شهدت منطقة تبوك في عصر ما قبل الإسلام أدوارًا حضارية متعاقبة، فقد كانت مسرحًا لعدد من الدول والحضارات العربية القديمة التي ازدهرت فيها، وقد ساعدها على تبوء هذا الدور الحضاري المتميز موقعها الجغرافي   في مثلث ذهبي بين بلاد الشام وحوض النيل وبلاد الرافدين - وهي المناطق التي احتضنت أشهر حضارات الشرق الأدنى القديم، حيث كانت الطرق الموصلة بين تلك الحضارات تمر بها.

 

 

خلال فترة الحضارات البائدة ازدهرت في المنطقة حضارتا عاد ثم ثمود. وعلى الرغم من الخلاف القائم بين المؤرخين حول المكان الذي عاش فيه قوم عاد إلا أن عددًا منهم يرونه في شمال غرب شبه الجزيرة العربية، نظرًا إلى كثرة الأحقاف (كثبان الرمال الحمراء) في المنطقة، ووجود مواقع تحمل اسم إرم ورم؛ وبخاصة في منطقة تبوك، بالإضافة إلى تلازم ذكر قوم عاد وقوم ثمود في القرآن الكريم، ومعلوم أن ثمود لا يختلف الأثريون والمؤرخون على تحديد ديارها في شمال غرب شبه الجزيرة العربية على الرغم من اختلافهم في فترتها الزمنية.