يعدّ الدماغ من أكثر الأجهزة أهمية وتعقيداً في الكون، يقول بعض العلماء إنّ فيه عشرة بلايين خلية عصبية، وهذا يساوي عدد نجوم مجرّة التبانة تقريباً، ويقول علماء آخرون إنّه يحتوي على مئة بليون خلية، ولو ربطنا أطراف خلايا الدماغ ببعضها لأصبحت خيطاً طوله من الأرض إلى القمر. من بين جميع مخلوقات الدنيا كان للزواحف الضخمة التي عاشت قبل مئتي مليون سنة دماغ بدائي ساعدها على العيش باستجابات بدائيّة فقط، وعلى سبيل المثال استجابة الدفاع العنيف عن نفسها، وعن المناطق التي تعيش فيها، وهذا النوع من الاستجابات نجده أيضاً لدى الإنسان الحديث. يقول العلماء إنّه قبل مئة مليون عام تقريباً كان اللب الدماغي أو المخيخ قد تطوّر إلى مستوى أعلى من المستوى البدائي، وكان قادراً على استعياب عواطف مثل القلق، والخوف، مع قدرة بسيطة على التذكر.أمّا في حالات الخطر كانت غريزة البقاء تُعبّر عن نفسها بالهرب، ويقول العلماء إنّ دماغ الإنسان تطور وكبر حجمه مع تطور الحياة والتحديات، وتميّز عن بقية أدمغة الكائنات الأخرى بطبقة نيوكورتكس والتي تُشكّل خمسين بالمئة من كتلة الدماغ، ووظيفتها تمكين الإنسان من تنفيذ الأفكار.
,من أجزاء الدماغ ما يلي :
يقول أطباء الأعصاب إنّ الدماغ يحتوي على دارات كهربائية معقّدة، مكونة من مليارات الخلايا العصبية الموجودة فيه، وعلى عكس الحاسوب فإنّ الدماغ مصنوع من آلاف الخلايا التي تتمايز في الشكل، والمكونات، والتي تتصل فيما بينها وتتوزع في عدة مناطق من الدماغ، وهي تتغير أيضاً في حالات الدماغ المرضية. وكلّ واحدة من هذه الخلايا هي دارات كهربائية مميزة؛ فهي تستقبل المعلومات من آلاف السيالات العصبية، وتقوم بتحليلها، وإعادة تصدير إشارات كهربائية خاصة بها من وإلى بعضها البعض. الإشارات العصبية قد تصل إلى الآلاف من الخلايا الأخرى، وكل هذه العملية لا تستغرق سوى جزء من الثانية، وتحدث هذه العملية آلاف المرات في الدقيقة؛ بحيث تمرّ على كل واحدة من الخلايا مئة مليار إشارة عصبية على مدى الحياة.