موضوع حول جامع الفنا

الكاتب: علا حسن -
موضوع حول جامع الفنا.

موضوع حول جامع الفنا.

 

ساحة جامع الفنا

تقع ساحة جامع الفنا في مدينة مراكش شماليّ المغرب، ويعود تاريخ الساحة إلى عهد تأسيس المدينة الحمراء "مراكش" عام 1071م، وهي عبارة عن فناء شعبيّ واسع للتسوّق والترفيه ورواية التاريخ بطريقة خفيفة ومحبّبة للجمهور، حيث يتمّ تقديم عروض فنيّة شعبيّة ذات طابع مغربيّ تتخلّلها حلقات ممتعة ومتنوّعة من فقرات الحكواتيين، والفقهاء، ورواة السيرة النبويّة، ولاعبي الخفة، والمهرجين، والعرافين، ومروضي الأفاعي، ومخضبات الحناء البارعات، التي تبدو وكأنها قطعاً من أحداث تاريخيّة وقعت في زمن غابر، وغادرت كتب التاريخ المغربيّ لتمثل أمام الحاضرين، ويرسم رجال حلقاتها بريشتهم الخاصة علامات الدهشة والإعجاب على وجوه الرواد، وسط تصفيق الحضور وزغاريد النساء.

 

سبب التسمية

تشير العديد من الروايات التاريخية إلى أن ساحة جامع الفنا كانت على مر العصور فناءً لتنفيذ أحكام الإعدام بحق المتمردين والمجرمين، وربما من هنا جاءت التسمية، والبعض يميل إلى نسبة الإسم إلى الدمار الذي يرادف معنى "الفناء"، فيما تدلّ بعض الروايات على أن أصل التسمية يعود للعصر السعدي الذي كانت تشكل فيه الساحة فناءً واسعاً لمشروع المسجد الأكبر الأعظم في القرن السادس عشر بعد الميلاد، ومنها ما ترجع تسميته بالفنا بسبب قربه من قصر الحجر المرابطي الذي "فنا" ووجدت أثاره أسفل جامع الكتيبة.

 

الحلايقيّة

يتجوّل رجال الحلقات في الساحة وسط أجواء صاخبة ومميزة وشبيهة بالأساطير، فتجد من ينفخ المزامير، ومن يقرع الطبول، وهناك من يروي القصص والأحاجي، ومن يردّد الأغانيّ الشعبية والأهازيج، ومن يجول بالساحة يلاعب الأفاعي ويمارس ألعاب الخفة، ويجاورهم من يسمونه ب"العشّاب" أي من يداوي المرضى بالخلطات العشبية والزواحف المحنطة، وغيرها من الأنشطة الأخرى التي يمتع بها الجمهور، وعلى الرغم من قلّة دخلهم فهم لا يتقاضون سوى بضعة دراهم تبعاً لما يجود به الجمهور عليهم كمكافأة مالية وفقاً لاستمتاعهم باللوحات العفوية.

الفنا

تتصاعد الدعوات لحماية هذا التراث الإنسانيّ الذي صنّفته اليونسكو كإرثٍ عالميٍ مشتركٍ، وإعادة تنظيم حلقات ساحة جامع الفنا الشهيرة، بما يليق وأهميتها الثقافية والتاريخيّة باعتبارها (ذاكرة المغرب الحيّة)، ونظراً لكون الساحة عبارة عن سوقٍ مفتوحٍ، فقد سمح ذلك لبعض أصحاب الحرف العشوائية بإحداث الفوضى، وتطبيق قانون الأقوى في المكان، دون مراعاة لخصوصيّة الساحة وجماليتها المعهودة، ما أدّى إلى تراجع أعداد فنانين "الحلايقيّة" جراء استيائهم من الوضع الراهن، الأمر الذي سيؤثّر سلباً على نسبة السيّاح الوافدين للساحة.

 

شارك المقالة:
324 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook