إنَّ التفسير الإجمالي لقول الله تعالى: {وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ۖ كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ۖ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- يعدد النعم التي أنعم بها على بني إسرائيل وهم في مدة التيه بين مصر والشام، وأول هذه النعم أنَّ الله أرسل عليهم السحاب ليظللهم به من حرِّ الشمس الحارقة، وثاني هذه النعم أن أرسل إليهم الطعام اللذيذ المشتهى من غير تعبٍ منهم وهذا الطعام هو مادة صمغية تنزل على الشجر وحلاوته تشبه حلاوة العسل بالإضافة إلى طائر السلوى لذيذ اللحم الذي كانت تسوقه إليهم ريح الجنوب فيمسكونه بأعلى درجات السهولة ومن غير تعبٍ منهم، ثمَّ أمرهم بأن يأكلوا من شهيِّ الرزق وطيِّبه الذي رزقهم إيَّاه