ما هو معنى آية: وعنت الوجوه للحي القيوم، بالشرح التفصيلي؟ تمرّ في سورة طه آية قرآنيّة في نهايات سورة طه يقول فيها الحقّ سبحانه وتعالى: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا}وفي هذه الآية يقول أهل التفسير إنّ المقصود بقوله تعالى {عَنَتِ الْوُجُوهُ} أنّها تذلّ وتستسلم لله تعالى، وبه قال ابن عبّاس -رضي الله عنهما- فيما نُقل عنه من بعض المُفسّرين وبعض السّلف؛ إذ العنوّ أصله الذلّ، فمنه قالوا عنا وجه فلان لربّه إذا خضع وذل، ومنه قالوا للأسير عانٍ؛ لذلّ الأسر، واختار بعض السلف أنّ المقصود هو الخشوع؛ عنت الوجوه إذا خشعت، وهو قول مجاهد بن جبر التابعي المعروف اختصارًا بمجاهد، وذهب بعض السلف إلى أنّ المقصود بهذه الآية هو السجود لله -تعالى- وإظهار الذل إذا سجد الرجل على يديه وركبتيه وقدميه وجبهته وأنفه، وهو قول طلق بن الحبيب التابعي المعروف، وللعلماء في تأويل العنو مذهبان الأوّل أنّه في الآخرة يوم القيامة، والثاني أنّه في الدنيا وقد كنّى بالوجوه عن الناس