أبو طالب هو عمّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وقد تولّى رعايته بعد وفاة جدّه عبد المطلب، فأحسن كفالته وتوصّى به خير وصيةٍ، ومكث النبيّ -عليه السلام- في كنفه حتّى شبّ وكبُر، وكثيراً ما لمس أبو طالب البركة والخير بيد يدي رسول الله، وكان أبو طالب رجلاً كريماً رغم فقره وكثرة أبنائه، وكان سيّداً من سادات قريش، سار على خطى والده عبد المطلب في السيادة، فكان مهاباً محترماً من قريش، يُحبّه الجميع ويُحبّهم، وكان النبيّ -عليه السلام- قد أخذ مكاناً مُميزّاً في نفس أبي طالب، فقد كان يُحبّه حباً شديداً فاق كُلّ أحدٍ سواه، ولازمه النبيّ طوال الوقت، ويأخذه معه في تجاراته التي كان يخرج فيها.
بالرغم من علوّ منزلة النبيّ في قلب أبي طالب وحبّه له ورعايته له صغيراً، ومن ثمّ الدفاع عنه بعد نبوّته وصدّ قريش وأذاها عنه، إلّا أنّ أبا طالب لم يدخل الإسلام، ولم ينطق كلمة التوحيد، وحاول النبيّ -عليه السلام- معه أن يردّد كلمة التوحيد، لعلّه يحاجج الله بها يوم القيامة إلّا أنّه أبى إلّا أن يبقى على ملّة والده عبد المطلب، وأخبر النبيّ -عليه السلام- أنّ عمّه سيكون أخفّ الناس عذاباً يوم القيامة؛ بشفاعته له، فقال عليه السلام: (أَهْوَنُ أهْلِ النَّارِ عَذاباً أبو طالِبٍ، وهو مُنْتَعِلٌ بنَعْلَيْنِ يَغْلِي منهما دِماغُهُ).
للنبي -عليه الصلاة والسلام- أحد عشر عمّاً، أسلم منهم اثنان؛ وهم: حمزة والعباس -رضي الله عنهما-، وبقي الآخرون على الكفر، أو أنّهم لم يُدركوا الإسلام، وجميع أعمامه هم:
موسوعة موضوع