آثار المنطقة في الفترة الإسلامية في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
آثار المنطقة في الفترة الإسلامية في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية

آثار المنطقة في الفترة الإسلامية في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية.

 
اكتسبت منطقة تبوك أهمية إستراتيجية بالنسبة إلى أمن الدولة الإسلامية الناشئة في المدينة المنورة نظرًا إلى موقعها على الحدود بين الحجاز حيث الدولة الإسلامية، وبلاد الشام حيث دولة الروم البيزنطيين، وقد أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم زمام المبادرة فثبت نفوذ الإسلام في منطقة تبوك وما حولها بالسرايا التي بعثها ومنها سرية حسمى التي كانت بقيادة زيد بن حارثة رضي الله عنه وجيش مؤتة ثم غزوة تبوك التي قادها الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه  
 

 الأدوار الحضارية للمنطقة

 
يمكن القول اعتمادًا على ما يتوافر بمنطقة تبوك من بقايا أثرية إسلامية، وعلى ما يرد في المصادر التاريخية والجغرافية من معلومات عن المنطقة: إن منطقة تبوك شهدت أربع مراحل في تاريخها الحضاري إبان العصور الإسلامية، وهذه المراحل، هي:
 
1 - المرحلة الأولى:
 
وهي مرحلة ازدهار حضاري، وتمتد منذ صدر الإسلام حتى القرن السادس الهجري (من القرن السابع حتى القرن الثاني عشر الميلاديين)، وتتميز بانتشار العمران وازدهار الاقتصاد وكثرة المدن والبلدات وبمشاركة المنطقة النشطة في الحياة الاقتصادية والثقافية بالحجاز، وقد شملت خريطة المدن والبلدات بالمنطقة خلال تلك الفترة المدن والبلدات الآتية: تبوك، وتيماء، والمحدثة وتقع بالقرب من الأخضر، وحقل، ومقنا، ومدين، وعينونا، وضباء، وأشواق، وشغب وتقع في وادي عنتر جنوب الوجه، وبدا، والحوراء.
 
2 - المرحلة الثانية:
 
وهي مرحلة تدهور للحضارة والمدنية في المنطقة وتمتد إلى ستة قرون أخرى: من أواخر القرن السادس الهجري إلى أواخر القرن الثاني عشر الهجري (من القرن الثاني عشر إلى القرن الثامن عشر الميلاديين)، وتتميز بتدهور المقومات الاقتصادية للمنطقة، واختفاء عدد كبير من المدن والبلدات التي كانت عامرة في المرحلة الأولى، وقد تسبب في هذا التحول عدد من العوامل التي طرأت على المنطقة سياسية واقتصادية واجتماعية وطبيعية، وتُعَدُّ آثار طريق الحج الشامي والمصري التي تعود إلى فترة العصرين المملوكي والعثماني أبرز الآثار الباقية من فترة هذه المرحلة، وهي آثار لمبانٍ أنشئت لخدمة الحجاج المارين بالمنطقة.
 
3 - المرحلة الثالثة:
 
وهي مرحلة انتعاش حضاري، وتبدأ من النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري (الثامن عشر الميلادي) وتنتهي بدخول المنطقة تحت لواء الملك عبدالعزيز - رحمه الله - في منتصف القرن الرابع عشر الهجري 1343هـ / 1924م، وخلال هذه المرحلة دب النشاط في اقتصاد المنطقة وسجل ازدهار في الحركة التجارية مع أقاليم حوض البحر الأحمر وبلاد الشام، وكان قوام هذه التجارة تصدير المنتجات البيئية المتوافرة في المنطقة، مثل: الفحم النباتي، والسمن الحيواني، والجمال والماشية، وقد نتج من ذلك توسع العمران في عدد من المدن الساحلية، مثل: ضباء، والوجه، وأملج وزيادة في حركة الاستيطان في البلدات الداخلية، مثل: تبوك وتيماء، كما شهدت المنطقة خلال تلك الفترة رواج حركة النقل البحري على السفن الشراعية.
 
4 - المرحلة الرابعة:
 
وهي الفترة السعودية المعاصرة وتمثل فترة ازدهار للمدن الحضارية، وخلال هذه المرحلة قفزت المنطقة إلى أعلى مستويات التحضر والمدنية والازدهار الاقتصادي والثقافي حيث توافرت في مدن المنطقة وقراها جميع الخدمات العصرية؛ وأقيمت فيها المطارات، والموانئ الحديثة، والمستشفيات، والمدارس، والكليات، والجامعات، وشقت الطرق المعبدة ووصلت إلى كل مكان، وتوسع العمران في كل مدينة وقرية، وازدهرت الحركة التجارية والصناعية والزراعية وعمّ الأمن والاستقرار على النحو الذي نشاهده ونعيش فيه.
 
شارك المقالة:
75 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook