فعلّموا من القرآن وعلموا من السنة”.


ثم حدثنا عن رفع الأمانة فقال عليه الصلاة والسلام: “ينامُ الرجل النومة، فتقبضُ الأمانة من قلبه، فيضلُ أثرها مثل الوكتِ، ثم ينامُ النومة، فتقبضُ الأمانة من قلبهِ، فيضلُ أثرها مثل المجل، كجمرٍ دحرجتهُ على رجلك فنفط، فتراه منتبراً وليس فيه شيء ثم أخذِ حصى فحرجهُ على رجله، فيُصبح الناس يتبايعون لا يكادون أحداً يؤدي الامانة حتى يُقال: إن في بني فلان رجلاً أميناً. حتى يقال للرجل: ما أجلده؟ ما أظرفه؟ ما أعقلهُ؟ وما في قلبه مِثقالُ حبةٍ من خردل من إيمان”.


الوكتُ: وهو جمعُ الوكتةِ وهو الأثرُ اليسير في الشيء كالنقطةِ فيه، ومعنى الحديث يكون لها أثر ٌ في قلبه.


المجل: وهي عبارة عن قشور رقيقة يجتمع فيها ماء تحت الجلد من أثر العمل تشبه البثر.


فنفط: وكلمة نفط أيّ وَدِمَ وأمتلأ، والمعنى أنه أنذر برفع الأمانة وأن الموصوف بالأمانة يُسلبها حتى يصيرُ خائناً بعد أن كان أميناً.


قال حذيفة: ولقد أتى عليّ زمان وما أبالي أيكم بايعت لئن كان مسلماً ليردنهُ على دينه ولئن كان نصرانيّاً أو يهودياً ليردنَه على ساعيه، وأما اليوم فما كنت لأبايعَ منكم إلا فلاناً وفلاناً” متفق عليه. فإذا فسدت سرائر غالبية الناس، ووُكّل الأمرِ لغير أهله، فضاعت الأمانة؛ اقتربت الساعة.


فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينما النبي صلّى الله عليه وسلم في مجلسٍ يُحدث القوم، جاءهُ أعرابي فقال: متى الساعة؟ ومضى الرسول عليه الصلاة والسلام يُحدث. فقال بعض القوم: سمع ما قال، فكره ما قال: وقال بعضهم: بلّ لم يسمع. حتى إذا قضى حديثهُ قال: أين أراه السائلُ عن الساعة؟ قال: ها أنا يا رسول الله. قال: إذا ضيعت الأمانةُ فانتظر الساعة. قال: كيف إضاعتها؟ قال: إذ وسد الأمر إلى غير أهلهِ فانتظر الساعة”رواه البخاري.

شارك المقالة:
249 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook