أبو ذر الغفاري هو جندب بن جنادة بن قيس بن عمرو بن مليل بن صعير بن حرام بن عفان، كان أسمر اللون، ضخماً، كثيف اللحية، وكان أبو ذر الغفاري من السابقين للإسلام، حتى قيل أنّه خامس من أسلم من المسلمين، هاجر إلى المدينة المنورة ولازم الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- وجاهد معه، وهو أول من حيّا الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بتحية الإسلام، وكان معروفاً بالصدق والحق، ولا تأخذه في الله لومة لائم، فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "ما أقلَّتِ الغبراءُ ولا أظلَّتِ الخضراءُ من رجلٍ أصدقَ لَهجةً من أبي ذرٍّ
كان أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه- قد اعتزل الناس في آخر حياته في منطقة تسمى الربذة، وهي منطقة بالقرب من المدينة المنورة، وعندما جاءه الموت بكت امرأته؛ وسبب ذلك أنّها ليس لديها ثوب يسعه كفناً، فقال: "لا تَبْكي؛ فإنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذاتَ يومٍ، وأنا عندَه في نَفَرٍ يقولُ: لَيَموتَنَّ رَجُلٌ منكم بفَلاةٍ منَ الأرضِ، يَشهَدُه عِصابةٌ منَ المُؤمِنينَ قال: فكلُّ مَن كان معي في ذلك المَجلِسِ ماتَ في جَماعةٍ وفِرقةٍ، فلم يَبْقَ منهم غَيْري، وقد أصبَحْتُ بالفَلاةِ أموتُ، فراقِبي الطريقَ"، فبينما هي كذلك حتى قَدِمَ قوم، فطلبت منهم تكفينه، فكفنه أحدهم بثوبان من غزل أمه، وبثوب من الذي عليه من اللباس، وقد مات -رضي الله عنه- سنة إحدى وثلاثين، أو اثنين وثلاثين للهجرة