آثار عملية تصغير المعدة

الكاتب: وسام ونوس -
آثار عملية تصغير المعدة

 

 

آثار عملية تصغير المعدة.

 

يتم اللجوء إلى التدخل الجراحيّ في العديد من حالات السمنة، بهدف إنقاص الوزن وتقليل خطر الإصابة بالمشاكل الطبيّة المُرتبطة بالسمنة، وفي الحقيقة تُساهم عملية تصغير المعدة في تقليل الوزن بطريقتين؛ إمّا التقييد (بالإنجليزية: Restriction)، وإمّا سوء الامتصاص (بالإنجليزية: Malabsorption)، ويتمثل التقييد في الحدّ من كميات الطعام التي يُمكن للمعدة أن تحتويها؛ وهذا بحدّ ذاته يُساهم في تقليل عدد السعرات الحرارية التي يمكن للشخص أن يتناولها، في حين أنّ سوء الامتصاص يتمثّل بتقصير أو تجاوز جزء من الأمعاء الدقيقة؛ ممّا يُساهم في تقليل كميّة السعرات الحرارية والمواد الغذائيّة التي يمتصّها الجسم.

 

أنواع عمليات تقليل الوزن

هناك العديد من العمليات الجراحيّة التي يتمّ اللجوء إليها بهدف تقليل الوزن، وفيما يأتي بيان لكلِ نوعٍ منها.

 

جراحة المجازة المَعِدية

تعتمد جراحة المجازة المَعِدية (بالإنجليزية: Gastric bypass surgery) في مبدئها على تقليص حجم المعدة، وهذا بحدّ ذاته يجعل الشخص غير قادر على تناول كميّات الطّعام المُعتادة، حيث يُجري الطبيب الجرّاح إعادة توجيه أو تجاوز لجزء من الجهاز الهضميّ، بهدف الحدّ من امتصاص كميات كبيرة من الطّعام، وفي الحقيقة هناك نوعين من الجراحة يندرجان تحت مُسمّى جراحة المجازة المَعِدية، وهما:

  • المجازة المعدية على شكل حرف (Y): (بالإنجليزية: Roux-en-Y)، يُعتبر هذا النّوع هو الأكثر شيوعاً، حيث يتم إجراؤها من خلال شقّ صغير، حيث يعمل الطبيب على تدبيس جزء من المعدة معاً أو عن طريق الربط العامودي، بهدف تشكيل جِراب صغير من المعدة، ومن ثمّ توصيل قسم من الأمعاء الدقيقة على شكل Y مع هذا الجِراب، وهذا بحدّ ذاته يُشكّل مجازة للطّعام، بحيث يُمكّنه تخطّي جزء من الجهاز الهضميّ، ويترتب على ذلك تقليل امتصاص السعرات الحرارية والمواد الغذائيّة، وفي الحقيقة يتعافى الشخص بعد إجراء هذه العملية بشكلٍ أسرع مُقارنة بالعمليات الجراحيّة الأخرى المُعقدة.
  • المجازة المعدية الواسعة: (بالإنجليزية: Extensive gastric bypass)، والمعروفة أيضاً بتحويل مسار البنكرياس والقنوات الصفراوية (بالإنجليزية: Biliopancreatic diversion)، وتمتاز هذه الجراحة بكونها أكثر تعقيداً مُقارنة بالنّوع السابق، وفي الحقيقة لا يُجرى هذا النّوع من الجراحة بكثرة، نظراً لاحتمالية حدوث عدد كبير من المُضاعفات، كما أنّها قد تُحدث نقصاً في المواد الغذائيّة، ويُذكر بأنّها تعتمد في مبدئها على إزالة الجزء السفلي من المعدة، ومن ثمّ ربط الجِراب الصغير المُتبقّي مباشرة مع الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة، مُتخطّياً بذلك الجزء الأول والثاني من الأمعاء الدقيقة بشكلٍ كامل.

 

ربط المعدة

تعتمد جراحة ربط المعدة (بالإنجليزية: Gastric banding) في مبدئها على استخدام جهاز سيليكون قابل للنفخ، بحيث تتمّ زراعته جراحيّاً حول الجزء العلوي من المعدة لمساعدة الشخص على تقليل وزنه، وعند وضع الرباط حول الجزء العلوي من المعدة يتكوّن جِراب صغير فيها، ويكون غير قادر على احتواء كميات كبيرة من الطّعام، بحيث يتّسع لكميات قليلة فقط، ويتحكم الفتْح الضيّق المُتشكّل بين جِراب المعدة وبقية أجزائها في سرعة مرور الطعام من الجِراب إلى الجزء السفليّ من المعدة، وتُساهم هذه الجراحة في الحدّ من كمية الطعام التي يُمكن للشخص أن يتناولها في وقت واحد، إضافة إلى زيادة الوقت الذي يستغرقه هضم الطّعام.

وتجدر الإشارة إلى إمكانية التّحكم بحجم الفتْح الضيّق بعد زراعة الجهاز، من خلال نفخ أو تفريغ هواء الرباط المُجوّف، وذلك اعتماداً على رغبة المريض، حيث إنّ نفخ الرباط المُجوّف يسبب تضيق حجم الفتْح الضيّق؛ مما يُبطئ من سرعة عبور الطّعام، أمّا تفريغه من الهواء يسمح للطّعام بالعبور بشكلٍ أسرع.

 

عمليّة تكميم المَعِدة

تستغرق عمليّة تكميم المَعِدة (بالإنجليزية: Sleeve gastrectomy) عند إجرائها فترة من الزمن تبلغ حوالي ساعة، ويترتب على ذلك المكوث في المستشفى لمدّة يومين، وتعتمد في مبدئها على إزالة ما نسبته 80% من حجم المعدة، تاركةً خلفها أنبوب رقيق يتّسع لكميّة من السائل تتراوح بين 50-100 ملليلتر، وتجدر الإشارة إلى أنّ القناة الهضمية الواقعة تحت المعِدة تبقى سليمة بعد إجراء هذه الجراحة، ويُمكن القول إنّ عمليّة تكميم المَعِدة تُقلص من حجم الطعام الذي يتناوله الشخص، كما تزيل بعض خلايا المعدة التي تنتج الهرمون المسؤول عن التحكم بالجوع؛ وهذا بحدّ ذاته يُقلل الشعور بالجوع فيما بعد.

 

تحويل مسار أعضاء أخرى

تُعتبر جراحة تحويل مسار البنكرياس والقنوات الصفراوية وتحويل مجرى الاثني عشر (بالإنجليزية: Biliopancreatic diversion with duodenal switch) واختصاراً (BPD/DS)، أقل شيوعاً مقارنة بالأنواع الأخرى من عمليات جراحة فقدان الوزن، إذ يُنصح بإجرائها لدى الأشخاص الذين يتجاوز مؤشر كتلة الجسم لديهم 50، ويُمكن القول بأنّ هذه الجراحة فعّالة بشكلٍ كبير لكنّها ذات مخاطر أكبر، وتُساهم في الحدّ من كميّة الطّعام التي يتناولها الشخص، إضافة إلى تقليل امتصاص العناصر الغذائية؛ بما في ذلك البروتينات والدهون.


وتتم هذه الجراحة على خطوتين رئيسيّتين، إذ تتمثل الخطوة الأولى بإجراء تكميم المعدة، وقد تحدّثنا عن هذه الجراحة فيما سبق، أمّا الخطوة الثانية فتتمثل بالمُجازة المعوية، والتي تتضمن معظم الأمعاء، والذي يجري في هذه الحالة هو توصيل الجزء الأخير من الأمعاء مع الاثني عشر الذي يقع بالقرب من المعدة، وتجدر الإشارة إلى أنّ هاتين العمليتين قد تُجرى كلٌ منهما بشكلٍ منفصل؛ إذ يتمّ إجراء تكميم المعدة في البداية ومن ثمّ إجراء المُجازة المعوية، وذلك عندما يبدأ الشخص بفقدان الوزن، ولكن في معظم الحالات تُجرى العمليّتان معاً كإجراء واحد.

 

شارك المقالة:
75 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook