أجمل الأوقات هي تلك التي نبدأ بها يومنا، فهي تنعكس على بقية اليوم، لذلك يجب أن نرسم السعادة والتفاؤل والإيجابية على صباحاتنا، بعيداً عن الحزن والتشاؤم والهم، وابتسامة الصباح أجمل هدية نقدمها لأنفسنا كلّ يوم فهي مفتاح يوم سعيد، لنتحدث معاً عن الصباح وعباراته وأدعيته.
صباح الخير لمن صافح الصباح حباً
ولمن سلك طريق التفاؤل درباً.
صباح الورد لمن صافح الصباح حباً
ولمن سلك طريق التفاؤل، والرضى درباً
تشرق الشمس فتشرق قلوبنا بالحبّ والتفاؤل أنّ القادم أجمل.
صباح معطّر بذكر الله، مبعوث لأحلى خلق الله،
ينوّر دربك ويبارك يومك بإذن الله.
أهديكم صباحاً جميلاً باسماً عطره،
ومقلة لا ترى في غيركم بدلاً،
صباحكم فلّ إن شاء الله تعالى.
صباح جميل لإنسان أصيل
ألقى مثل طيبته مستحيل يا رب عسى عمره طويل
أهدي الورد لأهل الورد.
صباح الحب من قلب عشق روحك،
وتمناها عشق همسك عشق خطك..
صباحي يتمنّى أن تشرق عليه شمس رؤياك
ويتمتّع بدفئ لقياك أسعد الله صباحك.
أسأل الله أن يصبحك صباح الآمنين
وأن يجعل يومك هذا يوماً مباركاً
أوله صلاح وأوسطه فلاح
وآخره نجاح وعفو وعتق ونجاة من النار.
أسعد الله صباحك
وكساك من حلل السعادة والعافية إن شاء الله تعالى.
نبدأ باسم الرزاق الفتاح يجعل صباحك عطر فواح
وأيامك كلها أفراح.
في الصباح، تُطلُّ الشمسُ على استحياءٍ لتنشرَ أشعتها الذهبية على الملأ، وتعلنَ بداية يومٍ جديد مليءٍ بالأمل والتفاؤل، فالصباح حكاية يوميّة تبدأ في موعدٍ مع الشمس التي تُنير الأرض وتطرد عنها النوم والنعاس، وكأنّها توقظ الأشجار والورود والفراشات لتبدأ يومها الطويل، فالصباح حكايةُ عشقٍ جميلة، وإعلانٌ للبدايات، ومن تفوته مراقبة الصباح فقد فاته الكثير من النشاط والشغف والرزق، فلا شيء أجمل من إشراقة الصباح التي تبعث الهدوء في النفس، وتُبعد عنها اليأس، وكأن الصباح ينفض عن القلب هموم البارحة، ويستبدلها بالكثير من التفاؤل.
الصباح عنوان التغيير، ومن لا يتأمّلُ فيه فلن يستطيع فَهم أسرارِه، ويكتمل مشهد الجمال فيه بمراقبة السماء وهي تُعانق الشمس بعد ذهاب الليل، كما يكتمل بسماع زقزقة العصافير، وارتشاف فنجان قهوة على وقع الموسيقى، واستنشاق عبير الورود، وإتاحة الفرصة للصباح بأن يقول كلمته، خاصةً أنّ الصباحات الجميلة غالبًا تصنع اليوم بأكمله، فمن بدأ صباحه بروح الفرح، فسينتهي يومه بنفس الروح؛ لأنّ الإيجابية كلها تسكن في زوايا الشمس الصباحية، وخصوصًا عندما تعكس أشعتها الذهبية على قطرات الندى الغافية على أوراق الورد، فتتشكل سيمفونية مدهشة من أعذب الألحان الصباحية الرائعة، وكأن الصباح إنسانٌ يمسح بيديه على تعب القلب فيزول، وينثر روحه على العقل فيهدأ فكره ويرتاح.
كلّ شخص باستطاعته أن يصنع جمال صباحه بنفسه، خصوصًا إن كان يملك الدافعية للاستيقاظ باكرًا وبَدْء اليوم من أوله بنشاط، كما يكتمل جماله بذكر الله تعالى والتأمّل في عظيم خلقه، خصوصًا أنّ السكون والهدوء الذي يفرض جلالته على صباحات الأيام، يجعل من الفكر نقيًا صافيًا لا تشوبه أيّة شائبة، ومن سوء حظ البعض أن صباحهم يبدأ متأخرًا جدًا، ويتركون مراقبته وهم يَغُطُّون في نومِهم العميق، دون أن يعرفوا أنّ الجمال كلّه يفوتهم، لكن رغم هذا ليس كل الصباحات واحدة، هناك صباحٌ يكون أجمل من غيره، خصوصًا إن بدأ بلهفة ودقة قلب وراحة بال.
يقول محمود درويش؛ شاعر المقاومة الفلسطينية، وأحد أهم الشعراء الفلسطينين المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن المسلوب، وله قصيدة بعنوان "سَأمْدَحُ هذَا الصَّباحَ":
سَأمْدَحُ هذَا الصَّباحَ الجَديد، سَأَنْسَى اللَّيَالَي، كُلَّ اللِّيَالي
وَأَمشِي إلَى وَرْدَةِ الجَار، أَخْطفُ مِنْهَا طَريقَتَهَا فِي الفَرَحْ
سَأقْطِفُ فَاكهَة الضَّوْء مِنْ شَجرٍ واقفٍ للْجَميعْ
سَأَمْلكُ وَقْتاً لأسْمَعَ لحن الزّفاف على ريشِ هذَا الحمامْ
سلامٌ على كُلِّ شَيْءٍ، شوارعُ كالنَّاس واقفةٌ بَيْن يوْمَيْن
لا تملك الأرْض غَيْرُ الطُّيوْر التي حَلَّقتْ فَوْقَ سَطْح الغناء،
ولا يَمْلك الطَّيْرَ غَيْرُ الفَضَاءِ المُعَلَّقِ فوق أَعَالي الشَّجَرْ
سلامٌ عَلَى نَوْمِ مَنْ يَمْلكُون من الوَقْتِ وَقتاَ لِكَيْ يَقْرأْوا.. وسلام على المُتْعبَينْ
أَفي مِثْلِ هَذَا الصَّبَاح القَويَّ تَقُولينَ لِي: سَأَعُودُ إلَى بَيْتِ أْمِّي؟
أَفِي مِثْلِ هَذَا الصَّبَاح تُعِيدينَ قَلْبِي عَلَى طَبَقٍ مِنْ وَرَقْ؟
أمّا الشاعر السوري نزار قباني ففقد كتب يخاطب محبوبته في قصيدة رقيقة عن الصباح بعنوان "صباحكِ سكَّر"، قال فيها:
إذا مرّ يومٌ. ولم أتذكّرْ
ورحتُ أخطّ كطفلٍ صغير
فلا تَضْجري من ذهولي وصمتي
فحين أنا . لا أقولُ: أحبّ..
إذا جئتني ذات يوم بثوبٍ
وشَعْرُكِ ملقىً على كَتِفيكِ
ونهدُكِ.. تحت ارتفاف القميص
ورحتُ أعبّ دخاني بعمقٍ
فلا تنعتيني بموت الشعور
فبالوَهْم أخلقُ منكِ إلهاً
وبالوَهْم.. أزرعُ شعركِ دِفْلى
إذا ما جلستِ طويلاً أمامي
وأغمضتُ عن طيّباتكِ عيني
فلا تحسبي أنني لا أراكِ
ففي الظلّ يغدو لعطرك صوتٌ
أحبّكِ فوقَ المحبّة.. لكنْ
الشاعر الذي نظم هذه القصيدة يقارن بين الصباح الذي تكون أمه موجودة فيه، وبين صباحه بعد غياب أمه، ويختم قصيدته بأنّ الصبا قد يرجع إذا ما رجعت أمه يوماً:
إذا حملَ الصباحُ طيوبَ أُمِّي
وإن هَبَّت رياحٌ فرقتها
أما تدرينَ أن بيَ اْشتياقاً
وخلَّوْني وحيداً في اْغترابي
أَبُثُّ لوردتي أحزانَ قلبي
وأسألها وفي صدري أزيزٌ
أيا أختَ اغترابي: كم تولّى
سئمتُ وقد شكا المجذافُ منِّي
وتاهت خُطوتي لما توارى
أيا أختَ اغترابي أين أُمِّي
متى تتبدل الآهات شدواً
أُجيبُ السائلينَ وفوق خدِّي
غداً إن عادت الأطيارُ تشدو