التابعي هو المسلم الذي لقي أحد صحابة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ومات وهو مسلم، هذا الرأي الراجح في تعريف التابعين، أمَّا كبار التابعين فقد وردت أسماء كثيرة لتابعين كانوا من أهل العلم والفقه، وقد اختلف أهل العلم في تحديد أفضل التابعين، وانقسموا في اختياراتهم، حيث يقول أهل المدينة أفضل التابعين سعيد بن المسيَّب، ويقول أهل البصرة إنَّ افضل التابعين هو الحسن البصري، بينما يذهب أهل الكوفة إلى أنَّ أفضل التابعين هو أويس القرني
في الحيث عن كبار التابعين لا بدَّ من أخذ نبذة عن التابعي الجليل أويس القرني، هو أويس بن عامر بن جزء من قبيلة مراد من اليمن، ولد أويس في اليمن وعاش بين أهله في مراد، وسافر إلى الكوفة في طلب العلم، روى عن كبار الصحابة الكرام، كعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- وتتلمذ على يد فقهاء الصحابة، فكان إمامًا زاهدًا تقيًا ورعًا، أدرك أويس القرني زمن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ولكنه لم يره فكان تابعيًا من خيرة التابعين، وقد ذكره رسول الله في صحيح السنة وأثنى عليه وشهد له بالخير والصلاح، وكان أويس من كبار التابعين وأعلمهم وأزهدهم، حتَّى قال العلماء عن التابعين: "الأعلم: سعيد بن المسيب، والأزهد والعابد: أويس"، وقد ناصر أويس القرني علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في معركة صفين وقُتل فيها سنة 37 للهجرة