قبل البدأ ببيان معنى قول الله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ}،سيتم الحديث عن أصحاب السبت والتعريف بهم، وأصحاب السبت هم جماعة من بني إسرائيل، عاشوا في قرية من قرى بني إسرائيل المطلة على البحر، وعلى ذلك فمن الطبيعي أن يكون عمل أغلب أهلها في صيد الأسماك، وتبدأ قصتهم من حيث إنَّ الله -عزَّ وجلَّ- حرّم عليهم الصيد يوم السبت ثمَّ ابتلاهم بكثرة الحيتان في هذا اليوم حتى أنَّه كان باستطاعتهم صيدها باليد؛ وكان نتيجة ذلك أن أصرَّ بعض أهل هذه القرية على الصيد فقاموا بعمل حيلة وهي وضع الشباك يوم الجمعة لتمتلئ بالحيتان يوم السبت، ثمَّ يقومون بإخراج ما تمَّ اصطياده يوم الأحد، وعندما قاموا بشوائها تسائل النَّاس فقاموا بإخبارهم، وحينها انقسم المجتمع إلى ثلاثة أقسام، قسمٌ أعجبتهم الحيلة وقاموا بتطبيقها، وقسمٌ كرهها، وقسمٌ أغضبهم ما فعل القسم الأول فقاموا بنصحهم وإرشادهم واستمروا على ذلك، لكن عندما أصرَّ القسم الأول على عنادهم قام أهل الإصلاح بمغادرة القرية وبناء سورٍ بينهم وبين العصاة، وعندها عاقب الله -عزَّ وجلَّ- هؤلاء العصاة بمسخ شيوخهم إلى خنازير، وشبابهم إلى قردة