تُمثل حضارة العُبيد الثقافة الرئيسة التي تُنسب إلى العصر الحجري الحديث في منطقة شرقي الجزيرة العربية، وقد عُرفت الدلائل الأولى لحضارة العُبيد في بلاد وادي الرافدين في أوائل القرن العشرين الميلادية، نسبة إلى موقع تل العُبيد الواقع قرب مدينة أور جنوب العراق  .  وقد قسمت حضارة العُبيد إلى أربع مراحل، أقدمها العُبيد 1، من نحو 5300 - 5100 ق.م، يليها العُبيد 2، من نحو 5100 - 4300 ق.م، والعُبيد 3، من نحو 4300 - 3900 ق.م، والعُبيد 4، من نحو 3900 - 3500 ق.م  .  لقد اكتشفت معالم العُبيد 1 في الطبقة السفلى من موقع (أريدو) جنوبي العراق، أما العُبيد 2، فقد اكتشف في موقع (حاج محمد)، وسُمّي الفخار الذي وجد فيه باسم الموقع نفسه  .  ويتميز فخار العُبيد 2 بانتشاره جغرافيًا، أكثر من فخار العُبيد 1، وكلاهما انحصر انتشاره جنوب العراق ووسطه

 

أما بالنسبة إلى فخار العُبيد 3 و 4، فإن انتشارهما الجغرافي يبدو أكثر اتساعًا، حيث وجدت دلالاتهما في المناطق الشمالية من بلاد الرافدين، وشمال شرق سورية، وجنوب غرب إيران، ومنطقة الخليج العربي.

 

ويتميز فخار العُبيد بتُعَدّد أشكاله وزخارفه، مع اختلافه من مرحلة إلى أخرى، كما يتميز بقلة الشوائب، وتلوينه في الغالب بلون واحد فقط يراوح ما بين اللون الأسود المائل إلى البُني، أو الأحمر الفاتح، أو البُني. وغالبًا ما يُعرّض الفخار لدرجة حرارة عالية، ما يجعل كسره صعبًا  .

ذُكِرَ فخار العُبيد في شرقي الجزيرة العربية لأول مرة بعد العثور، في أواخر الستينيات الميلادية، على كميات كبيرة من الأدوات الصوانية التي شملت رؤوس السهام،  والسكاكين، والمكاشط، والمثاقب، والشظايا الحجرية؛ بالإضافة إلى آلاف القطع الفخارية  التي تغطي سطح موقع الدوسرية جنوب مدينة الجبيل بالمملكة العربية السعودية   التي تم إيداعها لاحقًا لدى إدارة الآثار والمتاحف في الرياض.