آثار العصور الإسلامية بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
 آثار العصور الإسلامية بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

 آثار العصور الإسلامية بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.

 
 
كانت المدينة المنورة تعرف باسم (يثرب)، وذلك قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إليها، فقد ورد اسمها بهذه الصيغة من الكتابات العربية القديمة، مثل النقوش النبطية 
وتُعد يثرب إحدى أهم مدن الحجاز المتحضرة، ومركزًا تجاريًا وثقافيًا في فترة ما قبل الإسلام، وبلغت أوج مجدها، واكتسبت أهميتها ومكانتها بعد أن خرج النبي صلى الله عليه وسلم إليها مهاجرًا من مكة، إذ قال صلوات الله عليه وسلامه: " اللهم إنك أخرجتني من أحب أرضك إليَّ فأنـزلني أحب أرض إليك "  .  وإذا كان تاريخ المدينة زاخرًا في فترة ما قبل الإسلام، فإن هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم قد حولتها إلى (مدينة) بمفهوم حضاري واضح، وانسحب على تسميتها فسميت (المدينة)، وأصبحت مهبط الوحي، وصارت عاصمة الإسلام، ومقرًا للخلفاء الراشدين، وإليها تشد الرحال: " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى "  
 
وتُعد يثرب مبتدأ نشأة المدينة الإسلامية وتخطيطها بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إليها، وبها وضعت اللبنات الأولى لبذور العمارة الإسلامية وتكويناتها المعمارية الجديدة، وكان المسجد الجامع نواتها، بالإضافة إلى مساجد الصلوات الخمس   
 
واتسمت المدينة بكثرة أسمائها، فقد أورد السمهودي   أكثر من مائة وخمسة عشر اسمًا منها: طابة، طيبة، المباركة، المختارة، مدينة الرسول، دار الإيمان، دار الأبرار، دار الأخيار، دار الهجرة، دار الفتح، قرية الأنصار، ذات النخل، ذات الحرار، بيت رسول الله، سيدة البلدان، جزيرة العرب، أما بالنسبة إلى تسميتها المدينة المنورة فهي تسمية متأخرة ويرجح أنها ترجع إلى العهد المملوكي؛ نظرًا لاهتمام سلاطين المماليك بالحرمين الشريفين  
 
وكانت المدينة - بالإضافة إلى مكة المكرمة - موضع اهتمام من قِبل الخلفاء والحكام على مر العصور التاريخية، وهو ما ساعد على ازدياد النمو العمراني للمدينة، كما حظيت المنشآت المعمارية بشكل عام، والمسجد النبوي بشكل خاص، بالعناية والرعاية والتجديد والإضافة، ما أخرج هذه المنشآت عن صورتها الأولى  .
 
أسهبت المصادر التاريخية والجغرافية وكتب الرحلات في وصف المنشآت المعمارية بالمدينة المنورة، وأعمال التجديد، والإضافة التي قام بها الخلفاء والسلاطين على مرِّ العصور، بالإضافة إلى عمائرهم التي شيدوها فيها من: مساجد، ومدارس، وأربطة، وتكايا، وحمامات، وبرك، وأسبلة، وقصور، ودور، بالإضافة إلى الأسوار والبوابات وغيرها، كما تضمنت هذه العمائر كثيرًا من اللوحات الكتابية التأسيسية نقشت بخطوط متنوعة   
 
ويعد الجزء الواقع ضمن نطاق المدينة المنورة من طريق الهجرة النبوية الشريفة، وما ارتبط بها من أمكنة ومعالم تاريخية أقدم الشواهد الأثرية الإسلامية بالمدينة المنورة   
 
شارك المقالة:
69 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook