آثار الممالك العربية بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
آثار الممالك العربية بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

آثار الممالك العربية بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.

 

الآثار الثابتة

 
تتمثل المادة الأثرية الثابتة في الإنشاءات المعمارية العائدة إلى فترة الألف الأول قبل الميلاد والنصف الأول من الألف الأول الميلادي، وهي الفترة المعروفة في التسلسل الزمني لحضارات الجزيرة العربية باسم ثقافات الممالك العربية، وتشتمل هذه المادة الأثرية في الغالب على المنشآت المعمارية في المستوطنات العائدة إلى تلك الفترة والمتمثلة في الدور السكنية، وبيوت العبادة، إضافة إلى الأسوار، والمقابر، والآبار، والقنوات المائية.
 
1 - جزيرة تاروت:
 
أشارت المواد المكتشفة تحت أساسات القلعة في تاروت إلى أربع مراحل تاريخية تمثل الاستيطان في الموقع، يعود أقدمها إلى فترة حضارة العُبيد الثانية 4300 - 4000 ق.م، وقد استمر الاستيطان بالموقع حتى القرن الخامس قبل الميلاد  . 
 
كما أظهرت الأعمال الاستكشافية في تل الرفيعة بجزيرة تاروت أيضًا أن هذا الموقع يضم بقايا آثار استيطان قديم، ومدافن قديمة  غنية بالُلقى الأثرية تشير إلى نمط مستمر من الاستيطان فيه امتد من منتصف الألف الثالث حتى القرن الثالث قبل الميلاد، وكُشف في الموقع عن مقبرة كبيرة تحتوي على عدد من قبور النواويس (Cistgraves) المشيدة من الجص الخام على غرار تلال مدافن جاتوسان في البحرين. وأُرخت هذه القبور استنادًا إلى دراسة المادة الأثرية المأخوذة منها بالعصر الهلينستي  .  وظهرت في خندقين صغيرين حُفرا في تل تاروت طبقتا إعمار تستقران فوق مستوى الألف الثاني الباكر وتتضمنان جدرانًا بنائية ضخمة أُرخت بالعهد السلوقي بناءً على الفخار المكتشف معها  
 
2 - جنوب مطار الظهران: 
 
توجد منطقة أثرية تضم مستوطنة كبيرة، وطريقًا قديمًا يخترق الموقع   جنوب مطار الظهران وعلى بعد نحو أربعة كيلومترات منه، ويوجد إلى جوارها حقل مدافن تلالية يحوي 900 مدفن تم حفر ستين مدفنًا منها، ووجد أن عددًا من هذه المدافن يمكن أن يعود تاريخها إلى العهد السلوقي أو الفرثي استنادًا إلى فخارها وبعض المعثورات الأخرى المكتشفة فيها  .  وقام أحد الهواة في عام 1389هـ /1969م بالتنقيب في موقع جنوب مطار الظهران وكشف جانبًا من مبنى حجري صغير مجصص، بالإضافة إلى كوات عوارض السقف الأصلية، وزين المبنى من الخارج بزخارف تتمثل في زهر زنبق ملون بالأحمر والأخضر  
 
وفي عام 1397هـ /1977م مُسح موقع أثري جنوبي مطار الظهران سجل بالرقم 208 - 91 في سجلات إدارة الآثار والمتاحف، حيث جرى تنقيب اختباري في مواجهة أحد الجدران الداخلية لمبنى تبين أنه من أكبر المعالم المعمارية، ويمثل منشأة دفاعية (91 ج)، ومعلم آخر هو بقايا قناة مائية تجري مياهها بصورة متقطعة من الشمال إلى الجنوب منحدرة، مما يشير إلى احتمال أن تكون عينًا للمياه، أما المنشأة الدفاعية فهي حصن دفاعي أو قلعة خماسية الأضلاع، مشيدة من الحجارة الصغيرة، يبلغ طول الضلع الواحد منها 22م، وفي كل ركن من أركانها برج دائري بارز، فضلاً عن أسوار سمكها نحو 2.7م، كما تظهر الأبراج متممة للأسوار ما عدا السور الجنوبي الشرقي الذي يبدو مسطحًا من جسم القلعة بارزًا تسنده إحدى الدعامات، وتم الكشف عن ثلاثة مستويات على عمق 1.9م، يتألف كل مستوى من الرماد، والرمال الباهتة مع بعض قطع الفحم النباتي، والمتحجرات الرملية، وكسر الفخار، وتتخلله طبقة رقيقة من الرمال النظيفة. ولسوء الحظ فقد ظهر خلط بين قطع الفخار الإسلامي والفخار الهلينستي في كل المستويات الثلاثة، ما يصعب معه الإفادة عن تاريخ المبنى، إلا أنه من المرجح أنه يعود إلى العهد السلوقي أو الفرثي  
 
3 - منجم الملح:
 
وعلى سطح موقع منجم الملح الأثري الذي يبعد زهاء 25كم إلى شمال غربي العقير توجد آثار جدران مبانٍ ترتفع عن السطح بمقدار 10 - 30سم، إذ تمكنت البعثة الدنماركية عام 1388هـ /1968م من تعيين بعض المنشآت البنائية في الموقع وتأريخها إلى العصر الهلينستي، ومنها: مبنى مربع الشكل له سور واقٍ، ويعلوه آخر طيني، يبلغ طول الجانب الواحد منه 50م. وحفرت البعثة المذكورة خندقًا اختباريًا صغيرًا في المكان الذي أُطلق عليه اسم حصن السبخة أو حصن البر الداخلي، وتبين أنه حصن مشيد من أحجار منحوتة ضخمة بلغ قياس بعديه نحو 49×52م، وعُثر في الخندق على عدد من الكسر الفخارية التي يمكن مقارنتها بأنواع الفخار المعروف في ثاج والبحرين من العصر الهلينستي، إضافة إلى آثار جدران لمنشآت معمارية أخرى تقع إلى الشرق وإلى الجنوب الشرقي من الحصن، أما الجنوب الغربي منه فتوجد به مجموعة من المقابر الركامية المسيجة  
 
4 - ثاج:
 
وفي موقع ثاج الأثري  على مسافة نحو 80كم جنوب غرب مدينة الجبيل على بعد نحو 150كم إلى الشمال الغربي من مدينة الظهران، تشغل الأطلال والخرائب الأثرية للمدينة القديمة مساحة كبيرة بالإضافة إلى وجود عدد من التلال الأثرية التي يُعتقد أنها تغطي مباني منفصلة وضخمة من قصور وأبراج ومعابد، كما يوجد سور كبير يحيط بالمدينة يمكن مشاهدته من على سطح الموقع، وهو مشيد بالحجارة المشذبة، ومن المؤكد أن السور كان يحيط بالمدينة من جميع جهاتها على الرغم من أن الجدار الشمالي منه الواقع في السبخة غير واضح المعالم، حيث تغطي السبخة معظم أجزائه، ولكن يمكن الكشف عنه بسهولة متى أزيل من فوقه قدر ضئيل من طبقة السبخة، وبني جدار السور على شكل متوازي أضلاع غير منتظم يبلغ محيطه 2535م تقريبًا؛ إذ يبلغ طول الجدار الشرقي 535م، وطول الجدار الغربي 590م، وطول الجدار الجنوبي 685م، أما الجدار الشمالي فعلى الرغم من عدم وضوحه عند الركن الشمالي الشرقي فإن طوله يبلغ نحو 725م عند نقطة التقائه مع الجدار الشرقي؛ وبناءً عليه فإن سور المدينة لا توجد فيه زوايا قائمة تلتقي فيها جدرانه، ويراوح قياس الزوايا المسجلة له بين 930 َ 80° و 930 َ 105 ْ درجة، فضلاً عن تميزه بشكل غير منتظم في جميع الجدران، فهو يراوح بين أربعة أمتار في بعض أجزائه و 4.95م في أجزاء أخرى منه.
 
وفي المنطقة الواقعة داخل السور توجد تلال أثرية يمكن رؤية سطوح جدران وحداتها السكنية بوضوح من على سطح الموقع، كما يمكن مشاهدة ممرات يراوح عرضها بين 5 و 6م تقريبًا من المرجح أنها تمثل شوارع للمدينة في داخل السور، ويحتوي كل ركن من الأركان على برج بارز له شكل معين، ولا توجد بوابة أو مدخل واضح يمكن تمييزه في أي من جدران السور الأربعة، ويشاهد على السور أبراج بارزة بوضوح على طول جداره الشرقي، في حين لا يسهل تمييزها على الجدران الأخرى، وهي تبرز عن السور بمقدار 5 - 6م وبعرض نحو 4.5م، ويبعد كل برج عن الآخر بمقدار 40م، ويعد البرج الجنوبي الغربي الذي نفُذ فيه تنقيب محدود عام 1403هـ /1983م الأفضل بين أبراج الزوايا الأربعة فهو لا يزال في حالة جيدة.
 
وفي الجهتين الجنوبية والشرقية، والجهة الجنوبية الغربية خارج نطاق سور المدينة يوجد عدد من التلال الأثرية السكنية ربما تمثل منازل كبيرة أو وحدات معمارية ذات علاقة بشعائر تعبدية أو مناسبات اجتماعية أو لخدمة القوافل التجارية القادمة إلى المنطقة أو ما شابه ذلك  .  وعلى بعد كيلومتر واحد تقريبًا من السور في الجهتين الجنوبية والجنوبية الشرقية من المدينة توجد تلال ركامية ذات قمم مستديرة ومقعرة، تنتشر على مساحه تبلغ نحو 300×200م، ويمكن رؤية أساسات البناء على بعض هذه التلال بوضوح  . 
 
وتوجد كذلك بعض الآبار في المنطقة المحيطة بثاج، يبلغ عددها نحو عشرين بئرًا، قطر فوهة الواحدة منها يصل إلى أربعة أمتار، وعمقها يراوح بين خمسة وستة أمتار، وهي آبار مطوية بقطع من الحجارة الكلسية الضخمة شيدت خلال فترتين مختلفتين؛ إذ إن المداميك السفلى بنيت بحجارة مشذبة، في حين بنيت العليا بحجارة كلسية غير مشذبة  
 
5 - عين جاوان: 
 
أفادت المسوحات الميدانية والحفريات الاختبارية في موقع عين جاوان بمحافظة القطيف في المنطقة الشرقية، الواقع إلى الشمال الغربي من خليج تاروت على مسافة 3كم من الساحل، وإلى الشمال من بلدة صفوى بنحو 6كم، والمسجل بالرقم 208 /129 في سجلات إدارة الآثار والمتاحف، بأن الموقع هو مستوطنة أثرية كبيرة يبرز فوق سطحها رؤوس جدران مبنية بالحجر الجيري والطين، ومغطاة من الداخل بطبقة ملاط جصية بيضاء، ويحتوي أيضًا على سلسلة من المدافن الركامية أو التلالية مبنية بحجارة جيرية تربط بينها مونة طينية. ويتألف المدفن الركامي الواحد من القبر الرئيس وتلحق به قبور ثانوية، وتتميز مدافن عين جاوان الركامية بصغر حجمها قياسًا بمثيلاتها في مواقع أخرى بالمنطقة، مثل: مدافن جنوب مطار الظهران وعين السيح  .  وفي ضوء نتائج الحفريات الاختبارية التي نُفذت في الموقع يتضح أنه يحتوي على سبع طبقات أثرية ضمن ثلاث مراحل استيطانية، الأولى تؤرخ لما قبل القرن الرابع قبل الميلاد، وبعدها مرحلتان معاصرتان لمنشآت معمارية يعود تاريخها إلى الفترة الهلينستية ثم الرومانية ثم البيزنطية، أي أن الاستيطان في الموقع امتد من القرن الخامس قبل الميلاد حتى القرن السادس الميلادي  .  والكشف على أحد مدافن الموقع في حفرية إنقاذية وجد أنه يتكون من مدخل خارجي يُفتح على دهليز مسقوف يُفضي إلى قاعة كبيرة مستطيلة الشكل أبعادها نحو 25×70 قدمًا، وتُفتح في جدرانها خمس حجرات دفن صغيرة (كهوف)، في حين تعلو القائمة الرئيسة غرفة دفن إضافية، وشيد هذا المدفن بالحجر الكلسي المحلي المغطى بملاط جصي من الخارج، وتتكون واجهات الجدران من الداخل من حجارة كلسية مستطيلة ومهذبة ومثبتة بقليل من الطين، وعلى الرغم من أن المدفن الرئيس وُجد منهوبًا إلا أنه عُثر خارجه على أربعة توابيت حجرية، ومن المرجح أن هذا المدفن يعود إلى إحدى الأسر الكبيرة في عين جاوان ذات المكانة الاجتماعية المرموقة  
 
6 - الدفي:
 
على سطح موقع الدفي الأثري في شمال غربي مدينة الجبيل الصناعية تنتشر الأحجار الجيرية  بشكل عشوائي، وتكوّن في بعض الأحيان أكوامًا صغيرة توحي أن بعض المباني الحجرية كانت قائمة في هذا المكان، إضافة إلى ذلك تنتشر على السطح كميات كبيرة ومتنوعة من الكسر الفخارية غير المزججة ومجموعات قليلة من كسر الخزف المدهون بالطلاء القلوي.
 
وأظهرت المسوحات الميدانية والتنقيبات الاختبارية التي أجريت في الموقع أنه يضم مستوطنة عربية قديمة تم الكشف فيها عن بقايا مبانٍ مشيدة من الأحجار الجيرية المقطوعة والمشذبة، من أهمها: بقايا مبنى مميز من الحجر الجيري استخدم الجص الأبيض مونة بين أحجار بنائه، وفي تكسية الأرضيات وبعض جدرانه، وبعد دراسة تلك المباني ومقارنتها بمثيلاتها في مواقع أخرى معاصرة لها تبين أنها قد تكون أجزاء من بناء ديني أو رسمي، أو قصر لشخصية ذات مكانة اجتماعية عالية  
 

 الآثار المنقولة

 
1 - منجم الملح:
 
عُثر في موقع منجم الملح  على ختمين أسطوانيين: الأول عليه صورة حيوانين متقابلين من ذوات الأربع أحدهما: مجنح، والثاني: عليه صورة فتاتين ترتدي كل منهما تنورة وتمسك إحداهما بصولجان أو مشعل والأخرى بعصا، ويجثم إلى اليمين كلب فوقه وجه مثلث عريض. ووجد في الموقع نفسه حلق (قرط) ذهبي هلالي الشكل معلق بسلك ذهبي، أُرخ إلى فترة العصر الآشوري الحديث - البابلي الحديث والإخميني. ووجدت في موقع منجم الملح أيضًا ستة أختام أسطوانية ترجع إلى العصر الحديدي الآشوري الحديث، أهمها: ختم يصور حيوانًا خرافيًا مجنحًا يطارد غزالتين تقفزان وتنظران إلى الخلف  
 
في عام 1373هـ /1954م عُثر في مدرة الشمالي على مجرفة نحاس تحمل حرف الدال منقوشًا بخط المسند، وهي تُماثل كثيرًا مجرفة أخرى من الفترة الثانية في الرميلة  .  وعُثر كذلك على قطعة من سوار ذهبي مسبوك ينتهي برأس ثعبان مزخرف في نواحي منطقة الدمام - الظهران - الخبر  
 
2 - جنوب الظهران:
 
عُثر على أحواض استحمام في شكل توابيت (bath tub coffins) في جنوبي الظهران شبيهة بتوابيت البحرين  .  وفي بعض المدافن الركامية من جنوب الظهران العائدة إلى الألف الأول قبل الميلاد، وتحديدًا في فترة ما قبل العهد السلوقي، كُشف عن جرار ضخمة تتسع رقبتها تدريجيًا نحو الخارج تَُذَكّر بآنية قلعة البحرين، وطاسات من الحجر الصابوني المحزز، بعضها مزود بصنبور  .  ووجدت أيضًا مجموعة من الأختام المثيرة للإعجاب تتمثل في أختام مستوية على شكل الجُعل المصري بعضها عليه كتابات هيروغليفية، وأختام مستوية نصف كروية أقرب إلى التقليد البابلي الحديث والإخميني، وأختام أخرى مستوردة من جنوب الجزيرة العربية  .  ووجدت أيضًا رؤوس سهام نحاسية، ورؤوس حديدية، وأساور نحاسية وخواتم، وخرز، وأصداف بحرية كبيرة، ومجموعة أنوال، وأقراط للأذن، كما وجدت لعبة مؤلفة من سلطانية بيضاء صغيرة مع خمس كرات حجرية صغيرة أربع منها سوداء وواحدة بيضاء، ووجدت كذلك أوعية خزفية مصنوعة يدويًا ذات سطوح خارجية مرقشة باللون البني الفاتح وسوداء من الداخل، وأكواب صغيرة تكثر فيها المصبّات الناتجة من ثَقب حافة الكوب، وجرار كبيرة كثير منها ذو قاعدة مقعرة بها زخرفة مطبوعة كالسلال  
 
3 - جزيرة تاروت:
 
عُثر على لُقى أثرية مميزة في عدد من قبور النواويس المكتشفة في تل الرفيعة بجزيرة تاروت، وهي تعود إلى العصر الهلينستي، وتتضمن صحون السمك الفخارية المزججة، وشاهد قبر أبعاده 42×29×9سم مزخرف بوردة ويحمل نصًا يونانيًا هو الوحيد المعروف حتى الآن في المنطقة الشرقية - باستثناء النص الموجود على مقبض الأحفورة الرودسية من ثاج - مؤداه " حبيب إيل نومات. تحيات "  .  وعُثر كذلك في المنطقة نفسها بين الأنقاض على مسلات شواهد قبور كثيرة  من حجر الفرش أو الصخر البحري تُمثل رأسًا بيضاويًا بأعلى بدن نصف أسطواني، في أسفله وتد يُثَبّت في داخل قاعدة من الحجر، كما عُثر على زوج من أوعية فخارية صغيرة ذات حافة مستقيمة ولها صنبور، ومجموعة مؤلفة من خمسة أكواب صغيرة صفراء برتقالية  ذات حافة ملتوية، ويبدو أنها جميعًا صناعة محلية.
 
واكتشفت أيضًا في حفريات المدافن في تل تاروت كمية غير محددة من الفخار المزجج، بعضها ما زال سليمًا، وتتمثل في صحون وأحفورات من نمط بلاد ما بين النهرين، وقنينة كروية البدن  
 
4 - فريق الأطرش:
 
عثرت البعثة الدنماركية الثانية في موقع فريق الأطرش  على إبريق أخضر مزجج وكؤوس جؤجؤية بسيطة، بعضها مدهون بطلاء أحمر محزز، ولها قرائن مشابهة في ثاج، وزبديات بعضها ذو تزجيج رمادي، وأخرى من فخار أصفر مزخرفة ومدهونة من الداخل بالأحمر لها ما يشابهها في ثاج والبحرين  
 
5 - جنوب مطار الظهران:
 
في موقع جنوب مطار الظهران نَقّب فيه أحد الهواة عام 1389هـ /1969م، فعثر  بالقرب من مبنى حجري صغير على جرة صغيرة بداخلها كنـز هائل من الحلي يشتمل على 27 حجر عقيق أحمر، وسبعة أحجار جمشت، وثلاث خرزات عقيق مزينة بطوق، وخاتم ذهب مرصع بفص من حجر كريم عليه صورة آلهة النصر نايكي المجنحة، وثلاثة أزواج أقراط ذهب متقنة الصناعة، وسوار ذهب أجوف عليه صورة وعل مزخرف الرأس وتنتهي أطراف الأساور بصورة حيوانية، كما عُثر في الموقع على سبع وعشرين حلية ذهبية صغيرة شملت الخرز المربع، والمستطيل، والمستدير، والمزخرف بحبيبات، وغيرها. وبما أن هذا الكنـز يضم قطعًا متباينة التواريخ فإنه من الصعوبة بمكان إعطاء تاريخ محدد له على الرغم من أن كثيرًا من القطع تعود إلى الفترتين السلوقية والإخمينية  
 
كما نتج من التنقيبات الأثرية التي قامت بها إدارة الآثار والمتاحف في مدافن جنوب مطار الظهران جمع مادة أثرية منقولة ضخمة شملت مجموعات كبيرة من الأواني الفخارية، والأواني الحجرية المصنوعة من الحجر الصابوني، والأختام، ومجموعات من المصنوعات المعدنية المشغولة من الحديد والنحاس والذهب، والمكاحل المصنوعة من العاج، والمجامر الصلصالية متنوعة الطرز، ومجموعات كبيرة من الخرز مصنوعة من مواد متنوعة: كحجر العقيق المؤطر، والعقيق الأحمر، والعقيق المحفور، والحجر الصابوني، والأصداف، والخرز الصيني المفصص، ومجموعات من الأواني الزجاجية، وكميات من العظام، وعدد من النقوش الثمودية  
 
6 - ثاج: 
 
أما في ثاج فقد أميط اللثام عن مادة أثرية منقولة ضخمة ومتنوعة تتمثل في الأواني الفخارية؛ وهي من الفخار الأحمر أو الأحمر الكريمي أو البني أو الأسود، وقليل منها يعود إلى فترة قبل أو بعد العصر الهلينستي.
 
تنقسم مجموعة الأواني الفخارية في ثاج إلى: أوانٍ فخارية غير مدهونة، وأوانٍ فخارية مدهونة، وأوانٍ فخارية مزججة، وتتنوع تلك الأواني من ناحية أشكالها إلى زبديات صغيرة، وزبديات جؤجؤية، وكؤوس صغيرة أو أكواب، وجرار صغيرة بمقابض أو من دون مقابض، وجرار تخزين، وأطباق قرابين متنوعة من الفخار الأحمر الرقيق،  وقدور الطهي، والمزهريات، ومعظم الفخار في ثاج تمت صناعته محليًا إما باليد وإما بالعجلة أو بالقالب، وقد وجدت أجزاء من أوانٍ فخارية أهملها الصانع نتيجة تغير شكلها قبل جفافها أو أثناء حرقها، كما عُثر أيضًا على كميات كبيرة من الرماد؛ ما يؤكد وجود صناعة الفخار في ثاج، وفضلاً عن ذلك فقد وُجدت في ثاج أنواع من الفخار المستورد، مثل: الفخار الأتيكي المزجج الأسود اليوناني الصنع  
 
وعُثر في ثاج أيضًا على بعض الأواني والأدوات الحجرية، مثل: المجارش والمطاحن اليدوية، وأحجار كبيرة جيدة التشكيل والتلميع ربما استخدمت أوزانًا، بالإضافة إلى الأختام، والأسلحة، وزهاء 191 قطعة عملة بعضها فضية والأخرى برونـزية. وتُعَدّ ثاج أحد أكبر مراكز إنتاج الدمى الفخارية واستخدامها، فقد وُجدت دمى صلصالية أو طينية حيوانية   لجمال وخيول وأبقار وثعابين وحيوانات أخرى كالكلاب والأسود والنعام، وكذلك دمى بشرية لرجال ونساء بعضها في وضع القرفصاء، ولعل الدمى الأنثوية الصغيرة استخدمت في مجال الطقوس لغرض الإخصاب البشري أو الزراعي  
 
وإضافة إلى ذلك وُجدت في ثاج مجموعة كبيرة من المباخر أو المجامر مكعبة الشكل ذات أربع أرجل قصيرة، ومصنوعة من عجينة صلصالية بيضاء مصفرة أو حمراء أو تميل إلى اللون البني الغامق، ويحمل بعضها زخارف هندسية بارزة أو غائرة، وبعضها الآخر من دون زخارف  
 
وكُشف النقاب أيضًا عن عدد من أدوات الزينة كالأساور، والأمشاط، والخرز، والحُلي التي من أهمها: المجموعة الذهبية التي اكتشفت في مقبرة تل الزاير، وتتكون من ست خرزات ذهبية أسطوانية صغيرة، وقناع ذهبي  به ثقوب على الأطراف للتثبيت، وثلاثة عقود ذهبية مزينة بأحجار كريمة، وخرزات أسطوانية صغيرة، وأربع رقائق شريطية من الذهب مختلفة الأطوال، وخاتمين ذهبيين مُطعمين بأحجار كريمة ومنقوشين، وقُرطين (حلق) للأذن، وثلاث وثمانين قطعة ذهبية رقيقة على هيئة أقراص ذات زخارف نباتية، وست قطع ذهبية أسطوانية ربما استخدمت حلية للأقدام، و 190 قطعة من الأزرار الذهبية متوسطة الحجم لكل منها حلقة من الداخل للتثبيت، و 66 قطعة من الأزرار الذهبية الصغيرة محدبة بحلقة من الداخل للتثبيت، وإحدى عشرة قطعة لؤلؤ صغيرة  
 
ومع تتابع الجهود البحثية تم الكشف في مقبرة تل الزاير عن الأثاث الجنائزي للمدفن الذي يتكون من سرير جنائزي مصنوع من المعدن والخشب، وله أربع قوائم في كل زاوية؛ شُكّلت على هيئة تماثيل سيدات من المعدن، ويبدو أن التماثيل كانت متصلة بعضها مع بعض بقواطع خشبية مغطاة بصفائح معدنية مزخرفة، حيث وُجدت صفيحة معدنية متبقية بطول 75سم مصنوعة من مادة التماثيل ذاتها، وعليها صورة منقوشة لدلفينين مرتبطين بالذيل؛ لكن رأس كل واحد منهما في اتجاه معاكس للآخر. وعُثر كذلك ضمن الأثاث الجنائزي على أربع قطع معدنية واحدة على شكل كأس أو قدح بقاعدة طويلة وُجد بداخلها بعض المواد العضوية أو الطيوب. أما الأواني الثلاثة الأخرى فإنها لا تعدو أن تكون إناءين متشابهين كل منهما على شكل مزهرية ربما استخدمت للزيوت أو المواد العطرية. وعُثر كذلك على قطعة معدنية صغيرة الحجم لعلها جزء من رأس صولجان  
 
وأسفرت عمليات التنقيب في حفريات ثاج أيضًا عن مجموعة من أدوات التحزيز من العظم مدببة الطرفين، وثلاث قوائم يد من العاج، وعدد من الخرز المثقوب مصنوع من العظام الدقيقة وربما من العاج، وملاعق كثيرة من العظام الدقيقة، وعدد من الأوعية الصغيرة المنحوتة من المرمر والرخام، وكمية من الصدف  
 
وعُثر في ثاج - كذلك - على مجموعة من النقوش الكتابية الحجرية المدونة بخط المسند، وقد أطلق علماء الكتابات عليها اسم النقوش الأحسائية، وهي في معظمها شواهد قبور توضح اسم الميت واسم أبيه واسم قبيلته أو عشيرته  
 
7 - عين جاوان:
 
في عين جاوان تمخض البحث عن جمع مادة أثرية منقولة متنوعة شملت مجموعات من الفخار ضمت كؤوسًا هلينستية متقنة التقليد ذات طلاء رقيق أحمر من الداخل، وبني من الخارج، وصحون السمك المحلية المقلدة من الفخار القرنفلي ذات طلاء أحمر داخلي رقيق، وقدور الطبخ من الفخار الأحمر والأسود الوجه، وكؤوس الفخار الأحمر ذات الحافة المقلوبة والبدن الجؤجؤي، وقطعًا من الفخار الخشن الممزوج بالتبن، ومجموعات من الأواني الحجرية، وبعضًا من الأواني المصنوعة من الرخام الأبيض، ومجموعات من أدوات الزينة، فضلاً عن مجموعة من الحلي الذهبية  عُثر عليها في المدافن تشمل العقود، والقلائد، والمعاصم، والخواتم، ومجموعة توابيت دفن مصنوعة من خشب مُطعّم بالعاج، ومجموعة تماثيل فخارية بأشكال آدمية وحيوانية، وعددًا من قطع العملات، إضافة إلى بعض النقوش الكتابية المدونة بخط المسند  
 
8 - الدفي:
 
كشفت الأعمال الميدانية في موقع الدفي عن مادة أثرية منقولة متنوعة شملت كثيرًا من الأواني الفخارية منها: قوارير، وصحون، وكؤوس، وزبديات، وجرار، وقدور طبخ، ومزهريات، وزمزميات، بعضها مصنوع من الفخار غير المزجج، وبعضها الآخر من الفخار المدهون بطلاء قصديري أبيض أو قلوي أخضر أو أزرق  .  أما المادة الأثرية الحجرية  فإنها تتمثل في أوانٍ،  وأغطية أوانٍ، ومجامر صُنعت بإتقان من الحجر الجيري أو الحجر الصابوني أو الرخام، وعلى السطوح الخارجية لبعض هذه المصنوعات توجد زخارف نُفذت بدقة  .  ولم تقتصر مقتنيات هذا الموقع على ذلك فحسب، فقد عُثر فيه على مجموعة من الدمى أو التماثيل الطينية (التراكوتا) بعضها آدمي والآخر حيواني، وكذلك عدد من المجامر الفخارية مكعبة الشكل  .  بالإضافة إلى كسر لأدوات حجرية وخشبية وزجاجية ومعدنية، وبعض أدوات الزينة كالخرز والأمشاط 

 

شارك المقالة:
57 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook