تحدّثت سورة يس عن موقف الأمم السابقة من رسلهم وبيّنت عقوبة تكذيب أنبياء الله والاستهزاء بهم، ودعت إلى التفكّر في مخلوقات الله تعالى وكيفية إحياء الأرض ونمو شتّى أنواع النباتات فيها والأشجار المثمرة من نخيلٍ وعنب، بالإضافة إلى التفكّر في آيات الله وعجائب قدرته من خلال ملاحظة كيفية تعاقب الليل والنهار وجريان الشمس والقمر في فلكٍ واحد، ومن الآيات المعنيّة بهذا الشأن قول الله تعالى: {وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ}، وقد قال الإمام الطبري عند تفسيره لهذه الآية أنّ الله تعالى يذكر للخلق دليلًا آخر على قدرته التامّة الكاملة واستطاعته فعل أي شيء، وهذا الدليل هو نزع النهار عن الليل، فمعنى "منه" في هذه الآية بمعنى "عنه"، فالله تعالى يسلخ النهار عن الليل فتأتي الظلمة ويذهب النهار، وقد ذُكر الانسلاخ في مواضع أُخرى من القرآن، ومنها قوله تعالى في سورة الأعراف: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ