جاء في شعب الإيمان للبيهقي أن الملائكة كانت أول من حج البيت الحرام، ثم حج البيت آدم عليه السلام، كما جاء في الأثر أنّ الأنبياء جميعاً حجّوا إلى بيت الله الحرام، ومن بينهم نوح عليه السلام، إلّا ما كان من هود وصالح -عليهما السلام- حيث تشاغلوا بأمر دعوة قومهم، فلم يستطيعوا أن يحجوا البيت.
اختلف العلماء في مسألة بناء البيت الحرام، ومن تولى بناءه أول مرة، فذهب أبو جعفر الباقر إلى أنّ الملائكة هي أول من بنت البيت الحرام، بينما رجح آخرون منهم ابن المسيب وعطاء والشيخ الأمين الشنقيطي بأنّ آدم -عليه السلام- هو أول من بنى البيت، بينما ذهب آخرون ومنهم ابن كثير وابن القيّم إلى القول بأنّ أول من بناه هو إبراهيم عليه السلام.
وقيل إن البيت الحرام كان مبنياً قبل إبراهيم عليه السلام، وإنما كانت مهمّته إعادة رفع قواعده التي درست بسبب الطوفان أو غيره، ويدل على ذلك أن الله تعالى قد بوّأ إبراهيم مكان البيت، أي عرفه مكانه، كما يدل على ذلك أمر الله تعالى لإبراهيم أن يُطهّر بيته للطائفين من الأوثان قبل أن يأمره ببنائه، وهذا يدل على أنّه كان موجوداً من قبل، كما إنّ إبراهيم -عليه السلام- قام برفع قواعد البيت الحرام، وهذا يدل على أن أساسات البيت كانت موجودة، وتحتاج إلى من يرفعها فقط
موسوعة موضوع