من مواضع حذف الياء

الكاتب: رامي -
من مواضع حذف الياء

من مواضع حذف الياء :

[من مواضع حذف الياء]
" تحذف كل ياء تطرفت لفظاً أو تقديراً بعد ياء مكسورة مدغم فيها

 

أخرى في غير فعلٍ أو اسم جارٍ عليه " 1.
كقولك في تصغير  "عطاء ": "عُطَيٍّ"، وفي تصغير " إدَاوَة "2: " أُدَيّة "3، الأصل فيه " عُطَيّيٍّ " و" أُودَيِّيَة " بثلاث ياءات، الأولى للتصغير، والثانية بدل من الألف، والثالثة بدل من لام الكلمة، فاستثقل / 12-أ توالي ثلاث ياءات مع كسر المتوسطة منهن فحذفت " الأخيرة "4 تخفيفاً، وكانت بالحذف أولى؛ لتطرفها لفظاً في " عُطَيٍّ " وتقديراً في " أُدَيَّة "5، واشترط كسر المتوسطة؛ لأنَّها لو فتحت انقلبت الثالثة ألفاً، ولو سكنت جرت الثالثة مجرى الصحيح، ولا فرق عند سيبويه بين زيادة الثانية كما هي في تصغير " عطاء "، وعدم زيادتها كما هي في تصغير "أحْوَى" 6؛ لاستواء اللفظين في الثقل لو جاءا تامَّين، فتقول في تصغير أحْوَى: " أٌحَيُّ " غير مصروف، والأصل: " أُحَيْوِيُّ " فقلبت الواو وأدغم فيها ياء التصغير، فصار " أُحَييِّ "، فاجتمع فيه ما اجتمع في " عُطَيّيّ " قبل أن يخفف بالحذف فألحق به7.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الاسم الجاري عليه هو اسم افاعل والمفعول والمصدر نحو: مُحْي، والتزي. ينظر المساعد 4/148، وشرح تصريف ابن مالك لابن إيَّاز ص 147، والتسهيل ص 307
2 الإداوة: إناء من الجلد يتخذ لحمل الماء. اللسان  أدو.
3 ينظر الكتاب 3/471، والمساعد 4/147-148.
4 في ب: " الآخرة ".
5 لأنَّ التاء في تقدير الانفصال.
6 الأحوى هو الأسود سواداً يضرب إلى الخضرة، وقيل الأحمر حمرة تضرب إلى السواد.  اللسان  حوَّ.
7 تنظر الآراء في تصغير " أحوى " في الكتاب 3/471-472، والنكت في تفسير كتاب سيبويه 2/940-941، وشرح الشافية للرضي 1/232.

 

وأبو عمرو1 يفرِّق فيحذف في " عُطَيّ " ونحوه مِمَّا الياء الأولى والثانية فيه زائدتان ولا يحذف في " أُحَيٍّ " ونحوه2؛ لأنَّ الياء الثانية فيه موضع العين مع الإجماع على اغتفار ذلك في الفعل كـ " أُحيي " مضارع " حَيَّيْتُ "، وفي الاسم الجاري عليه كـ "الْمُحْيّ "و" التّزَيّ"3 مصدر تَزَيَّا بالشيء. وإنَّما اغتفر ذلك في الفعل من أجل أنَّه عرضة لحذف آخره بالجزم ثُمَّ حُمِلَ عليه اسم الفاعل والمصدر.
فصل
لو بني مثل " جَيِّد " من " قُوَّة " وجب على قول سيبويه أن يكون " قَيّا "، وعلى قول أبي عمرو أن يكو " قَيّيا "، وأصله: " قيوى"، فقلبت الواو، وأدغم فيها الياء فصار " قَيِيَّا " فيحذف الثالثة سيبويه؛ لأنَّها كالمحذوفة من " عُطيٍّ " في كونها ثالثةً تاليةً مكسورة، مدغماً فيها أخرى. ولا يحذفها أبو عمرو؛ لأنَّ التي وليتها غير زائدة، فأشبهت آخر " مُحيٍّ " و " تَزَيٍّ "4.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 هو: أبو عمرو بن العلاء، اختلف في اسمه على واحد وعشرين قولاً أشهرها:" زبان "، هو أحد القُرَّاء السبعة، وأحد أئمة أهل البصرة في اللغة والنحو، توفي رحمه الله سنة 154، وقيل 159 هـ. تنظر ترجمته في أخبار النحويين البصريين ص 28، ومراتب النحويين  ص 32، 42، وطبقات الزبيدي ص 28، وبغية الوعاة 2/231، ونشأة النحو ص 61.
2 تنظر المراجع السابقة في الحاشية 2.
3 ينظر الكتاب 4/395 وما بعدها، وشرح الشافية للرضي 2/45 وما بعدها، والمساعد 4/148، وشرح تصريف ابن مالك لابن إيَّاز ص 147.
4 تنظر المراجع السابقة في حاشية 148.

شارك المقالة:
521 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook