آثار العصور الحجرية في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
 آثار العصور الحجرية في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

 آثار العصور الحجرية في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية.

 
اشتهرت منطقة عسير عن بقية مناطق المملكة بطبوغرافيا خاصة، تمثلت باحتوائها على سلسلة جبلية عالية الارتفاع، إذ يبلغ ارتفاعها أكثر من 3000م فوق سطح البحر، ومُناخ يتميز بالرطوبة والبرودة معظم أيام السنة. ومن هنا يتضح أن المنطقة لا تعاني أي نقص في مواردها الطبيعية التي تمثل عصب الحياة، ليس للجماعات البشرية وحدها، بل لبقية الكائنات الحية كلها.
 
كما يوجد عدد من الأودية التي تصب من الجبال المرتفعة، وتنحدر باتجاه الشرق والغرب نحو الهضاب والمناطق المنخفضة، وهذا بدوره أسهم في اتساع الرقعة الجغرافية التي تتوافر فيها الموارد المعيشية، وما يترتب على ذلك من توزع جغرافي للجماعات البشرية التي تعتمد على قربها من الموارد الطبيعية الأساسية. كما أن جيولوجيا منطقة عسير، والتنوع الملحوظ في الخامات الحجرية التي تتوافر فيها قد أسهما في سهولة حصول الجماعات البشرية على المواد الأولية التي تستخدمها في صنع أدواتها وأسلحتها.
 
وتمثل محافظتا بيشة وتثليث في منطقة عسير سهلاً منبسطًا يشتمل على القمم البركانية والبروزات الصخرية؛ عدا أجزاء صحراوية محدودة إلى الشرق من تثليث. وإلى الغرب من سلسلة جبال السروات تقع تهامة عسير التي تمر بها أودية تصب في البحر الأحمر.
 
إن الطبيعة الجغرافية المتنوعة لمنطقة عسير تُشير إلى إمكانية تحصُّن الجماعات البشرية في المناطق المرتفعة والكهوف والملاجئ الصخرية عند الحاجة، في حين يمكنهم الانتقال إلى المناطق الأكثر انبساطًا إلى الشرق أو الغرب من سلسلة جبال السروات عند توافر الدواعي والظروف الملائمة.
 
ومما لا شك فيه أن بيئة المنطقة - على العكس من بقية أجزاء المملكة ذات الطبيعة الصحراوية - قد ساعدت الجماعات البشرية على التمتع بما يتوافر من موارد غذائية جمّة؛ نتيجة هطلان الأمطار معظم فصول السنة، التي بدورها ساعدت على نمو النبات وتكاثر الحيوانات البرية. وبالإضافة إلى الموارد الغذائية فقد تمتعت المنطقة بوفرة المواد الحجرية الخام، مثل: الأحجار البركانية، والصخور النارية، مثل: الاندسايت، والرايوليت، والبازلت، وغيرها، التي تمت الاستفادة منها في صناعة الأدوات الحجرية.
 
لقد أظهرت الدراسات والمسوحات الميدانية التي قامت بها وكالة الآثار والمتاحف في بداية القرن الهجري الحالي وجود عدد من المواقع الأثرية التي تنتمي إلى فترات حضارية متعددة؛ بدءًا من العصر الحجري القديم ووصولاً إلى الفترة التاريخية. وقد تنوعت هذه المواقع الأثرية، من حيث فترتها الحضارية وطبيعة بقاياها الأثرية، مما يشير بوضوح إلى قدم الاستيطان البشري في المنطقة.
 
شارك المقالة:
51 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook