بعد معرفة الطّريق المؤدّي إلى نيل رضا الله تعالى، سيتمّ شرح معنى الآية: وعجلت إليك رب لترضى بالشرح التفصيلي، ولا بدّ من المرور بما قبلها وهو صدر الآية الكريمة، وهو قول الله تعالى على لسان موسى، عليه السّلام: {قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَىٰ أَثَرِي}. ولذلك سيتمّ تفسير الآية الرّابعة والثّمانين من سورة طه على شقّين، ثمّ الحديث عن قراءة: {هم أولاء على أثري} كالآتي:
فقول الله تعالى على لسان موسى: {قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَىٰ أَثَرِي}.لا يقصد موسى عليه السّلام أنّ أهله يتتبعون أثره ويسيرون خلفه، إنّما يقصد في كلامه هذا بأنّهم قريبون منه وينتظرون عودته إليهم، وهناك من قال: بأنّ هارون كان مأمورًا بأن يسير ببني إسرائيل متتبعًا أثر أخيه موسى لاحقًا به، وعندما وصل موسى جانب الطّور، لم يتمالك نفسه بأن يبقى يسير على سير قومه، فتركهم مسرعًا شوقًا للقاء ربّه وسماع كلامه وعندما شعر بطول المسافة لشدّة اشتياقه لربه ضاق صدره، فشقّ قميصه تاركًا كلّ من معه خلفه قاصدً ربّه وعند وصوله خاطبه الباري سبحانه: {وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَى}. فاحتار –عليه السّلام-في الجواب ثمّ قال: {هُمْ أُولَاءِ عَلَىٰ أَثَرِي}.قد سأله الله تعالى عن السبب الذي أعجله بالاستفهام بما فكان إخباره عن مجيئهم بالأثر. ثمّ أتبع قائلًا: {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ}