يتكون جسم الإنسان من جزيئات الماء إلى حد كبير، وتتكون هذه الجزيئات من ذرات الهيدروجين والأكسجين ويوجد في مركز كل ذرّة جسيم أصغر يسمى بروتون يعمل كمغناطيس وحساس لأي مجال مغناطيسي، وعادة ما يتم ترتيب جزيئات الماء في الجسم بشكلٍ عشوائي ولكن عند دخول الماسح للتصوير بالرنين المغناطيسي، حيث يتسبب المغناطيس الأول في اصطفاف جزيئات الماء وترتيبها في اتجاه واحد إما شمالًا أو جنوبًا.
ثم يتم بعد ذلك تشغيل وإيقاف المجال المغناطيسي الثاني في سلسلة من النبضات السريعة، مما يتسبب في تغيير اصطفاف كل ذرة هيدروجين لمحاذاة المجال المغناطيسي عند تشغيله ثم التبديل بسرعة إلى حالتها الأصلية (حالة الراحه) عند إيقاف تشغيل المغناطيس.
يؤدي تمرير الكهرباء من خلال ملفات التدرج والتي يتم استخدامها بهدف إنتاج اهتزازات في المجال المغناطيسي ضمن معايير محددة إلى إحداث اهتزاز للملفات والبدء بإنشاء المجال المغناطيسي، مما يتسبب في إنتاج صوت طرق مسموع داخل الماسحة الضوئية.
وبالرغم من أن المريض لا يستطيع أن يشعر بهذه التغييرات، يمكن للماسح الضوئي اكتشافها، ومن خلال اقترانه مع جهاز الحاسوب يمكنه إنشاء صورة مستعرضة مفصلة لطبيب الأشعة.
يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) لقياس النشاط العقلي من خلال مراقبة تدفق الدم إلى مناطق معينة من الدماغ، حيث يزداد تدفق الدم في المناطق التي تنشط فيها الخلايا العصبية وهذا يعطي نظرة ثاقبة على نشاط الخلايا العصبية في الدماغ.
أحدثت هذه التقنية ثورة في رسم الخرائط الدماغية من خلال السماح للباحثين بتقييم الدماغ والحبل الشوكي دون الحاجة إلى الإجراءات الغازية “العمليات الجراحية” أو حقن الأدوية، حيث يساعد الباحثين على التعرّف على وظيفة الدماغ الطبيعي أو المريض أو المصاب بطريقة أسهل.
كما يُستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي في الممارسة السريرية، وتعدّ عمليات التصوير القياسية مفيدة للكشف عن الشذوذ في بنية الأنسجة ومع ذلك يمكن أن يساعد أيضاََ في الكشف عن الحالات الشاذة في النشاط، وباختصار، يختبر التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي ما تفعله الأنسجة بدلاً من شكلها.
على هذا النحو، يستخدم الأطباء التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي لتقييم مخاطر جراحة الدماغ من خلال تحديد مناطق الدماغ المشاركة في الوظائف الحرجة مثل التحدث أو الحركة أو الاستشعار أو التخطيط، ويمكن أيضاً استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي لتحديد آثار الأورام، السكتة الدماغية، إصابات الرأس والدماغ، أو الأمراض التنكّسية العصبية، مثل مرض الزهايمر.
يختلف الوقت اللازم لإجراء فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي من “20 إلى 60” دقيقة، اعتمادًا على جزء الجسم الذي يتم تصويره وعدد الصور المطلوبة وإذ لم تكن الصور واضحة بما يكفي لطبيب الأشعة بعد الفحص الأول بالرنين المغناطيسي، فقد يُطلب من المريض الخضوع لفحص ثانٍ على الفور.
على الرغم من أنّ تقويم الأسنان والحشوات لا تتأثر بالمسح، إلاّ أنها قد تشوه صوراً معينة سيقوم الطبيب والفني بمناقشة ذلك مسبقاً وقد يستغرق مسح التصوير بالرنين المغناطيسي وقتاً أطول إذا كانت الصور الإضافية مطلوبة.
من المهم أن تبقى ساكنًا قدر الإمكان أثناء وجودك في ماسح التصوير بالرنين المغناطيسي؛ وذلك لأنّ أي حركة سوف تشوه الماسح الضوئي وبالتالي فإن الصور الناتجة ستكون ضبابية أو غير واضحة، وفي عمليات التصوير بالرنين المغناطيسي الطويلة بشكلٍ خاص، قد يسمح فني التصوير بالرنين المغناطيسي باستراحة قصيرة في منتصف الإجراء.
سيتمكن الطبيب وأخصائي الأشعة من التحدث مع المريض خلال الإجراء بأكمله ومعالجة أي مخاوف، هذا وقد تتوفر ماسحات التصوير بالرنين المغناطيسي المفتوحة في بعض المواقع لأجزاء معينة من الجسم لمساعدة المرضى الذين يعانون من رُهاب الأماكن المغلقة ويمكن للشخص تناول الدواء قبل الاختبار لتخفيف القلق.
يمكن للمادة الملونة أن تحسن دقة التشخيص من خلال إبراز أنسجة معينة فقد يحتاج بعض المرضى إلى حقن عامل تباين قبل الفحص.
لسوء الحظ لا توجد إجابة بسيطة، ويجب إخبار الطبيب عن الحمل قبل الفحص، حيث كانت هناك دراسات قليلة نسبياً حول تأثير التصوير بالرنين المغناطيسي على الحمل ومع ذلك فقد ألقت المبادئ التوجيهية المنشورة في عام “2016” مزيدًا من الضوء على هذه القضية.
عادةََ لا يوصي الأطباء بمواد متباينة للنساء الحوامل، يجب تقييد عمليات التصوير بالرنين المغناطيسي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل ما لم تعتبر المعلومات ضرورية ففحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي خلال الثلثين الثاني والثالث آمنة عند 3.0 تسلا (T) أو أقل (تسلا هي وحدة قياس القوة المغناطيسية).
تنص الإرشادات أيضًا على أنّ التعرض للتصوير بالرنين المغناطيسي خلال الأشهر الثلاثة الأولى ليس مرتبطاً بالعواقب طويلة المدى ويجب ألا يثير أي مخاوف.